بعد انتخابه.. بوتين يبدي ثقته بمواصلة «الحوار البناء» مع البابا الجديد

تمنى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين البابا ليو الرابع عشر المنتخب حديثًا ، اليوم الخميس، قائلاً إنه يأمل أن يشارك البابا الأمريكيون في حوار بناء مع الكرملين.
وقال بوتين في رسالة نشرتها الكرملين: "أنا واثق من أن الحوار البناء والتعاون الذي ينشئ بين روسيا والفاتيكان سيواصلان التطور على أساس القيم المسيحية التي توحدنا".
وأصبح روبرت فرانسيس بريفوست أول بابا من الولايات المتحدة اليوم ، واختار الاسم البابوي ليو الرابع عشر بعد أن انتخبه الكرادلة من جميع أنحاء العالم زعيما للكاثوليك في العالم البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة.
ويواجه البابا الجديد الآن مهمة بالغة الأهمية، فبالإضافة إلى تأكيد صوته الأخلاقي على المسرح العالمي الذي مزقته الصراعات ، يجب عليه أن يحاول توحيد الكنيسة المنقسمة ومعالجة القضايا الملحة مثل التداعيات المستمرة لفضيحة الاعتداء الجنسي.
والتقى زعيم الكرملين بسلف البابا ليو، البابا فرانسيس، شخصيا ثلاث مرات. وتحدث معه آخر مرة عبر الهاتف في ديسمبر 2021، قبل أسابيع فقط من شن روسيا غزوها الشامل لأوكرانيا.
وفي عام 2016 ، التقى البابا فرنسيس بالبطريرك الأرثوذكسي الروسي كيريل في كوبا ، وهو أول لقاء على الإطلاق بين رئيسي الكنيستين. واختتم اللقاء التاريخي بإعلان مشترك من 10 صفحات، تم الترحيب به في ذلك الوقت باعتباره علامة فارقة في العلاقات بين الفرعين الكاثوليكي والأرثوذكسي الروسي للمسيحية.
دعا البابا فرنسيس مرارا وتكرارا إلى السلام في أوكرانيا ، على الرغم من أنه أثار الجدل العام الماضي بعد أن حث كييف على 'رفع العلم الأبيض والتفاوض.
ورد المسؤولون الأوكرانيون على تلك التصريحات بغضب ، حتى في حين أصر الفاتيكان على أن عبارة 'العلم الأبيض' تعني وقف الأعمال العدائية وليس الاستسلام.
من هو البابا "ليو الرابع عشر"؟
يُعتبر الكاردينال بريفوست، الذي كان يشغل منصب رئيس دائرة الأساقفة في الفاتيكان، من أبرز الشخصيات الكنسية التي تتمتع بخبرة واسعة في مجال قيادة الكنيسة وتنظيم شؤونها، وكان قد عمل سابقًا في العديد من الدول، ومنها بيرو.
ويُتوقع أن يواصل بريفوست خطى سابقيه في تعزيز الوحدة والتعايش بين مختلف الطوائف، بينما يواجه تحديات القرن الواحد والعشرين.
وُلد البابا الجديد في شيكاجو عام 1955 لأب فرنسي وأم إيطالية، ودرس الرياضيات قبل أن ينضم إلى رهبنة القديس أوغسطين ويُرسم كاهنًا عام 1982.
بدأ خدمته في بيرو، حيث أسس معهدًا لتكوين الكهنة ثم تولى قيادة الرهبنة الأوغسطينية بين عامي 2001 و2013. في عام 2014، عين أسقفًا لمدينة تشيكلايو في شمال بيرو، حيث استمر في منصبه حتى عام 2023، وكان عضوًا في مؤتمر الأساقفة في بيرو.
في بداية عام 2023، استدعاه البابا فرنسيس إلى روما لتولي رئاسة دائرة الأساقفة، وهي من أهم المؤسسات في الكوريا الرومانية، المسؤولة عن اقتراح تعيينات الأساقفة حول العالم.
في نفس العام، تم تعيينه كاردينالًا، ما منحه مكانة مرموقة في المجمع الانتخابي. ورغم حداثته في المجمع، إلا أن موقعه البارز في الفاتيكان يعزز من فرصه في عملية انتخاب البابا الجديد.
يتميز بريفوست بأسلوبه المتواضع وقدرته على الاستماع وبناء التوافق بين الكرادلة من مختلف الثقافات والاتجاهات داخل الكنيسة.
هو شخص متحدث بعدة لغات، منها الإنجليزية والإسبانية والفرنسية والإيطالية والبرتغالية، ما يمنحه قدرة على التواصل مع مختلف الجماعات الكنسية حول العالم.
يُنظر إليه على أنه من أتباع نهج البابا فرنسيس، خصوصًا في قضايا إصلاح الكوريا، وضرورة تبني كنيسة أكثر بساطة، بعيدًا عن التمركز على السلطة.