"بحوث تغذية الدواجن": التغذية الجيدة للسلالات تقلل حاجتنا للمضاد الحيوي | حوار

- نركز على تصنيع أعلاف بديلة محلية لتقليل الاستيراد وتحقيق الاكتفاء الذاتي
- علينا التوسع في تطبيق الزراعة التعاقدية
- على المربين التسلح بالعلم
- نعمل على إدخال مكونات طبيعية جديدة لرفع المناعة وجودة الإنتاج
- الدراسات الحديثة تفتح آفاقا جديدة لتحسين أداء الدواجن
- العلم المصري قادر على قيادة ثورة في إنتاج الدواجن
- أبحاثنا تسهم في خفض تكلفة الإنتاج دون التأثير على الجودة
- تعاون بين قسم بحوث تغذية الدواجن والمنتجين
تغذية الدواجن تمثل واحدة من أهم الركائز في صناعة الدواجن الحديثة، حيث ترتبط بشكل مباشر بإنتاج اللحوم والبيض، وجودة المنتج النهائي، وسلامته، وحتى استقراره في السوق المحلي. ومع تطور السلالات وزيادة الاعتماد على الخامات المستوردة، أصبحت التحديات في هذا المجال أكثر تعقيدًا، ما يتطلب تحديثًا مستمرًا للمفاهيم والآليات.
في ظل هذه الظروف، تتزايد أهمية البحث العلمي والدور الذي تلعبه المؤسسات الوطنية في تطوير علائق الأعلاف، وضبط المعايير، وتقديم التوصيات الفنية للمربين، لمواكبة التغيرات المتسارعة في أداء السلالات ومتطلبات السوق. كما تفرض التغيرات المناخية والاقتصادية ضغوطًا على قطاع الأعلاف، خاصة فيما يتعلق بالتعامل مع السموم الفطرية، وضمان توازن العليقة وتنوع مصادرها.
ومن هذا المنطلق، كان لا بد من فتح هذا الملف المهم عبر حوار موسع تناولنا فيه كل أبعاد القضية، بداية من العلاقة بين التغذية وجودة المنتج، وصولًا إلى آليات نشر المعرفة، ومدى تجاوب السوق مع نتائج الأبحاث، والمستقبل المتوقع لاستخدام البدائل المحلية.
انطلق “نيوز رووم” في جولة استكشافية حصرية داخل معامل وزارة الزراعة، للتعرف على أحدث ما توصلت إليه الأبحاث العلمية في المجال الزراعي.
وكان لنا لقاء مميز مع الدكتور محمد نبيل، رئيس بحوث قسم بحوث تغذية الدواجن، للحديث عن تطورات تغذية الدواجن ودور الأبحاث في دعم الأمن الغذائي.
إلى نص الحوار ............
ما الدور الأساسي الذي يقوم به قسم بحوث تغذية الدواجن؟
القسم له دور أساسي ومهم جداً في مجالين رئيسيين، المجال الأول هو الأبحاث المتعلقة بتغذية الدواجن من حيث تحديد احتياجاتها الغذائية، والمجال الثاني هوالأبحاث المتعلقة بالخامات والإضافات المستخدمة في صناعة الأعلاف.
فيما يخص احتياجات الدواجن، فيعد أكثر المجالات التي تحتاج إلى وقت طويل وجهد كبير، لأن سلالات الدواجن تتغير باستمرار نتيجة لعمليات التحسين الوراثي التي تجريها الشركات العالمية المنتجة للأمهات وسلالات التسمين، وهذا التغيير المستمر في الصفات الوراثية يؤثر بشكل مباشر على احتياجات الدواجن من العناصر الغذائية، ولذلك فإن تقدير هذه الاحتياجات لا يتم بسهولة، بل يحتاج إلى سنوات من البحث والدراسة للوصول إلى نتائج دقيقة. هذه الأبحاث تُجرى داخل القسم بشكل مستمر بهدف تحديث المعلومات وتقديم توصيات حديثة تتناسب مع السلالات الجديدة.
أما الجانب الآخر من عمل القسم، فيتمثل في دراسة وتقييم الخامات والإضافات الجديدة أو تطوير استخدام الخامات المعروفة مسبقاً، فعلى سبيل المثال، يمكن أن نستخدم خامة قديمة ولكن نقوم بتعديل طريقة استخدامها أو نكتشف لها فوائد جديدة لم تكن معروفة من قبل، هذا النوع من الأبحاث يهدف إلى تحسين كفاءة الأعلاف وخفض التكاليف مع الحفاظ على صحة وإنتاجية الدواجن، هذا الشق يعتبر أيضاً من المهام الحيوية داخل القسم ويتم العمل عليه بشكل مستمر لتوفير أفضل التركيبات العلفية الممكنة.
وهناك شق إداري وفني مهم جداً في عمل القسم، وهو الفحص الفني لتسجيلات الأعلاف والإضافات والمركزات، يتم بالتعاون مع المعمل الإقليمي للأعلاف، أي منتج سواء كان علفًا أو مركزات أو إضافات، سواء تم تصنيعه محلياً أو تم استيراده، يجب أن يمر بعملية تسجيل رسمية، عملية التسجيل تعني أن الشركة المنتجة تقدم لنا تركيبة المنتج بشكل تفصيلي، ونحن نقوم بدراسة التركيبة بدقة ونسأل عن بعض النقاط التي نحتاج للتأكد منها، مثل مدى ملاءمة المنتج للمواصفات المصرية والعالمية.
بعد مراجعة البيانات والتركيبة، نقوم بإصدار استمارة التسجيل، وهذه الاستمارة تُرسل بدورها إلى المعمل الإقليمي للأعلاف ليقوم بالفحص والتحليل والتأكد من مطابقة المنتج للمعايير. وإذا تمت الموافقة، تصبح الاستمارة جاهزة ويُسمح للمنتج بالنزول إلى السوق المصري. صلاحية هذه الاستمارة تكون لمدة ثلاث سنوات، وبعد هذه المدة يجب على الشركة إعادة التقديم للتسجيل مرة أخرى.
ما الدور الأساسي الذي يقوم به قسم بحوث تغذية الدواجن؟
القسم له دور أساسي ومهم جداً في مجالين رئيسيين. المجال الأول هو الأبحاث المتعلقة بتغذية الدواجن من حيث تحديد احتياجاتها الغذائية، والمجال الثاني هوالأبحاث المتعلقة بالخامات والإضافات المستخدمة في صناعة الأعلاف.
فيما يخص احتياجات الدواجن، فيعد أكثر المجالات التي تحتاج إلى وقت طويل وجهد كبير، لأن سلالات الدواجن تتغير باستمرار نتيجة لعمليات التحسين الوراثي التي تجريها الشركات العالمية المنتجة للأمهات وسلالات التسمين. هذا التغيير المستمر في الصفات الوراثية يؤثر بشكل مباشر على احتياجات الدواجن من العناصر الغذائية، ولذلك فإن تقدير هذه الاحتياجات لا يتم بسهولة، بل يحتاج إلى سنوات من البحث والدراسة للوصول إلى نتائج دقيقة. هذه الأبحاث تُجرى داخل القسم بشكل مستمر بهدف تحديث المعلومات وتقديم توصيات حديثة تتناسب مع السلالات الجديدة.
أما الجانب الآخر من عمل القسم، فيتمثل في دراسة وتقييم الخامات والإضافات الجديدة أو تطوير استخدام الخامات المعروفة مسبقاً. فعلى سبيل المثال، يمكن أن نستخدم خامة قديمة ولكن نقوم بتعديل طريقة استخدامها أو نكتشف لها فوائد جديدة لم تكن معروفة من قبل. هذا النوع من الأبحاث يهدف إلى تحسين كفاءة الأعلاف وخفض التكاليف مع الحفاظ على صحة وإنتاجية الدواجن. هذا الشق يعتبر أيضاً من المهام الحيوية داخل القسم ويتم العمل عليه بشكل مستمر لتوفير أفضل التركيبات العلفية الممكنة.
بالإضافة إلى ما سبق، هناك شق إداري وفني مهم جداً في عمل القسم، وهو الفحص الفني لتسجيلات الأعلاف والإضافات والمركزات. يتم بالتعاون مع المعمل الإقليمي للأعلاف. أي منتج سواء كان علفًا أو مركزات أو إضافات، سواء تم تصنيعه محلياً أو تم استيراده، يجب أن يمر بعملية تسجيل رسمية. عملية التسجيل تعني أن الشركة المنتجة تقدم لنا تركيبة المنتج بشكل تفصيلي، ونحن نقوم بدراسة التركيبة بدقة ونسأل عن بعض النقاط التي نحتاج للتأكد منها، مثل مدى ملاءمة المنتج للمواصفات المصرية والعالمية.
بعد مراجعة البيانات والتركيبة، نقوم بإصدار استمارة التسجيل، وهذه الاستمارة تُرسل بدورها إلى المعمل الإقليمي للأعلاف ليقوم بالفحص والتحليل والتأكد من مطابقة المنتج للمعايير، وإذا تمت الموافقة، تصبح الاستمارة جاهزة ويُسمح للمنتج بالنزول إلى السوق المصري. صلاحية هذه الاستمارة تكون لمدة ثلاث سنوات، وبعد هذه المدة يجب على الشركة إعادة التقديم للتسجيل مرة أخرى.
تطور لم يأتي من فراغ
لماذا يتم تحديث التسجيل كل 3 سنوات؟
السبب بسيط لكنه في غاية الأهمية، في الماضي، وبالتحديد في التسعينات، كانت دورة تربية الدواجن البيضاء تستغرق حوالي 49 يوماً داخل المزرعة، أي حوالي 7 أسابيع، وكانت تصل في نهاية هذه الدورة إلى وزن يتراوح بين كيلو ونصف إلى كيلو و600 جرام. أما اليوم، فقد تقلصت مدة الدورة بشكل كبير، وأصبح بالإمكان الوصول إلى نفس الوزن في حوالي 30 يوماً فقط، أي بفارق حوالي ثلاث أسابيع عن السابق.
هذا التطور لم يأتِ من فراغ، بل هو نتيجة لتحسين وراثي مستمر تُجريه الشركات العالمية المتخصصة في إنتاج سلالات الدواجن. هذه الشركات تقوم بعمليات انتخاب دقيقة للصفات الوراثية التي تعزز من سرعة النمو وتحسن كفاءة التحويل الغذائي. الشركات المصرية بدورها لا تقوم بعمليات التحسين الوراثي محلياً، لكنها تستورد الأمهات وتنتج منها دواجن التسمين.
بسبب هذا التحسين المستمر، يحدث تطور سريع في سلوك الدواجن واحتياجاتها الغذائية، ما يتطلب إجراء تحديث مستمر للمعلومات المرتبطة بهذه الاحتياجات. كذلك، هناك تغيرات دائمة في الإضافات العلفية المستخدمة، وبعض الإضافات يتم تطوير طرق استخدامها أو تظهر لها آثار جديدة سواء إيجابية أو سلبية، وبالتالي من الضروري إعادة التقييم بشكل دوري.
لذلك، جاءت فكرة أن تكون مدة التسجيل ثلاث سنوات فقط، بحيث يتم في كل دورة تسجيلية مراجعة وتحديث البيانات والمكونات وضمان أنها لا تزال مناسبة للاستخدام الحالي. في خلال هذه السنوات الثلاث، قد تحدث تغييرات جوهرية سواء في السلالات أو في الخامات أو في التكنولوجيا المستخدمة في صناعة الأعلاف، وبالتالي تصبح الحاجة إلى تحديث التسجيل أمرًا ضروريًا لضمان سلامة وكفاءة المنتج.
التغيرات مستمرة طوال الوقت
ما أبرز التحديات التي تواجهكم في مجال تغذية الدواجن؟
من أبرز التحديات التي نواجهها أن فترة تربية الدواجن تتغير بشكل مستمر، وفي نفس الوقت تزداد احتياجات الدواجن الغذائية. هذا التغير يتطلب تحديثات مستمرة في العلائق لتتناسب مع معدلات النمو الجديدة.
ومن التحديات الكبيرة أيضًا أن المكونات الأساسية في علائق الدواجن مثل الذرة وفول الصويا يتم استيرادها من الخارج. والمشكلة ليست فقط أنها تُشترى بالعملة الصعبة، لكن أسعارها أيضًا ترتبط بالسوق العالمي. فلو حدث انخفاض في كمية الأمطار في دول مثل الأرجنتين، ترتفع أسعار الذرة والصويا فورًا.
الدولة حاولت التغلب على هذه المشكلة من خلال تطبيق "الزراعة التعاقدية"، وهي تعني التعاقد مع الفلاحين على زراعة الذرة وفول الصويا، ما يضمن التوريد بأسعار مناسبة وتقليل الاعتماد على الاستيراد. التجربة نجحت بالفعل في محاصيل مثل بنجر السكر، ونتمنى أن تنجح بنفس الكفاءة في الذرة والصويا.
كيف يؤثر نوع العلف وجودته على صحة الدواجن سواء في إنتاج البيض أو اللحم؟
العلف هو المصدر الوحيد للدواجن للحصول على احتياجاتها من العناصر الغذائية، وبالتالي فكلما كان العلف متوازنًا وجودته عالية، كلما انعكس ذلك على النمو الجيد والإنتاج المرتفع.
على سبيل المثال، دجاجة وزنها 2 كيلوغرام تستهلك حوالي 3.2 كيلوغرام من العلف لتحقق هذا الوزن، بمعامل تحويل 1.6. لذلك فإن جودة العلف تؤثر مباشرة على الكفاءة.
العليقة المتوازنة يجب أن تحتوي على طاقة، بروتين، أحماض أمينية، أكثر من 23 نوعًا من الفيتامينات والمعادن. إذا حدث نقص أو خلل، يتأثر النمو والإنتاج والصحة العامة.
نحن نستورد العديد من الإضافات العلفية مثل البروبيوتيك والأحماض العضوية، ونصنع بعضها محليًا. كما أن بعض الإضافات مثل الصبغات الطبيعية أو الصناعية تساهم في تحسين لون صفار البيض، بما يتماشى مع رغبات المستهلك.
هل تختلف تركيبات الأعلاف باختلاف العمر أو نوع السلالة؟
نعم، تركيبات الأعلاف تختلف حسب عمر الدواجن ونوعها، فهناك علائق بادي، نامي، ناهي، بياض 1 و2، بادي بياض، نامي بياض، علائق للرومي، البط، السمان، النعام، وأعلاف للأرانب.
كل نوع وكل مرحلة له احتياجات غذائية محددة، وكانت هذه الاحتياجات محددة في قرار وزاري صدر سنة 1996، ولكن بسبب التحسين الوراثي والتغيرات في السلالات، قام القسم بالتعاون مع المعمل الإقليمي بتحديث هذه الاحتياجات في إصدار جديد لعام 2022.
ما الجديد في أبحاثكم عن البدائل المحلية لمكونات الأعلاف المستوردة؟
تم إجراء أبحاث عديدة على البدائل المحلية، لكن لم تتمكن من تعويض الذرة والصويا إلا بنسبة تتراوح بين 5 و10% فقط من العليقة. لذلك لا يزال الاعتماد على الذرة والصويا هو الأساس.
والحل الجذري هو التوسع في زراعة هذه المحاصيل محليًا، وهذا ما يتم العمل عليه من خلال الزراعة التعاقدية.
إلى أي مدى تسهم التغذية الجيدة في تقليل استخدام الأدوية والمضادات الحيوية؟
التغذية الجيدة تقلل الحاجة للمضادات الحيوية، استخدام إضافات مثل الأعشاب، الأحماض العضوية، والبروبيوتيك يحسن من مناعة الدواجن ويقلل نسبة الوفيات.
لكن يجب أن تكون هذه الإضافات مسجلة رسميًا وتُستخدم بالجرعات الموصى بها. الاستخدام الزائد يؤدي إلى نتائج عكسية، والنقص يجعلها غير فعالة.
المرجع في هذا المجال يكون للهيئات العالمية مثل الاتحاد الأوروبي ومنظمة الغذاء والدواء الأمريكية FDA)) .
كيف ساهم القسم في تحديث الاحتياجات الغذائية للدواجن؟
القسم كان مشاركًا في إعداد القرار الوزاري لاحتياجات الدواجن سنة 1996. ومع التغيرات الوراثية، ظهرت الحاجة إلى تحديث جديد، قام القسم بالتعاون مع المعمل الإقليمي بإعداد "تحديث 2022"، وهو تحديث يعكس احتياجات الدواجن الحالية، ويساعد في تحسين الأداء والإنتاج. هذا التحديث رفع من كفاءة الأعلاف لكنه زاد من التكلفة نتيجة لزيادة نسب الفيتامينات والمعادن (البرميكسات). التحديث خاص بدواجن التثمين أو دواجن البيض، لأن سلالات الدواجن هي الوحيدة التي تتغير وراثيًا بشكل سنوي على مستوى العالم، بعكس الحيوانات الأخرى التي لا تتعرض لنفس معدل التغير، أو تعيش في مراعي ويكون دورتها طويلة.
كيف تسهم أبحاثكم في تحسين جودة الإنتاج؟
أبحاث القسم أظهرت نتائج واضحة من خلال التجارب الفعلية في المعهد. فتم رصد فروق كبيرة في الأداء، مما دفع لتعديل الاحتياجات. وبدأنا منذ عام 1998 في أبحاث عن النباتات الطبية، واليوم أصبحت الأعشاب جزءًا أساسيًا من تغذية الدواجن. ومع التحديث الجديد، لا تُسجل أي مادة عشبية إلا إذا كانت معتمدة من الاتحاد الأوروبي أو منظمة الأدوية والزراعة الأمريكية.
بالتعاون مع المعمل الإقليمي، تم إيقاف العديد من الإضافات غير المعتمدة، وتسجيل الإضافات العالمية المصرح بها فقط، وهذا ما يُحسب لقسم تغذية الدواجن، لأنه أول من طبق هذه المواصفات العالمية في مصر.
هل هناك تعاون بين قسم بحوث تغذية الدواجن والمنتجين والمزارع التجارية؟
نعم، هناك تعاون يومي ومستمر بين القسم والمنتجين والمزارع التجارية. فهم يأتون إلينا بشكل دائم لتسجيل بعض الإضافات أو من أجل تعديل تركيبات الأعلاف، ونحن نقوم بدورنا بمراجعة هذه التركيبات وتحديد مدى دقتها، وننبههم في حال كانت غير مضبوطة، ونوضح لهم الإضافات المطلوبة وأفضل طرق استخدامها.
أيضًا لدينا استمارة مخصصة تحتوي على الإرشادات الفنية وطريقة الاستعمال، وتُعد هذه الاستمارة نموذجًا إرشاديًا هامًا، حيث تبقى مع المنتج وتُستخدم كمرجع دائم عند استخدام الإضافات. هي أشبه بالنشرة الفنية التي تكون مرفقة بأي منتج، وتوضح بدقة طريقة الاستخدام والجرعات الموصى بها، وبالتالي تُعتبر هذه الاستمارة بمثابة وثيقة أساسية ومرجعية للإرشاد الفني.
أما بالنسبة لصغار المربين، فنتعامل معهم بشكل مباشر من خلال الدورات التدريبية، حيث يوجد لدينا فريق متخصص يقدم محاضرات مكثفة داخل قاعة الاجتماعات. معظم هذه الدورات تكون مجانية، وتهدف إلى رفع الوعي الفني والإرشادي لدى المربيين الصغار.
بشكل عام، يقوم القسم بدور إرشادي كبير في هذا المجال، حيث نخدم صغار المربين عبر البرامج التدريبية، ونتواصل مع كبار المربين من خلال عمليات تسجيل الإضافات، وضبط تركيبات الأعلاف، وتحديثاتها المستمرة، ومن ضمنها التحديث المهم الذي تم إصداره في عام 2022 لتعديل الاحتياجات الغذائية للدواجن.
ما العلاقة بين تغذية الدواجن وجودة المنتج النهائي الذي يصل للمستهلك؟
أثبتت الأبحاث أن مدة حفظ اللحوم ومدة حفظ البيض تزداد مع استخدام بعض الإضافات الطبيعية، مثل الأعشاب والنباتات الطبية كأوراق الزعتر، وكذلك فيتامين "E". هذه الإضافات تساهم في زيادة مدة صلاحية لحوم الدواجن وبيض المائدة داخل الثلاجات، وهو ما تم إثباته في أبحاث منشورة عالميًا.
وقد أدت نتائج بعض الأبحاث التي أُجريت داخل مصر إلى زيادة اهتمام المربين باستخدام أنواع معينة من الأعشاب ضمن العلائق. ويجب التأكيد أن الفرخة أو البيضة هما انعكاس مباشر لجودة التغذية، فكل ما يتعلق بصحة الدواجن هو نتيجة مباشرة لنوعية الأعلاف والإضافات المستخدمة.
استخدام الأعشاب والإضافات مثل البروبيوتيك، وهو عبارة عن بكتيريا نافعة تحارب البكتيريا الضارة داخل أمعاء الدواجن، يساهم بشكل كبير في خفض معدلات الإصابة بالأمراض، وبالتالي تحسين جودة المنتج النهائي.
سوء التخزين والتداول
كيف تتعاملون مع التحديات المتعلقة ببقايا المواد الضارة أو السموم الفطرية في الأعلاف؟
بالنسبة للسموم الفطرية، فإن الاتحاد الأوروبي يسمح باستخدام بعض المواد مثل البنتونايت، وهي نوع من الصخور التي ترتبط بالسموم وتساعد في إخراجها مع الزرق، مما يقلل من نسبتها في جسم الدواجن.
وقد تم تسجيل هذه المنتجات في مصر وأصبحت متاحة في الأسواق وتُستخدم حاليًا. إلى جانب ذلك، يتم توجيه المربين بإرشادات فنية للحفاظ على الذرة وفول الصويا أثناء التخزين لمنع نمو الفطريات.
إدخال الأعشاب في العليقة له دور كبير أيضًا في منع نمو الفطريات، تمامًا كما يفعل الفلفل الأسود في حفظ الجبن الرومي. هذه نفس الفكرة تنطبق على الأعلاف، فوجود بعض الأعشاب يساعد في إطالة مدة حفظها.
جدير بالذكر أن السموم الفطرية لا تدخل البلاد من الخارج، بل تنشأ داخل مصر نتيجة سوء التخزين أو التداول. لذلك من المهم أن يتم تخزين العلف في مصانع مجهزة، بتهوية جيدة، وعدم الاحتفاظ بالعلف لفترات طويلة عند المربي، بل يُفضل أن يتم شراؤه أسبوعًا بأسبوع.
ما آليات نشر التوصيات الفنية لمزارعي الدواجن؟
نشر التوصيات الفنية لا يزال دون المستوى المطلوب. هناك بعض الباحثين يمتلكون صفحات إلكترونية شخصية ينشرون من خلالها محتوى علمي، ولكن ذلك لا يتم بانتظام. القسم يمتلك موقعًا إلكترونيًا، لكنه غير نشط بالشكل الكافي. نتمنى أن يتم تطوير الموقع الإلكتروني ليكون منصة حقيقية لنشر التوصيات الفنية وتوفير المعلومات للمربين بشكل دائم ومنظم.
كيف ترون تجاوب السوق أو المربين مع نتائج بحوثكم؟
التجاوب من السوق والمربين مباشر، خاصة من خلال الدورات التدريبية والندوات التي يتم تنظيمها، ويتم فيها عرض أهم المستجدات والإضافات.
لكن الموضوع يحتاج إلى مزيد من الجهد، والتوسع في أدوات التواصل، وخاصة الرقمية منها. نحن حاليًا مشغولون بمهام التسجيل والإشراف، ونخصص وقتًا للدورات التدريبية، لكن نأمل أن يتطور التواصل الإلكتروني مستقبلًا، وهذا يتطلب تضافر الجهود من الباحثين بالقسم.
ما دور بحوث تغذية الدواجن في دعم ملف الأمن الغذائي في مصر؟
الدواجن تعتبر عنصرًا أساسيًا في تحقيق الأمن الغذائي في مصر، وقد وصلت أسعارها في بعض الفترات إلى مستوى أسعار الجبن الريفي، مما يجعلها وجبة مناسبة لمختلف طبقات المجتمع.
الدواجن قادرة على سد فجوة غذائية كبيرة خلال فترة قصيرة، لأن دورة إنتاجها لا تتجاوز 30 يومًا، على عكس الأسماك أو المواشي التي تحتاج إلى فترات أطول وتكاليف أعلى.
لذلك أرى أن الدواجن هي الغذاء الذي يمكن الاعتماد عليه لتحقيق التوازن الغذائي المطلوب، بشرط استمرار الجهد في تحسين السلالات والتغذية. أنا شخصيًا لدي ثلاث براءات اختراع في إضافات أعلاف الدواجن، وأؤمن بأن المستقبل لهذا القطاع، ولكن ما زال بحاجة إلى الكثير من العمل والاهتمام.
هل تتوقعون التوسع في استخدام أعلاف بديلة خلال السنوات القادمة؟
البدائل التي يمكن استخدامها لا تمثل أكثر من 5 إلى 10% من تركيبة العليقة، لأن الدواجن تُعتبر آلة لإنتاج البروتين، ولا يمكن تغذيتها إلا بمواد ذات قيمة غذائية مرتفعة.
رغم ذلك، لا يزال الأمل مفتوحًا، وقد ظهرت مواد جديدة مثل DDGS" "، وهي منتج ثانوي من الذرة بدأ استخدامه في مصر. المستقبل يحمل الكثير، ولكن في ظل سرعة النمو الحالية للدواجن، ستبقى الأعلاف البديلة محدودة الدور حتى إشعار آخر.
كلمة أخيرة توجهها للمربين وصناع القرار في القطاع..
لصناع القرار أدعو للتوسع في تطبيق الزراعة التعاقدية، ولكن ذلك يتم بشكل تدريجي، سنة بعد سنة، حتى نصل إلى حجم إنتاج محلي يغني عن الاستيراد.
وللمربين أنصحهم بالتسلح بالعلم. يجب إطعام الدواجن حسب كتالوج السلالة، لأن كل سلالة لها احتياجات خاصة بها. العلف والإضافات يجب أن تكون مسجلة رسميًا في وزارة الزراعة، ولا يجوز الاعتماد على خلطات غير موثوقة.
كذلك، يجب الاهتمام بتوفير الظروف البيئية المناسبة، خاصة في عنابر البياض، لأن عوامل مثل التهوية والفرشة والتغذية المتوازنة تؤثر بشكل مباشر على الإنتاج.
نوصي أيضًا باستخدام الصبغات الطبيعية في الأعلاف، لأنها تمنح صفار البيض لونًا جذابًا، وهي مضادات أكسدة طبيعية تُحسن صحة الإنسان وتقلل من نسبة الكوليسترول.