عاجل

قبل زيارة الرئيس السيسي لروسيا.. ملفات ساسية واقتصادية على مائدة الاجتماعات

الرئيس السيسي وفلاديمير
الرئيس السيسي وفلاديمير بوتين

علم موقع "نيوز رووم" من مصادره الخاصة أن الرئيس عبد الفتاح السيسي سيتوجه إلى روسيا الأسبوع المقبل.

صرح رامى القليوبي، أستاذ زائر بكلية الاستشراق بالمدرسة العليا للاقتصاد بموسكو، بأن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى روسيا فى ذلك الوقت لحضور الاحتفالات المهيبة التى تقوم بها روسيا للاحتفال بذكرى 80 عاما على النصر فى الحرب العالمية الثانية على ألمانيا. 

وكان قد حضر الرئيس السيسي الاحتفالات بمثل هذه المناسبة قبل 10 سنوات فى عام 2015 إلى جانب الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذى من المنتظر أن يحضر هذه المرة أيضا.

فاعلية العلاقات:

وقال أ.د محمد صادق إسماعيل أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية ومدير المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، إنه يجب وضع زيارة الرئيس المرتقبة إلى روسيا، فى عدة اعتبارات، منها فاعلية العلاقات المصرية الروسية على كافة المستويات.

وأضاف أن هناك توجه كبير من مصر إلى تعدد الحلفاء الاستراتيجيين، أى  أن يكون هناك نوع من السياسة الخارجية المعتدلة التى تمارسها مصر تجاه الأقطاب الدولية سواء الولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها شريك استراتيجي لمصر منذ فترة طويلة جدا،  أو تنويع الشركاء بالتوجه نحو روسيا والتوجه نحو دول أوروبيا والصين واليابان، وبالتالى مصر لجأت لهذا الطرح الجيد فى  تنويع حلفائها الاستراتيجيين.

طبيعة الزيارة:

وأضاف أنه بالنسبة إلى طبيعة هذه الزيارة نجد أن هناك أحداث سياسية ربما تؤثر على مجريات اللقاء بين الرئيس السيسي وفلاديمير بوتن الرئيس الروسي، وأنه كان هناك عملية سلام فى الشرق الأوسط وهناك أزمة خاصة بقطاع غزة، بالتالى لابد أن تكون روسيا أحد الفاعلين فى هذه العملية السياسية، وأيضا ضرورة العودة إلى الملف التفاوضي مرة أخرى، باعتبار أن القضية الفلسطينية تمثل أيضا قضية من القضايا الهامة لحفظ الأمن القومى العربي.

وأكد أن الزيارة تتعلق أيضا بالشراكة الاستراتيجية بين مصر وروسيا على كافة المستويات سواء منها ما يرتبط بتفعيل معدلات التبادل التجارى أو ما يتعلق بعلاقات اقتصادية متميزة، كما تتعلق بما يرتبط أيضا بالتوجهات السياسية لمصر باعتبار أن مصر شريك فى العديد من الملفات الدولية وحاضرة بقوة فى إحلال السلم فى أماكن مختلفة من العالم ومنها طبعا القضية الروسية الأوكرانية، خصوصا أن مصر تدعو دوما إلى حل هذه الأزمة بصورة سلمية بعيدا عن استخدام الآله العسكرية.

وقال مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية: " تتشارك مصر وروسيا عدد من الرؤى فى الملفات، بالإضافة إلى الزخم الكبير الذي تأخذه هذه الزيارة فى ظل التوجهات الأمريكية الحالية لفرض الرسوم الجمركية على بعض الدول، وال شراكة الاستراتيجية التى تجمع بين دول "البريكس".

 وأضاف: "فأنا أعتقد أن العالم حاليا يتجه نحو التكتلات الاقتصادية الكبيرة ومصر حاضرة بقوة فى ظل هذه التكتلات، إذا هى زيارة تعكس مدى توافق الرؤى بين مصر وروسيا فى ملفات عدة وأيضا تعظيم الموارد بين البلدين، وتعظيم فرص الاستفادة من التعاون الاقتصادى فى مجالات كافة، والتعاون العسكرى".

 

الجانب الروسى 

وأكد "إسماعيل" أن هناك فاعلية كبيرة جدا بين مصر وروسيا على كافة المستويات، وهناك توجهات سياسية فاعلة بين الدولتين، كانضمام مصر إلى مجموعة دول "البريكس" الذى يجمع مجموعة من أقوى اقتصادات العالم، مثل: الصين وروسيا البرازيل جنوب أفريقيا دول فاعلة فى النظام الدولى. 

الجانب الاقتصادي

وقال: "بالنسبة لحجم الزخم الكبير الذى تقتضيه العلاقات المصرية الروسية على الجانب الاقتصادى هو حجم معتدل وقابل للارتفاع سواء فى معدلات التبادل التجارى والاستثمارات البينية المشتركة بين مصر وروسيا، بالإضافة إلى الشراكة الاستراتيجية فى عدد من المشروعات الاستثمارية الكبيرة بين الجانبين والتعاون فى المجال العسكرى من خلال اعتماد مصر على بعض الأسلحة القادمة من روسيا والمفاعل النووى الذى تقوم روسيا بإنشاءه، هذه الأمور تشير إلى فاعلية العلاقة بين مصر وروسيا على كافة المستويات".

نقطة تحولات فى النظام الدولى العالمى

وقال ديمترى بريجع، المحلل السياسي وخبير العلاقات الدولية، إن جوهر الحديث الذي يدار بين الرئيسين عبد الفتاح السيسي وفلاديمير بوتين يكون حول الملفات الاقتصادية وملف قطاع غزة وملفات منطقة الشرق الأوسط وتغيير السياسة فى سوريا مع سقوط نظام بشار الأسد والتعاون الروسي المصري الاقتصادى، كما سيتم مناقشة ملف الطاقة وتبادل الطلاب والتعاون فى التعليم وإرسال العديد من الوفود من روسيا لمصر ومن مصر إلى روسيا.

وأكد بريجع، أن هذه المرحلة، مرحلة مهمة وحساسة ونقطة تحولات فى النظام الدولى العالمى، وأضاف: "نحن فى احتياج كبير لمزيد من التعاون ومزيد من الخطوات التى تحسن العلاقات بين روسيا ومصر، لأن هناك أولويات وضعت من قبل الخارجية الروسية للتقارب مع الحضارة الإسلامية والدول الإسلامية والعالم الإسلامى ودول القارة الإفريقية".

مصر معنية بمناقشة عدة ملفات

وقال د. مختار غباشي، الأمين العام لمركز الفارابى للدراسات السياسية، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لروسيا زيارة مهمة جدا فى هذا التوقيت لأن روسيا دولة فاعلة فى الكثير من الملفات، سواء فى الشرق الأوسط أو على المستوى الدولى والإقليمي.

وأضاف أن أن مصر معنية بمناقشة عدة ملفات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مثل علاقة روسيا بإيران والوجود الروسي داخل الساحة السورية، ولروسيا والوجود الروسي وحجم تأثيره داخل الساحة الليبية والساحة السورية، وملف مفاعل الضبعة النووى الذي تقوم روسيا بإنشاءه، وهذا مفاعل نووى سلمى، وأكد أنه من الأهمية لمصر أن تدخل فى هذا المجال وأن تتقدم فيه بسرعة من خلال الأيام والسنوات القادمة.

وصرح غباشي، أن زيارة الرئيس السيسي إلى روسيا زيارة مهمة من الناحية السياسية وبعدها السياسي ومن الناحية العسكرية، وبعدها العسكري المرتبط بكثير من ملفات المنطقة مثل القضية الفلسطينية والصراع فى البحر الأحمر والوضع فى اليمن وتعدى الولايات المتحدة على اليمن كحوثيين أو غيره.

الزيارة السابقة إلى روسيا

كان قد زار الرئيس عبد الفتاح السيسي روسيا أكتوبر 2024، للمشاركة في قمة تجمع دول "بريكس"، المنعقدة بمدينة "قازان"، وشهدت القمة التي تشهد مشاركة مصر كعضو في التجمع، منذ انضمامها رسمياً له. 

التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي،خلال الزيارة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على هامش قمة تجمع البريكس بمدينة قازان الروسية، حيث عقد الرئيسان جلسة مباحثات موسعة، رحب خلالها الرئيس بوتين بزيارة السيد الرئيس إلى روسيا، معرباً عن سعادته بالمشاركة الأولى لمصر كعضو بتجمع البريكس، وأكد أن انضمام مصر للتجمع يمثل إضافة لمسارات عمله، ويساهم في تعزيز دوره كمنصة لتعزيز التعاون متعدد الأطراف بين الدول النامية .

وأعرب السيد الرئيس عن تقديره للمشاركة في القمة التي تستضيفها روسيا، والتي جاءت في إطار الحرص المصري على الانخراط في فعاليات وأطر التجمع، مثنياً على الجهد الذي بذلته روسيا خلال فترة رئاستها للتجمع، وأشار إلى الأهمية التي توليها مصر لتعزيز التعاون مع روسيا، ليس فقط على المستوى متعدد الأطراف، ولكن على مستوى العلاقات الثنائية التي تشهد تطوراً كبيراً في مختلف المجالات، استناداً إلى اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة الموقعة بين البلدين في عام 2018.

كما ثمن السيد الرئيس التعاون بين البلدين في العديد من المشروعات المشتركة، خاصةً مشروع إنشاء المنطقة الصناعية الروسية فى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، ومشروع إنشاء محطة الضبعة لتوليد الكهرباء بالطاقة النووية .

وشهد اللقاء تباحث الرئيسين حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية، حيث تم الاتفاق على الأهمية القصوى لخفض التصعيد بمنطقة الشرق الأوسط في ظل ما يحمله الصراع بالمنطقة من تداعيات سلبية إقليمياً ودولياً، على الإقليم فقط، ودعا الرئيسان ضرورة التوصل لوقف إطلاق نار فوري في غزة ولبنان، وخفض التصعيد وتفادي الممارسات والإجراءات التي من شأنها أن تدفع بالإقليم نحو مزيد من التأزم، كما شدد السيد الرئيس على ضرورة تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى أهالي قطاع غزة، فضلاً عن دعم لبنان وتأكيد احترام سيادته وأمنه واستقراره .

وتطرقت المباحثات بين الرئيسين إلى عدد من القضايا الدولية الملحة، من بينها الأزمة الروسية الأوكرانية، حيث أكد السيد الرئيس موقف مصر الداعي للحلول الدبلوماسية والتسويات السياسية للأزمات من خلال الحوار، على النحو الذي يحفظ السلم والأمن الدوليين، ويصون مقدرات الشعوب .

 

تم نسخ الرابط