روح الوحدة الوطنية تجمع شباب بورسعيد في مبادرة خيرية لتوزيع الأضاحي

في لفتة إنسانية مميزة تعكس روح الوحدة الوطنية التي تميز مدينة بورسعيد، أطلق مجموعة من الشباب المسيحي بالمحافظة مبادرة خيرية لتوزيع لحوم الأضاحي على الأسر الأولى بالرعاية خلال أول أيام عيد الأضحى المبارك.
وقام الشباب، وهم جرجس عطا الله، كريم طارق، ومينا عطا الله، بذبح عجل كأضحية، مع الالتزام بالتوقيت الشرعي المحدد وفق تعاليم الدين الإسلامي. وأكدوا على حرصهم الشديد في تجهيز اللحوم بأنفسهم لضمان جودتها ونظافتها، ثم نقلوا اللحوم بسياراتهم الخاصة إلى المنازل المستحقة، محافظين بذلك على كرامة الأسر المستفيدة.

فرق بين مسلم ومسيحي
وأكد الشباب الثلاثة أنه لا فرق بين مسلم ومسيحي، وأن الأعياد دائمًا ما تكون فرصة للمحبة والمشاركة، مشيرين إلى أن المجتمع المصري نسيج واحد، وأنهم يشعرون بالسعادة حين يساهمون في رسم البهجة على وجوه المحتاجين، خاصة في المناسبات الدينية التي يحتفل بها الجميع بروح واحدة.
وأطلق الشباب على مبادرتهم اسم "مع بعض نقدر"، لتكون عنوانًا دائمًا لكل خطوة يخطونها نحو الخير، ولتجسد رؤيتهم في أن التعاون والتكافل هما الطريق الحقيقي لبناء مجتمع متماسك، لا تفرّق بين أفراده ديانة أو طائفة، بل تجمعهم المحبة والإنسانية.

وأضافوا أن هذه المبادرة ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة، وأنهم يسعون لأن يكونوا دائمًا جزءًا من أي عمل خيري أو إنساني يخدم المجتمع ويعزز روح التآخي بين المصريين.
سيدة أعمال مسيحية
وفي سياق متصل، تحرص نجلاء ادوار سيدة الأعمال المسيحية ببورسعيد على ذبح أضحية وتوزيع لحومها وطهي وجبات "فتة ولحمة" وتوزيعها على الأسر الأولى بالرعاية، في يوم عرفة من كل عام .
وقالت ادوار" :" احرص كل عام في يوم عرفة ليلة عيد الاضحى المبارك على ذبح أضحية وتوزيع لحومها على أسرنا الأولى بالرعاية ،واستقطاع جزء من لحومها لطهيها وتجهيز وجبات عبارة عن "فتة ولحمة" لإفطار الصائمين في هذا اليوم المبارك.
واضافت انها تقوم بتجهيز الوجبات في مطبخ الكنيسة الإنجيلية ببورسعيد ،والتي يتم تجهيزها بكل محبة ،مشيرة إلى ترحيب القائمين على الكنيسة بهذه المبادرة كل عام".
واوضحت أن الشيف بالكنيسة الإنجيلية هو من يقوم بتجهيز الوجبات في جو يسوده المحبة والمودة ،دعما لمبادئ التكافل الاجتماعي والتعاون التي دعت لها كل الأديان السماوية.
وأشارت نجلاء ادوار أن مصر بلد المحبة والسلام ،وان هذه المبادرات الخيرية لا توجد في أي دولة مثل وجودها في مصر المحروسة ،والجميع يد واحدة ،جميعنا على قلب رجل واحد.
وبلقائنا مع الشيف "عطوة بطرس" أكد على أنه يتم الاستعداد لتجهيز الوجبات منذ الساعة الخامسة فجراً من لحوم وأرز وخبز ، حتي ننتهي من التجهيزات تماماً قبل الظهيرة وتصل الوجبات إلى الاسر في وقت مبكر .
وقال الشيف عطوة أنه يعمل في تلك المبادرات الخيرية بدون مقابل محبة منه ورغبة في عمل الخير ،ورغم أنه يقطن في مدينة بورفؤاد والتي تبعد مسافة ليست بالقليلة عن مكان الكنيسة التي توجد في مدينة بورسعيد ،وهذا يضطره إلى الخروج من منزله في الساعة 3 ونصف فجرا ،الا أنه يستمتع بهذا الجهد الذي يرى ثمرته ببركة في حياته .
واوضح أن هذه المبادرة تبعث روح المحبة والإخاء والمودة بين ابناء الوطن الواحد مسلمين ومسيحيين ، وتؤكد علي أن ابناء الشعب المصري دائما وأبداً علي قلب رجل واحد .