فينيديكتوف: أوروبا تُعد أيديولوجيا للدخول في حرب مع روسيا

قال نائب سكرتير مجلس الأمن الروسي، ألكسندر فينيديكتوف، في تصريحات لوكالة "سبوتنيك" اليوم الخميس، إن الاتحاد الأوروبي يعمل على تهيئة أيديولوجية واسعة النطاق تدفع الأوروبيين نحو التصعيد العسكري ضد روسيا.
وأشار فينيديكتوف إلى أن الخطاب المعادي لروسيا في بروكسل وبعض العواصم الأوروبية قد ارتفع إلى مستويات غير مسبوقة في الآونة الأخيرة.
استراتيجيات الاتحاد الأوروبي: تعزيز ثقافة الاستعداد العسكري
وأوضح أن الاتحاد الأوروبي قام بتطوير العديد من الوثائق الاستراتيجية في مجال الدفاع، مثل "استراتيجية الاستعداد لحالات الأزمات" التي أقرتها المفوضية الأوروبية في نهاية شهر مارس من هذا العام، و"الكتاب الأبيض بشأن الدفاع الأوروبي - الجاهزية 2030" الذي قدمه الاتحاد الأوروبي قبل شهر.
وأضاف فينيديكتوف أن هذه الوثائق تؤكد بشكل خاص على الحاجة إلى تشكيل وترسيخ "ثقافة الاستعداد للعمل العسكري" في وعي الأوروبيين، مشيرًا إلى أن "الاستعداد" أصبح جزءًا من العملية التعليمية للاتحاد الأوروبي، وكذلك في برامج الشباب والتدريبات ذات الصلة. وأكد أن هذا يشكل إعدادًا أيديولوجيًا ضخمًا للأوروبيين للحرب مع روسيا.
انتقادات لفرنسا: تجاهل للدور الروسي في الحفاظ على السيادة
كما انتقد فينيديكتوف تصريحات الرئيس الفرنسي، التي وصفها بأنها تعكس فرضيات عسكرتارية من حقبة الحرب الباردة، مشيرًا إلى أن فرنسا تنسى تمامًا الدور المشكوك فيه والمتناقض الذي لعبته في الحرب العالمية الثانية، وأنه بفضل الاتحاد السوفييتي وروسيا، لم تحافظ فرنسا على نفسها كدولة ذات سيادة فحسب، بل أصبحت أيضًا عضوًا دائمًا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
تدهور العلاقات بين روسيا والناتو
وتجدر الإشارة إلى أن العلاقات بين روسيا وحلف "الناتو" قد تدهورت بشكل كبير بعد انطلاق الحرب الروسية في أوكرانيا في 24 فبراير 2022، وفي قمة حلف "الناتو" في مدريد خلال العام ذاته، تم الإعلان عن وقف عمل مجلس "روسيا-الناتو".
وتواصل القوات المسلحة الروسية، منذ 24 فبراير 2022، تنفيذ حربها على أوكرانيا، التي تهدف إلى تحقيق عدة أهداف استراتيجية، أبرزها:
- نزع سلاح أوكرانيا : تهدف الحرب إلى القضاء على القدرات العسكرية الأوكرانية التي تعتبرها موسكو تهديدًا لأمنها القومي.
- القضاء على التهديدات الأمنية : تسعى روسيا إلى منع استخدام الأراضي الأوكرانية كمنصة لتهديد أمنها، خاصة بعد الدعم الغربي لأوكرانيا.
حماية المدنيين في دونباس: تؤكد موسكو أن الحرب تهدف إلى حماية السكان الناطقين بالروسية في إقليمي دونيتسك ولوغانسك، الذين تعرضوا للاضطهاد من قبل السلطات الأوكرانية على مدار سنوات.
وصرح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين،بأن تحرير دونباس يُعتبر أولوية قصوى بالنسبة لروسيا، مشيرًا إلى أن الهجوم على كورسك كان محاولة فاشلة من قبل القوات الأوكرانية.
ومن جانبه، أكد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري مدفيديف، أن جميع أهداف الحرب الروسية في أوكرانيا ستتحقق، مشيرًا إلى أن القوات الروسية تواصل إحباط الهجمات الأوكرانية في مناطق مثل خيرسون.
فيما يتعلق بالجانب العسكري، أوضح المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، أن الحرب الروسية ستنتهي عندما تحقق جميع أهدافها، مؤكدًا أن روسيا تسعى إلى منع عسكرة أوكرانيا، التي تشكل تهديدًا للشعب الروسي.
وتجدر الإشارة إلى أن الحرب الروسية على أوكرانيا قد تسببت في نزوح أعداد كبيرة من المدنيين، وأثرت بشكل كبير على البنية التحتية في المناطق المتأثرة. وتستمر الجهود الدولية للتوصل إلى حل دبلوماسي ينهي النزاع ويحقق استقرارًا في المنطقة.