رمي جمرة العقبة الكبرى.. تدفق منظم وتسهيلات غير مسبوقة لخدمة الحجاج

مناسك اليوم الأول للعيد المبارك في مشعر منى تشهد إقبالًا كثيفًا وانسيابية فائقة في أداء شعيرة رمي جمرة العقبة الكبرى، حيث يتوافد آلاف الحجاج منذ فجر اليوم الأول لعيد الأضحى المبارك لأداء هذه الشعيرة المقدسة وسط تسهيلات وتنظيم دقيق من السلطات السعودية.
وأوضح مراسل "القاهرة الإخبارية" أن رمي جمرة العقبة يبدأ مع شروق الفجر ويستمر حتى مغرب الشمس، في مشهد مهيب يعكس روحانية وتفاني الحجاج في أداء مناسكهم. وبعد إتمام هذه الشعيرة، يستكمل الحجاج مناسك أيام التشريق الثلاثة، حيث يتم رمي الجمرات الصغرى والوسطى، لتنتهي بعدها مناسك الحج بطواف الوداع قبل مغادرة مكة المكرمة.
تسهيلات غير مسبوقة لخدمة الحجاج
وأفاد المراسل بأن المملكة العربية السعودية وفرت هذا العام دعمًا لوجستيًا وطبيًا متكاملًا، ساهم بشكل كبير في انسيابية حركة الحجاج وتقليل الازدحام داخل المشاعر المقدسة. حيث تم توزيع نقاط تبريد ومياه في مختلف أنحاء المشاعر، بالإضافة إلى وجود فرق طبية متنقلة للتعامل السريع مع حالات الإعياء أو الطوارئ الصحية.
وأبرز المراسل نجاح السعودية في إدارة موسم الحج لهذا العام بسلاسة رغم التحديات العالمية، من خلال توزيع الحجاج على مجموعات زمنية منظمة لتفادي التكدس، واستخدام التقنيات الذكية مثل البطاقات الإلكترونية التي سهلت حركة الحجاج داخل مشعر منى. كما وُضعت خطة أمنية متكاملة تضمن سلامة وأمن الجميع، مع تعزيز التعاون بين مختلف الجهات المعنية.
"نواف" و"نورة"
في سياق متصل، وفي سابقة هي الأولى من نوعها، أطلق المطوف السعودي علاء محضر مبادرة رائدة ضمن خدمات موسم الحج حيث استعان بروبوتات تفاعلية متطورة لاستقبال وخدمة حجاج الباقة الفاخرة (5 نجوم) المصريين في مشعر منى.
الروبوتان اللذان تم تسميتهما "نواف" و"نورة"، يجسدان طفرة جديدة في توظيف الذكاء الاصطناعي في خدمة ضيوف الرحمن، حيث يتفاعلان مع الحجاج بأسلوب بشري طبيعي، ويقدمان الدعم بمستوى تقني غير مسبوق في المخيمات.

تقنيات متطورة و لغات متعددة
تتميز روبوتات نواف ونورة بقدرتها على التحدث بعدة لغات من بينها العربية والإنجليزية، ما يسهل تواصلها مع الحجاج من خلفيات ثقافية وجغرافية متنوعة.
كما يمكن للروبوتين الإجابة عن الأسئلة الشائعة للحجاج، وتقديم توجيهات دقيقة تتعلق بمناسك الحج، وأوقات الصلاة، ومواقع الخدمات مثل دورات المياه، والمستشفيات، وأماكن الطعام.
وتعمل هذه الروبوتات عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي والمعالجة الصوتية، بحيث يمكنها فهم استفسارات الحجاج وتقديم ردود فورية، ما يجعلها مساعدة رقمية متنقلة ترافق الحاج في رحلته الإيمانية.
خدمات لحجاج الباقة المميزة
تأتي هذه التجربة ضمن خدمات الباقة الفاخرة (5 نجوم) التي تقدم مستوى راقي من الراحة والدعم اللوجستي للحجاج، حيث صرّح علاء محضر أن “نواف ونورة يمثلان امتداد لرؤية المملكة 2030، التي تركز على تحسين تجربة الحاج وتقديم خدمات رقمية ذكية”.
وأضاف:الهدف ليس فقط الترفيه أو الانبهار التقني، بل تقديم خدمة عملية تسهل على الحاج رحلته، وتمنحه إحساس بالرعاية الشخصية على مدار الساعة.

السعودية تقود مستقبل الحج الذكي
هذه المبادرة تعكس التقدم الكبير الذي تشهده المملكة العربية السعودية في رقمنة خدمات الحج، حيث يتم بشكل متواصل دمج التقنيات الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي والروبوتات وتقنيات الواقع المعزز، في إدارة الحشود وتوجيه الحجاج وتوفير بيئة آمنة ومنظمة.
وقد لاقت روبوتات نواف ونورة ترحيبًا واسعًا من الحجاج المصريين الذين عبروا عن انبهارهم بهذه الخطوة، مؤكدين أنها توفر شعور بالراحة، وتضيف لمسة من التطور والرفاهية إلى تجربتهم الروحانية.
تجربة مستقبلية حاضرة
مع دخول روبوتات مثل نواف ونورة إلى ساحات الحج، يبدو أن مستقبل الحج الذكي أصبح حاضر فعلي، إذ تساهم هذه الأدوات التقنية في تحسين جودة الخدمات، وتقليل الضغط على الكوادر البشرية، وتوفير تجربة سلسة وممتعة للحاج.
وتعد مبادرة المطوف علاء محضر نموذج ملهم لكيف يمكن للتكنولوجيا أن تخدم الدين والإنسان معا، وتعيد تعريف تجربة الحج للأجيال القادمة.
