«أنامل تصنع الخلود»... مرمم مصري يصنع المعجزات بإعادة القطع الأثرية لأصلها

يُعد علم الترميم من أدق العلوم التي من الممكن أن يمتهنها الأثري، لتتحول إلى مجال حياته، وصناعته، علم دقيق، غاية في التخصص، وقائم على البحث والتدقيق، والدراسة، والوقوف مع التفاصيل، فأي خطأ من المرمم، سيغير التاريخ حرفيًا وبلا أي مبالغة. 

قسم الترميم 

وعرض المتحف القومي للحضارة المصرية، لنشاط قسم الترميم في المتحف، وجاء العرض مبتكرًا حيث عرض القطعة قبل الترميم، وبعد أن تم ترميمها، وهو الأمر الذي لم يصدقه الكثيرون، حيث تخيل البعض أثناء مطالعة القطعة أنها مكتشفة سليمة ولم تتعرض لثمة عملية ترميم. 

وحصلت نيوز رووم على العديد من الصور التي توثيق مراحل الترميم، واخترنا من تلك الصور مجموعة تخص المرمم وائل عبد الحميد، والذي استطاع بأنامله أن يكتب الخلود من جديد لقطع أثرية كانت طي النسيان. 

فقد استطاع ببراعة أن يعيد تمثال للمعبودة حتحور لحالته الأصلية، وكذلك لإناء فخاري، وكان كلا الأثرين، وصلا في حالة من التحطم النسبي، حيث أن ثلاثة أربعاء الإناء الفخاري كان محطمًا، وكذلك رأس تمثال حتحور. 

وأعلن المتحف القومي للحضارة المصرية، عن معرضه الأثري المؤقت، والذي جاء تحت عنوان، «أيادي تصنع الخلود» حيث أشاد بالمرممين؛ أطباء الحضارة، وقال المتحف إن المعرض لمجموعة مختارة من الكنوز الأثرية، من بينها قطعة فريدة تعرض لأول مرة يكشف المعرض عن الجانب الخفي من العمل المتحفي، ويسلط الضوء على حرفية ودقة المرممين في حماية تراث مصر الممتد عبر آلاف السنين.

والمعرض داخل قاعة النسيج المصري، ليحتفي بخبراء الترميم في مختلف التخصصات بالمتحف، الذين يعملون على صون كل قطعة أثرية، وإعادة الحياة لتفاصيل نادرة كادت أن تنسى، وأيادي تصنع الخلود ليس مجرد معرض، بل رسالة تقدير وعرفان لكل يد أعادت للماضي صوته " وللحضارة مجدها. 

متحف الحضارة 

يقع في مدينة الفسطاط بالقاهرة علي مساحة 33.5 فدان، ويستوعب حتى 50 ألف قطعة أثرية تحكي مراحل تطور الحضارة المصرية بالإضافة إلى عرض لإنجازات الإنسان المصري في مجالات الحياة المختلفة منذ فجر التاريخ حتى وقتنا الحاضر، كما يحتوى على نماذج وصور فوتوغرافية ومخطوطات ولوحات زيتية وتحف فنية وآثار من العصر الحجري والمصري القديم واليوناني الروماني والقبطي والإسلامي وحضارة السودان والعصر الحديث، ويطل موقع المتحف على بحيره طبيعية وهي بحيرة عين الصيرة.