مصادر كنسية توضح لنيوز رووم
لماذا غاب البابا تواضروس الثاني عن جنازة البابا فرنسيس؟

في مشهد مهيب اجتمع فيه ملوك ورؤساء وقادة العالم داخل ساحة القديس بطرس بالفاتيكان، لتوديع البابا فرنسيس، لفت غياب البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، الأنظار، خاصة مع حضور وفد مصري رسمي بقيادة وزير الأوقاف دكتور أسامة الأزهرى ممثلًا عن الدولة المصرية.
وصرح القمص موسى إبراهيم المتحدث باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أن قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية كلف وفدًا، برئاسة نيافة الأنبا برنابا أسقف تورينو وروما، لحضور جنازة بابا الڤاتيكان الراحل قداسة البابا فرنسيس، وعضوية أصحاب النيافة، الأنبا أنجيلوس أسقف لندن، الأنبا كيرلس الأسقف العام بلوس أنچلوس، الأنبا أنطونيو أسقف ميلانو.
ويعتبر غياب البابا تواضروس، رغم عمق العلاقات التي جمعته بالبابا فرنسيس، مثيرًا للتساؤل، حول الدوافع التي حالت دون مشاركته شخصيصًا، وذلك على الرغم من مشاركة عدد من بطاركة الكنائس، فى الشرق الأوسط بالجنازة، مثل كنيسة السريان، واللوثرية، والأرمن الأرثوذكس.
وأوضحت عدة مصادر كنسية مطلعة لموقع نيوز رووم أن غياب البابا عن حضور الجنازة قد يرجع إلى التزامه بجدول رعوي مزدحم داخل مصر وخارجها، فرضت عليه إيفاد ممثلين عنه بدلًا من السفر شخصيًا.
وقد يكون البُعد البروتوكولي والدبلوماسي، حيث أنه في مراسم دفن بابا الفاتيكان، جرت العادة أن يُمثل الكنائس الأرثوذكسية وفود رفيعة المستوى وليس بالضرورة البطريرك بنفسه، احترامًا لبروتوكولات كنسية دقيقة خاصة بالفاتيكان، ومن هنا، فإن إيفاد ممثلين يعكس التقدير مع الحفاظ على الأعراف الكنسية.
ويرى أخرون أن قداسة البابا فضل عدم إثارة الجدل بشأن الحضور والاختلاف مع بعض الأفكار الخاصة بعدد من الكهنة والأساقفة الأرثوذكس الذى اعترضوا على ذهاب قداسة البابا لحضور الجنازة لاختلافهم مع الكنيسة الكاثوليكية فى عدد من الطقوس.
ويرى أخرون أن إيفاد وفد رسمي مصري يضم شخصيات حكومية ودينية، وليس البابا تواضروس وحده، يعزز فكرة أن المشاركة المصرية جاءت في إطار تمثيل الدولة بكل أطيافها، وليس فقط الكنيسة القبطية، مما يُبرز البعد الوطني للحدث أكثر من كونه شأنًا كنسيًا بحتًا.
وربما اختار البابا تواضروس عدم الحضور لإبراز أن العلاقات المؤسسية بين الكنيسة القبطية والفاتيكان ستستمر في إطار رسمي ومنظم، بعيدًا عن الارتباطات الشخصية التي قد تتأثر بغياب شخصية بابوية بعينها.
ورغم غيابه الشخصي، فإن البابا تواضروس بعث برسائل تعزية رسمية إلى الفاتيكان عبّر فيها عن محبته وتقديره للبابا فرنسيس، الذي لعب دورًا كبيرًا في تعزيز الحوار المسيحي المشترك، وهو ما يدل على أن العلاقات بين الكنيستين ستظل قائمة على الاحترام المتبادل والمصير المشترك.
بيان البابا تواضروس حول الوفاة
وقال قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسيّة "نعزي العالم كله في وفاة هذا الرجل الذي خدم البشرية كلها، البابا فرنسيس رغم أنه ظل على كرسي مدينة روما لمدة 12 سنة لكنها مدة كانت مملوءة بالعمل والنشاط والخدمة في كل مكان حل فيه، وترك لنا مثال القلب المفتوح لكل إنسان".
وأضاف في مداخلة هاتفية مع قناة إكسترا نيوز: "لا شك أن البابا فرنسيس كان صوتًا للسلام في كل الأزمات والصراعات على مستوى العالم، وكان دائمًا صوتًا للسلام وصوتًا للحق. يقف إلى جوار الإنسان المظلوم والمتعب والمهمش والمنسى".
وعن العلاقات المتميزة بين الكنيستين القبطية والكاثوليكية، قال قداسته: "علاقاتنا كانت طيبة كلها احترام وثقة في قالب من الوداعة والتواضع، زارنا في مصر سنة 2017 والتقى الرئيس عبد الفتاح السيسي وكانت زيارة مباركة للغاية، وفي نفس الوقت زرته مرتين عامي 13 و 23 والزيارة الأخيرة كانت بمناسبة مرور 50 عامًا على بداية العلاقات بين الكنيسة القبطية والكنيسة الكاثوليكية".
ووجه قداسة البابا رسالة تعزية للكنيسة الكاثوليكية: "انتقال الإنسان من هذه الأرض معروف لكل البشر وانتقال هذا الرجل الذي خدم العالم كله، خدمة حقيقية من القلب، لكل إنسان، نعزي كل الكنيسة وكل أولاده وشعوبه الكثيرة، وما يعزى أنه ترك لنا قدوة ومثالاً رائعًا في خدمة الإنسان في كل مكان".
وغادر قداسة البابا فرنسيس بابا الڤاتيكان، عالمنا الفاني اليوم، عن عمر بلغ 88 سنة بعد 12 عامًا قضاها على رئيسًا للكنيسة الكاثوليكية فى العالم.