بابا الفاتيكان
«الدخان الأسود» للمرة الثانية.. فشل اختيار بابا الفاتيكان من جديد
تصاعد دخان أسود من مدخنة كنيسة سيستين في الفاتيكان صباح اليوم، في إشارة تقليدية تفيد بعدم نجاح الكرادلة المجتمعين في المجمع السري بانتخاب بابا جديد للكنيسة الكاثوليكية.
ويأتي هذا التطور بعد تصويتين صباحيين لم يُفضيا إلى حصول أي من المرشحين على أغلبية الثلثين المطلوبة لتولي منصب البابا، والتي تُقدّر بـ 89 صوتًا من أصل 133 كاردينالًا يشاركون في المجمع.
اختيار بابا الفاتيكان
وكان الكرادلة قد أجروا مساء أمس تصويتًا أوليًا غير حاسم، تبعه أداء القسم الدستوري على السرية التامة، ضمن طقوس انتخاب البابا المعتمدة منذ قرون.
ووفق التقاليد الفاتيكانية، يستمر المجمع في عقد جلسات تصويت بمعدل أربعة اقتراعات يوميًا – اثنين في الصباح واثنين بعد الظهر – حتى يُحقق أحد الكرادلة النسبة اللازمة لانتخابه بابا. ومن المتوقع أن يعاود الكرادلة التصويت صباح اليوم التالي، بعد أن قضوا ليلتهم في أماكن الإقامة المخصصة لهم داخل الفاتيكان، في ظل ترقب عالمي لهذا الحدث الكنسي الفريد.
ويُعد هذا المجمع البابوي من أكثر المجامع تنوعًا من حيث التوزيع الجغرافي للكرادلة المشاركين، ما يعكس التوسع العالمي للكنيسة الكاثوليكية التي يزيد عدد أتباعها على 1.4 مليار شخص حول العالم.
وتُعد مدخنة كنيسة سيستين المؤشر الوحيد الرسمي لنتائج التصويتات داخل المجمع السري، إذ يُطلق منها دخان أسود عندما لا يتم التوصل إلى اتفاق، فيما يُطلق دخان أبيض عند انتخاب البابا الجديد.
وتُبقي الكنيسة الكاثوليكية تفاصيل التصويت سرية التزامًا بالعراقة الدستورية التي تحكم هذا الحدث، فيما يترقب الملايين حول العالم الإعلان عن اسم البابا الجديد وخروجه إلى شرفة كاتدرائية القديس بطرس.
تقاليد اختيار بابا الفاتيكان
تُعد عملية اختيار بابا الفاتيكان من أقدم التقاليد المستمرة في العالم، حيث تعود جذورها إلى بدايات الكنيسة الكاثوليكية قبل ما يزيد على ألفي عام. وتُجرى هذه العملية عبر مجمع سري يُعرف باسم "الكونكلاف"، يشارك فيه الكرادلة الكاثوليك ممن تقل أعمارهم عن 80 عامًا، ويُعقد داخل جدران كنيسة سيستين في الفاتيكان.
وبعد شغور المنصب البابوي – سواء بوفاة البابا أو استقالته كما حدث مع البابا بنديكتوس السادس عشر – يُستدعى الكرادلة من أنحاء العالم للمشاركة في المجمع، الذي يتميز بطقوسه الصارمة وأجوائه المهيبة.
قبل بدء التصويت، يؤدي الكرادلة قسمًا على السرية، ويتعهدون بعدم الإفصاح عن مجريات المجمع أو الإفشاء بما دار من مناقشات أو نتائج. يُعقد ما يصل إلى أربعة تصويتات يوميًا (اثنان في الصباح واثنان بعد الظهر) حتى يتمكن أحد المرشحين من الحصول على أغلبية الثلثين.
ويُستخدم الحرق التقليدي لأوراق الاقتراع مع مواد كيميائية لإنتاج دخان يخرج من مدخنة كنيسة سيستين؛ أسود عند فشل التصويت، وأبيض عند نجاحه واختيار البابا.
تتخلل المجمع طقوس دينية وصلوات مكثفة لطلب الإلهام الإلهي في الاختيار. ولا يُعلن عن أسماء المرشحين رسميًا، لكن وسائل الإعلام والمتابعين يتكهنون بناءً على التوجهات الكنسية وظروف العالم الراهنة.
وعند التوصل إلى نتيجة، يُعلن عن البابا الجديد من شرفة كاتدرائية القديس بطرس عبر عبارة: "Habemus Papam" (لدينا بابا). ويُطل البابا للمرة الأولى على الجماهير ليمنحهم البركة الرسولية، في مشهد يُتابعه الملايين حول العالم.
