عاجل

لوبي إسرائيل والسياسة الخارجية الأمريكية.. كتاب يكشف أسرار الهيمنة الإسرائيلية على واشنطن

صورة توضيحية لغلاف
صورة توضيحية لغلاف الكتاب

في كتابهما "اللوبي الإسرائيلي والسياسة الخارجية الأمريكية"، يقدم المؤلفان جون ميرشايمر وستيفن والت تحليلاً مثيراً حول تأثير اللوبي الإسرائيلي على السياسة الخارجية للولايات المتحدة. ومن أجل هذا لاقى الكتاب انتقادات لاذعة، حيث وُصف بالمعاداة للسامية من قبل بعض الجهات، بينما دافع عنه آخرون باعتباره نقداً شرعيًا.

اللوبي الإسرائيلي والسياسة الخارجية الأمريكية

الكتاب يعد أحد أقوى وأبرز الأمثلة على الهيمنة الإسرائيلية داخل الولايات المتحدة، وقد أثار جدلاً واسعًا بسبب حججه الجريئة حول دور اللوبي في تشكيل توجهات واشنطن في الشرق الأوسط. وهو من تأليف جون ميرشايمر، الاستاذ البارز في العلوم السياسية بجامعة شيكاغو، والمتخصص في العلاقات الدولية. اشتهر بنظريته "الواقعية الهجومية"، والتي تناولها في كتابه "مأساة سياسات القوى العظمى". يُعرف بتحليلاته النقدية حول السياسات الخارجية الأمريكية.

بايدن ونتنياهو
بايدن ونتنياهو

وهو أيضًا من تأليف ستيفن م. والت، أستاذ الشؤون الدولية في كلية جون كينيدي للإدارة الحكومية بجامعة هارفارد. تركز أعماله على السياسة الخارجية للولايات المتحدة، وهو مؤلف كتاب "ترويض القوة الأمريكية: الاستجابة العالمية لهيمنة أمريكا". عُرف بأسلوبه الأكاديمي الصارم ونقده للسياسات الأمريكية في الشرق الأوسط.

الكاتبان يندرجان ضمن أبرز الأصوات الأكاديمية في مجال العلاقات الدولية، ويجمعهما اهتمام مشترك بتحليل تأثير مجموعات الضغط والسياسات الخارجية.

ما هو اللوبي الإسرائيلي؟

يُعرف المؤلفان اللوبي الإسرائيلي بأنه ائتلاف غير رسمي من الأفراد والمنظمات يسعى لتوجيه السياسة الخارجية الأمريكية لصالح إسرائيل. يتضمن هذا اللوبي مجموعات مثل لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية، بالإضافة إلى شخصيات نافذة في الإعلام والسياسة والأوساط الأكاديمية. يشدد الكاتبان على أن اللوبي ليس مؤامرة سرية، بل مجموعة مصالح شرعية تعمل ضمن النظام الديمقراطي الأمريكي.

 

تأثير اللوبي

يعرف المؤلفان اللوبي الإسرائيلي على أنه تحالف غير رسمي من الأفراد والمنظمات المؤيدة لإسرائيل، يسعى للتأثير على السياسة الخارجية الأمريكية. وقد استعرض الكتاب طرق استخدام اللوبي الإسرائيلي وسائل عديدة، مثل الضغط على الكونجرس والإدارة الأمريكية، إلى جانب توجيه النقاش العام في الإعلام والحقل الأكاديمي. يجادل الكاتبان بأن هذا اللوبي ليس مؤامرة سرية، بل يمثل مجموعة مصالح قوية تعمل بشكل مشروع ولكنها تمتلك تأثيراً يفوق نظيراتها.

ويشير الكتاب إلى أن الدعم الأمريكي لإسرائيل لا يمكن تفسيره فقط على أسس استراتيجية أو أخلاقية. بينما كانت إسرائيل تُعتبر أحد الأصول الاستراتيجية للولايات المتحدة خلال الحرب الباردة، فإن المؤلفين يؤكدان أن هذه الفائدة قد تقلصت. بالمقابل، يصف الكتاب العلاقة بين البلدين بأنها مدفوعة بتأثير اللوبي، وليس بالمصالح القومية الأمريكية.

ويستعرض الكتاب أمثلة على قرارات سياسية كبرى تأثرت باللوبي، مثل غزو العراق في 2003 ودعم إسرائيل في حروبها ضد لبنان وغزة. يجادل المؤلفان بأن هذه السياسات أضرت بالمصالح الأمريكية عبر تأجيج العداء في العالم الإسلامي وزعزعة استقرار المنطقة. يُظهر الكتاب كيف دفع اللوبي واشنطن إلى تبني سياسات عدائية تجاه طهران ودمشق، بما يتماشى مع الأجندة الإسرائيلية، كما يوضح أن الولايات المتحدة تتبنى مواقف موالية لإسرائيل بشكل دائم، مما يمنع أي تقدم حقيقي نحو حل عادل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

المساعدات الأمريكية لإسرائيل

يستعرض المؤلفان مستوى الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة لإسرائيل، بما في ذلك المساعدات العسكرية والاقتصادية، حيث تعد إسرائيل أكبر متلقٍ للمساعدات الأمريكية على مدى عقود. يوضح الكتاب أن هذا الدعم يتجاوز أي تبرير استراتيجي واضح، ويُقدم دون شروط أو مساءلة، حتى في ظل انتهاكات إسرائيل للقانون الدولي، خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.

إسرائيل وأمريكا
إسرائيل وأمريكا

ويشير الكتاب إلى أن الدعم الأمريكي لإسرائيل قد أصبح عبئًا استراتيجيًا يزيد من عداء العالم الإسلامي للولايات المتحدة ويعرض مصالحها للخطر. من جهة أخرى، يرى الكتاب أن هذا الدعم قد أضر بإسرائيل نفسها على المدى الطويل، حيث شجعها على اتباع سياسات متشددة مثل بناء المستوطنات، مما زاد من عزلة إسرائيل الدولية وعرقل فرص السلام مع الفلسطينيين.

ويتناول الكاتبان الحجج الأخلاقية التي تُستخدم لتبرير الدعم الأمريكي لإسرائيل، مثل فكرة أن إسرائيل "واحة الديمقراطية" في منطقة مضطربة. ومع ذلك، يشير الكتاب إلى أن السياسات الإسرائيلية، وخاصة في الأراضي المحتلة، تتناقض مع هذه القيم الديمقراطية وتثير تساؤلات أخلاقية حول الدعم الأمريكي غير المشروط.

ويدعو الكاتبان إلى إعادة تقييم العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل بناءً على المصالح الوطنية الأمريكية. يقترحان اتباع نهج أكثر توازناً في السياسة الخارجية، بما يشمل وضع حد للدعم غير المشروط لإسرائيل.

تم نسخ الرابط