مستشار أوكراني: أوكرانيا وروسيا منهكتان.. والحل يبدأ بخطوة نحو الهدنة

ما زالت الحرب بين روسيا وأوكرانيا تزداد اشتعالًا، وسط تطورات سياسية وعسكرية متسارعة بين الجانبين. في هذا السياق، قال يفهين ميكيتينكو، مستشار وزير خارجية أوكرانيا، إن هناك محادثة جرت بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل المكالمة التي جمعته مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، مؤكداً أن المكالمة لم تكن مطولة واستغرقت بضع دقائق فقط.
وأضاف "ميكيتينكو" في تصريحات ببرنامج "ملف اليوم" عبر قناة "القاهرة الإخبارية" أن الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات قد تحولت إلى حرب استنزاف بين الطرفين، مما أثر بشكل كبير على الشعبين الروسي والأوكراني. وأوضح أن هذه الحرب قد أرهقت الطرفين في النواحي العسكرية والاقتصادية.
ضغط بشري واقتصادي
وأشار "ميكيتينكو" إلى أن أوكرانيا تعاني من ضغط بشري واقتصادي كبير، حيث غادر نحو 6 ملايين أوكراني البلاد، معظمهم باتجاه دول أوروبا. وبينما تعاني أوكرانيا من هذه الأزمة، تواصل روسيا السيطرة الميدانية، مما يعكس حالة الاستنزاف التي يعيشها الطرفان. كما أضاف أن الشعب الروسي أيضًا يشعر بالتعب رغم تفوقه العددي الكبير مقارنة بالشعب الأوكراني.
توجهات الحلول السلمية
وفي سياق حديثه عن الحلول المحتملة، اعتبر "ميكيتينكو" أن الحل الأفضل ليس فقط للشعبين الروسي والأوكراني، بل أيضًا لأوروبا والولايات المتحدة، هو التوصل إلى هدنة على الأقل، كمرحلة أولى نحو السلام. ولفت إلى أن الاتفاق الفوري على وقف شامل لإطلاق النار قد يكون معقداً، لكنه اقترح بدء المفاوضات بهدنة، ثم البناء عليها لاحقاً للوصول إلى اتفاق شامل.
المفاوضات الأخيرة في إسطنبول
وفيما يخص المفاوضات الأخيرة التي جرت في إسطنبول، كشف "ميكيتينكو" عن أجواء تلك اللقاءات، حيث وصف الوفد الروسي بأنه كان ذا طابع هجومي في مداخلاته، مشيرًا إلى تصريحات المفاوض الروسي فلاديمير ميدينسكي الذي شبّه الصراع الحالي بالحرب التي خاضتها روسيا ضد السويد واستمرت 21 عامًا، مما يعكس استعداد موسكو للاستمرار في النزاع لفترة طويلة.
روسيا لا تتفاوض على مكاسب لأوكرانيا
من جانب آخر، قال الدكتور آصف ملحم، مدير مركز جي أس إم للدراسات الاستراتيجية، إن روسيا لن تقدم أي مكاسب لأوكرانيا، نظراً لتفوقها العسكري والضغط الذي تمارسه على الأطراف الغربية. وأشار إلى أن الجهود الحالية التي تسعى من خلالها الولايات المتحدة لتحقيق السلام هي محورية في هذا الصراع.
التوقعات المستقبلية للصراع
في ظل هذه الأوضاع المعقدة، يبقى السؤال المطروح: إلى أين سيتجه الصراع بين روسيا وأوكرانيا؟ هل ستنجح الجهود الدبلوماسية في دفع الأطراف نحو التوصل إلى هدنة، أم أن الحرب ستستمر لفترة أطول؟