باحث سياسي ترامب ينسحب من اللعبة.. وأوكرانيا على وشك الانهيار

كشف الدكتور محمود الأفندي، الباحث السياسي والأكاديمي، توقعاته لمستقبل الصراع، في ظل التصعيد المتواصل بين روسيا وأوكرانيا، و تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي أثارت جدلًا واسعًا، مؤكدًا أن الولايات المتحدة "خرجت من اللعبة" وتستعد لصفقة مع روسيا، بينما أوكرانيا تواجه مصيرًا وجوديًا.
واوضح: الأفندي في مداخلة هاتيفية لقناة " النيل للاخبار" ان تصريحات ترامب الأخيرة التي وصف فيها الصراع بأنه "شجار أطفال" هي رسالة يريد ترامب ان يرسلها فالحرب خرجت عن السيطرة، هو وعد بإنهائها في 24 ساعة لكنه فشل، والآن يعترف بأنها معركة يصعب كبحها، مصطلح "شجار الأطفال "لا يعني تبسيط الأمر، بل يشير إلى أن الطرفين (أوكرانيا وروسيا) يتصرفان بعناد لا يمكن احتواؤه.
وأضاف أن المكالمة الهاتفية الأخيرة بين ترامب وبوتين كشفت نية واشنطن للخروج من الملف الأوكراني، مستدلًا بإعادة توجيه شحنة أسلحة أمريكية من أوكرانيا إلى الشرق الأوسط هذا قرار استراتيجي، مضيفًا ،أمريكا تريد صفقة مع بوتين و ربما حول الملف النووي الإيراني، وستترك أوكرانيا لمصيرها.
السلاح النووي خيار مطروح
وأكد: الأفندي أن روسيا تعتبر الصراع قضية وجودية، مستشهدًا بتصريحات الكرملين ،عندما يقول بوتين إنها معركة وجودية، فهذا يعني أنه مستعد لاستخدام كل الأدوات بما في ذلك السلاح النووي، مضيفًا ،انضمام أوكرانيا للناتو يعني نهاية روسيا لأنها ستتحول إلى حدود تاريخية تهدد أمنها القومي.
وتابع: الضربات الروسية الأخيرة على البنية التحتية الأوكرانية رسالة، الدفاعات الجوية الأوكرانية انهارت، وأمريكا توقفت عن الدعم و روسيا ستزيد تصعيدها إذا تدخلت أطراف أخرى.
مصير أوكرانيا
وتوقع الأفندي أن تكون الخيارات الأوكرانية محدودة، فمفاوضات اسطنبول كانت الفرصة الذهبية،مضيفًا الآن أمام أوكرانيا خياران الاستسلام أو التفكك، فروسيا ستستعيد الأراضي التاريخية (خاركيف، أوديسا، دنيبرو)، بينما ستنقسم المناطق الغربية بين بولندا ورومانيا والمجر".
وأضاف أن الجيش الأوكراني على وشك الانهيار بدون الدعم الأمريكي، سينهار خلال أشهر والضربات الروسية الأخيرة تستهدف تفكيك البنية العسكرية والاقتصادية .
وحذر الأفندي من أن الرد الروسي على إسقاط الطائرات الاستراتيجية سيكون "أقسى بكثير"،و ما حدث حتى الآن مجرد ضربات تأديبية،و الرد على استهداف الثالوث النووي الروسي سيكون مختلفًا.
واختتم الأفندي حديثه أن هذه الحرب لن تنتهي بسلام بل باستسلام،و الغرب أدرك أن روسيا لا تتفاوض إلا من موقف قوة، التصعيد هو العنوان الرئيسي للفصل القادم، وأوكرانيا ستكون الضحية.
في سياق متصل ،أعلنت القوات الروسية، عبر المتحدث باسم مجموعة قوات "المركز" ألكسندر سافتشوك، أن العمليات العسكرية خلال الـ24 ساعة الماضية أسفرت عن مقتل أكثر من 455 جندياً أوكرانياً.
كما تم تدمير 82 طائرة مسيرة أطلقها الجيش الأوكراني، ما يعكس حجم المواجهات وتكثيف الهجمات في مناطق الاشتباك.
دمار واسع في صفوف الطائرات المسيّرة الأوكرانية
كما أكدت المصادر الروسية أن قواتها نجحت في إسقاط 82 طائرة بدون طيار تابعة للجيش الأوكراني خلال عمليات دفاعية وهجومية متبادلة.
وتمثل هذه الخسائر ضربة قوية لقدرات أوكرانيا في استخدام الطائرات المسيرة في ساحة المعركة، التي تشكل أحد أبرز أدواتها في استهداف المواقع الروسية.
أعنف هجوم ليلي على خاركيف
من جانبها، أفادت القوات الأوكرانية بأن روسيا شنت هجوماً عنيفاً باستخدام صواريخ وطائرات مسيرة استهدف مدينة خاركيف ليلاً.
وأكدت كييف أن الهجوم كان الأعنف منذ فترة، وأسفر عن أضرار مادية واسعة في البنية التحتية المدنية والمواقع العسكرية، ما يعكس تصعيداً في العمليات القتالية في تلك المنطقة.
تصاعد التوترات العسكرية وسط تبادل الاتهامات
وتأتي هذه التصريحات المتبادلة وسط تصعيد عسكري مستمر بين الطرفين، حيث يتبادل كل جانب الاتهامات بشن هجمات شرسة وأعمال عدائية متزايدة.
ورغم محاولات التفاوض الدبلوماسي، يستمر القتال في عدة جبهات، مع تكثيف استخدام التكنولوجيا المتطورة مثل الطائرات المسيّرة والصواريخ الدقيقة.