9 سنوات تحت الإنشاء.. أهالي الغربية يستغيثون لإنهاء مستشفى السنطة المركزي

في مشهد مؤلم يتكرر يوميًا، يعيش أهالي مركز السنطة بمحافظة الغربية مأساة إنسانية وصحية متواصلة، بسبب استمرار تعثر إنشاء مستشفى السنطة المركزي منذ ما يزيد عن تسع سنوات. فبين الوعود الحكومية المتكررة والتأجيلات المستمرة، وجد المواطن البسيط نفسه عُرضة للموت على الطرقات، في رحلة البحث عن سرير أو دواء.
وسط هذه المعاناة، أطلقت الحاجة مها، إحدى سيدات المركز، صرخة استغاثة مؤثرة للرئيس عبد الفتاح السيسي، ناشدته فيها بسرعة التدخل لإنقاذ الأرواح التي تُزهق نتيجة عدم توفر رعاية طبية كافية بالمركز.
وقالت الحاجة مها:
"المستشفى بقالها ٩ سنين يا ريس تحت الإنشاء، والمريض أحيانًا بيتوفى في الطريق وهو رايح مستشفى طنطا الجامعي، المسافة بعيدة جدًا، والمبنى القديم شغال بحاجات بدائية جدًا، مجرد إسعافات أولية".
وتابعت قائلة:
"مرات أخويا جت علشان تقيس السكر، رفضوا يقيسوه وقالولها ده للحالات اللي جاية على ترولّي. حتى الأسبرينة اللي بتتاخد للجلطة مش موجودة هنا!"
وأضافت:
"رحت بأخويا مستشفى جامعة طنطا، ٥٢ كيلو، الإسعاف أخد ١٢٥٠ جنيه! مبلغ كبير على موظف غلبان، يا ريس إلحقنا، المستشفى دي هتخفف الضغط عن مستشفيات طنطا الجامعي والمنشاوي، وهتنقذ ناس بتموت قبل ما توصل".
وفي سياق آخر، تحدثت عن معاناتها الشخصية، قائلة:
"أنا عاملة تصالح مباني من شهر ٨ سنة ٢٠٢٠، ودافعة كل الرسوم، وكمان ١٥ ألف جنيه، وراضية، بس عاوزة أبني. متسيبناش للمجلس المحلي، دول بينهبونا. أنا بحب بلدي وبحب الرئيس عبد الفتاح السيسي، وواثقة إنه لو سمعني هيستجيب. الله يكون في عونه، شايل كتير، بس أنا بستغيث بيك يا ريس.. المستشفى ليها ٩ سنين تحت الإنشاء، حرام كده".
رسالة الحاجة مها ليست مجرد صوت فردي، بل تمثل آلاف الأسر التي أنهكها المرض والعجز، وما زالت تنتظر لحظة تدخل حقيقية، تكتب بداية حياة جديدة لمستشفى ينتظر الولادة منذ قرابة عقد من الزمن. فهل تصل هذه الصرخة؟ وهل يتحرك المسؤولون لإنقاذ ما تبقى من أمل؟