عاجل

حكم ذبح الأضحية يوم عرفة أو قبل فجر يوم النحر شرعًا

حكم ذبح الأضحية يوم
حكم ذبح الأضحية يوم عرفة

في زمنٍ باتت فيه منصات التواصل ساحة مفتوحة لكل من يسعى للفت الأنظار عبر آراء شاذة أو اجتهادات فردية لا تَسْنُدها أدلة، خرج الدكتور هشام ربيع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، بردٍّ واضح وحاسم، بشأن ما يروج له البعض من جواز ذبح الأضحية قبل صلاة عيد الأضحى، وهو ما وصفه بأنه ادعاء باطل يخالف النصوص الشرعية والإجماع الفقهي المعتبر.

ذبح الأضحية قبل العيد لا يُجزئ شرعًا

عبر حسابه الرسمي على موقع "فيس بوك"، قال الدكتور هشام ربيع: "سمعتُ مداخلة لأحد محبي الشُّهْرة، ممن يتبنَّون الآراء الشاذة، يدّعي فيها صحة ذبح الأضحية قبل صلاة العيد، موضحًا أن هذا الكلام لا يصح، إذ أن الذبح قبل طلوع فجر يوم النحر لا يُجزئ باتفاق العلماء".

وأكد ربيع أن المجامع الفقهية وفتاوى العلماء من المذاهب الأربعة أجمعت على أن الأضحية لا تصح إلا بعد دخول وقتها الشرعي، وهو ما يبدأ من بعد صلاة العيد في يوم النحر، الموافق 10 من ذي الحجة، مشيرًا إلى أن هذا الإجماع لا يقبل الجدل أو التحريف.

توسعة العمال لا تبرر مخالفة الشرع

وتعليقًا على ما يروجه البعض من أن بعض أصحاب المصانع يذبحون الأضاحي قبل العيد للتوسعة على العمال، قال أمين الفتوى: "لا حرج في التوسعة على العمّال وإدخال السرور عليهم في هذه الأيام المباركة، لكن هذا لا يجوز أن يُتخذ ذريعة لمخالفة الشرع، ولا يصح جعل ما يُذبح قبل يوم النحر أضحية، بل هو مجرد لحم لا تنطبق عليه أحكام الأضحية".

الفتوى المؤسسية ضد الفتوى الفردية

وشدد الدكتور هشام ربيع على أهمية الرجوع إلى الفتوى المؤسسية المعتمدة، التي تستند إلى اجتهاد جماعي، ومعرفة علمية رصينة، وتقدير للواقع، قائلًا: "الفتوى المؤسسية تجمع ولا تُفرق، تحرص على السلم الاجتماعي واستقرار المجتمع، على عكس الفتاوى الفردية التي قد يشوبها الخطأ أو الوهم، وأحيانًا الانحراف".

وأضاف: "في مثل هذه الأمور الدقيقة، لا مكان للفتاوى غير المدروسة أو الاجتهادات الشخصية التي قد تثير البلبلة وتفتح الباب لفوضى دينية".

دار الإفتاء تحذر من "الشو الديني" والتصريحات غير المسؤولة

يأتي هذا الرد الرسمي من دار الإفتاء المصرية في وقت كثرت فيه التصريحات المثيرة للجدل التي تهدف –بحسب المتابعين– إلى تحقيق "الترند"، دون أدنى اعتبار لتبعات هذه التصريحات على الوعي الديني أو الاستقرار المجتمعي.

وقد حذرت دار الإفتاء مرارًا من ظاهرة "الشو الديني"، واعتبرت أن استغلال المناسبات الدينية الكبرى لإطلاق فتاوى شاذة هو نوع من التعدي على ثوابت الدين، وتشويش على عامة الناس.

لا أضحية قبل صلاة العيد

وفي السياق ذاته، أكد الدكتور هشام ربيع أن الأصل في الأضحية أنها شعيرة لا تُستبدل بالتصدق بثمنها إلا إذا دعت الضرورة لذلك، موضحًا أن مجرد وجود فقراء أو رغبة في الإحسان لا تكفي لتجاوز ما قرره الشرع بشأن الأضاحي.

وختم تصريحه بالقول"لا بد من التفريق بين الصدقة العامة، وبين شعيرة الأضحية التي لها وقت محدد وشروط معلومة، وأي محاولة للتساهل فيها تفرغ الشعائر من مضمونها، وتفتح بابًا للتلاعب بالدين".

تم نسخ الرابط