السفارة الأميركية بالقاهرة تهنئ المصريين بعيد الأضحى بـ”طبق فتة”ورسائل بالعربي

في خطوة تعكس التقارب الثقافي والدبلوماسي، قدمت السفارة الأميركية بالقاهرة تهنئة مميزة للمصريين بمناسبة عيد الأضحى المبارك 2025، عبر فيديو قصير نُشر على منصاتها الرسمية، يظهر فيه عدد من موظفي السفارة وهم يتناولون طبق “الفتة” الشهير ويتبادلون التهاني باللغة العربية.
الفيديو الذي حمل طابعًا وديًا وشعبيًا، لاقى تفاعلًا واسعًا من الجمهور المصري على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبّر كثيرون عن إعجابهم بالمبادرة التي تمزج بين البساطة والاحترام للثقافة المحلية، خاصة في مناسبة دينية لها خصوصيتها في المجتمع المصري.
طبق الفتة سفير ثقافي في عيد الأضحى
اختارت السفارة طبق “الفتة” كمكون أساسي في تهنئتها، وهو ما يعكس إدراكًا لرمزية هذا الطبق في الاحتفالات بعيد الأضحى. إذ يعد طبق الفتة – الذي يتكوّن من الأرز والخبز واللحم والصلصة الحمراء – جزءًا لا يتجزأ من مائدة العيد في معظم البيوت المصرية، ويمثل رابطًا بين الطقوس الدينية والموروث الشعبي.
وظهر في الفيديو موظفون أجانب من السفارة وهم يرددون عبارات باللغة العربية مثل “كل سنة وأنتم طيبين” و”عيد أضحى سعيد”، مع تعبيرات حقيقية من الود والترحاب، ما منح الفيديو طابعًا تلقائيًا بعيدًا عن الرسمية الجامدة.
التفاعل على وسائل التواصل “رسالة احترام وود”
لاقى الفيديو ردود فعل إيجابية من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أُشيد بالأسلوب “العفوي والإنساني” الذي اتبعته السفارة في التفاعل مع الثقافة المصرية. وكتب أحد المستخدمين على منصة “إكس” (تويتر سابقًا):
“أحلى فتة دبلوماسية! شكراً للسفارة الأميركية على هذا الفيديو البسيط والراقي”.
آخرون اعتبروا الخطوة “ذكاءً دبلوماسيًا ناعمًا” يعزز صورة الولايات المتحدة لدى الشعوب، من خلال التواصل بلغة قريبة من القلب، واستيعاب التقاليد المحلية.
تهاني متكررة في الأعياد نهج دبلوماسي ناعم
ليست هذه المرة الأولى التي تستخدم فيها السفارة الأميركية في القاهرة أسلوبًا وديًا لتقديم التهاني بالمناسبات المصرية. فقد سبق وشاركت بفيديوهات خلال شهر رمضان وأعياد شم النسيم، تتضمن رسائل مصورة باللغة العربية، وأحيانًا باللهجة العامية.
ويأتي هذا الأسلوب ضمن ما يُعرف بـ”الدبلوماسية العامة” أو “الدبلوماسية الناعمة”، والتي تهدف إلى بناء جسور التفاهم والتقارب بين الشعوب، بعيدًا عن الملفات السياسية الرسمية.
سفارات أخرى تحذو الحذو
خطوة السفارة الأميركية لم تكن معزولة، إذ بات من المعتاد أن تتبنى العديد من البعثات الدبلوماسية في القاهرة أسلوبًا تواصليًا مشابهًا، مثل السفارتين الألمانية والبريطانية، اللتين تكرران أيضًا إنتاج محتوى بصبغة محلية في المناسبات الوطنية والدينية.
الدبلوماسية بطبق فتة ورسالة عربية
خطوة السفارة الأميركية بالقاهرة جاءت في وقت تزداد فيه الحاجة إلى التواصل الإنساني والثقافي، خاصة في ظل التوترات الإقليمية. وقدمت التهنئة رسالة بسيطة ولكنها قوية، مفادها أن “الاحترام يبدأ من المائدة”، وأن التقارب الثقافي قد يكون أحيانًا أقوى من الكلمات الرسمية