ماذا سيحدث في جنازة الحبر الأعظم؟
ترامب على رأس قائمة الحضور في جنازة البابا فرنسيس.. وبوتين «لن يحضر»
تقام جنازة البابا فرنسيس في الفاتيكان يوم السبت المقبل الساعة العاشرة صباحًا بالتوقيت المحلي (8:00 بتوقيت جرينتش)، ومن المتوقع أن يحضر مئات الآلاف من الضيوف والمعزين مراسم الجنازة الختامية للبابا الراحل.
سيكون الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، من بين عشرات الشخصيات البارزة التي ستسافر إلى الفاتيكان لحضور المراسم، والتي ستكون أبسط من الجنازات البابوية السابقة.
في العام الماضي، عدل البابا الأرجنتيني طقوس الجنازة لإظهار أنه كان "تلميذًا للمسيح" بدلاً من "رجل قوي في هذا العالم".
من سيحضر جنازة البابا فرنسيس؟
إلى جانب كونها حدثًا دينيًا هامًا، تتمتع الجنازات البابوية أيضًا ببعد دبلوماسي مهم، إذ أن البابا هو رأس الكنيسة الكاثوليكية الرومانية، كما أنه يقود أيضًا الكرسي الرسولي - وهو كيان قانوني سيادي له مقعد في الأمم المتحدة - ودولة الفاتيكان.
يوجد حوالي 1.4 مليار كاثوليكي حول العالم، يتركزون بشكل رئيسي في أوروبا والأمريكتين، ويتزايد عددهم بشكل متزايد في أفريقيا.
ولهذا السبب، تميل الجنازات البابوية إلى جذب أعداد كبيرة من الشخصيات السياسية. عندما توفي البابا يوحنا بولس الثاني عام 2005، استقطبت جنازته حوالي 70 رئيسًا ورئيس وزراء، مما يجعلها واحدة من أكبر تجمعات قادة العالم في التاريخ.
ومن بين الذين أكدوا بالفعل حضورهم لجنازة فرانسيس يوم السبت الرئيس الأمريكي ترامب، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
بوتين لن يحضر جنازة البابا فرنسيس
وفقًا للكرملين، لا يعتزم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الحضور، ولكن سيكون هناك وفد من الصين. إلى جانب هذه الشخصيات السياسية، سيكون هناك أعداد كبيرة من الكاثوليك وغيرهم من المهنئين.
وقالت الحكومة الإيطالية إنها تتوقع سفر ما لا يقل عن 200 ألف أجنبي إلى روما لحضور الجنازة. على الرغم من أن الفاتيكان دولة ذات سيادة، إلا أنها تقع في قلب العاصمة الإيطالية، وستساعد إيطاليا في إدارة بعض الجوانب اللوجستية.
مع ذلك، هناك ما يدعو للاعتقاد بأن الإقبال النهائي سيكون أعلى من تقديرات الحكومة الإيطالية - فقد استقطبت آخر جنازة للبابا يوحنا بولس الثاني، وهو في منصبه، حوالي أربعة ملايين شخص.
ماذا سيحدث في الجنازة؟
في عام 2024، بسط البابا فرنسيس طقوس دفن الباباوات الرومان، التي تحدد قواعد الجنازات البابوية. وفقًا للطقوس الجديدة، سيُدفن فرنسيس في نعش واحد، بدلاً من الثلاثة التي استخدمها الباباوات السابقون.
ستُستخدم أيضًا لغة مختلفة - خلال الجنازة، سيُطلق على البابا لقب "أسقف روما"، أو "البابا"، أو "القس"، أو "الحبر الروماني"، مع تجنب ألقاب أسمى مثل "الحبر الأعظم للكنيسة الجامعة".
صرح ميرتشيلي ميديروس، مؤرخ الكنيسة الكاثوليكية ومراسل الفاتيكان لشبكة "جلوبو نيوز" البرازيلية، أن "تبسيط البابا فرنسيس لطقوس الجنازة لا يعكس فقط تواضعه المعروف، بل يعكس أيضًا ثورته على مؤسسة البابوية".
وأضاف ميديروس: "لطالما قال إنه لا يشعر بالارتياح لفكرة أن الفاتيكان هو آخر ملكية مطلقة في أوروبا. لهذا السبب، منذ البداية، قدم نفسه على أنه "أسقف روما"، وهو اللقب الأكثر كرامة بالنسبة له - كان أسقفًا وقسًا ومسيحيًا كأي شخص آخر".
في معرض شرحه لهذه التغييرات، قال رئيس الأساقفة دييجو رافيلي، رئيس المراسم الليتورجية البابوية، إن الهدف هو التأكيد على أن جنازة البابا هي "جنازة راعي وتلميذ للمسيح، وليست جنازة رجل ذي نفوذ في هذا العالم".
وأضاف رئيس الأساقفة رافيلي أن فرنسيس نفسه هو من شدد على ضرورة "تعديل بعض الطقوس، حتى يعبر الاحتفال بجنازة أسقف روما بشكل أفضل عن إيمان الكنيسة بالمسيح القائم من بين الأموات".
من سيقود مراسم الجنازة؟
من المتوقع أن يترأس الكاردينال جيوفاني باتيستا ري، الإيطالي البالغ من العمر 91 عامًا، والذي يشغل حاليًا منصب عميد مجمع الكرادلة، قداس جنازة البابا، وسيقود الحاضرين في الصلوات وقراءات الكتاب المقدس، ثم يُلقي كلمة التهنئة الختامية والوداع، مُسلمًا روح البابا إلى الله. وستُقام الجنازة بلغات مُتنوعة، تعكس الطابع الدولي للكنيسة الكاثوليكية وتنوع خلفيات الحاضرين.
ومن المرجح - كما هو الحال في هذا النوع في الفاتيكان - أن تُتلى الصلوات الرئيسية باللغتين اللاتينية والإيطالية، مع قراءات الكتاب المقدس بالإيطالية والإسبانية والإنجليزية، وعدد من الصلوات القصيرة بلغات أخرى مثل العربية والبولندية والصينية.
