عاجل

متى يقع الطلاق في حالة الغضب؟.. الإفتاء توضح 3 درجات له

الطلاق
الطلاق

تُعد لحظات الغضب من أخطر الأوقات التي قد تصدر فيها قرارات مصيرية تؤثر على الحياة الأسرية، وعلى رأسها الطلاق. كثير من الأزواج يتساءلون عن حكم الطلاق الذي يقع أثناء الغضب، وهل يعتد به شرعًا أم لا، خاصة أن الغضب قد يدفع الإنسان إلى التلفظ بما لا يعيه تمامًا.

وفي هذا السياق، أوضحت دار الإفتاء المصرية الحكم الشرعي بالتفصيل، مستعرضة آراء الفقهاء في هذه المسألة الدقيقة. وتناولت الفتوى تقسيم الغضب إلى درجات مختلفة، مبينة أثر كل درجة على صحة وقوع الطلاق، مع بيان الموقف الشرعي لكل حالة وآراء كبار العلماء في المسألة. كما بيّنت دار الإفتاء الضوابط الشرعية التي ينبغي مراعاتها عند الطلاق، مؤكدة أن الطلاق رخصة شرعية لكنه محاط بقيود تهدف إلى حماية الأسرة ومنع التعجل في إنهاء رابطة الزواج.

درجات الغضب وحكم الطلاق فيها

قسّم العلماء الغضب إلى ثلاث درجات رئيسية تختلف في الحكم الشرعي لوقوع الطلاق بناءً على تأثير الغضب على إدراك الزوج:
1. الغضب البسيط أو المعتدل:
• في هذه الحالة، يكون الزوج غاضبًا لكنه مدرك لكلامه وقادر على التحكم في أفعاله.
• الطلاق في هذه الحالة يقع بإجماع العلماء، لأن الإدراك والنية موجودان.
2. الغضب الشديد الذي يُذهب العقل تمامًا:
• في هذه الدرجة، يفقد الإنسان وعيه بصورة تامة، بما يشبه حالات الجنون أو الإغماء.
• الطلاق هنا لا يقع، كما أشار جمهور العلماء، لأن فاقد العقل مرفوع عنه التكليف.
• استندوا إلى حديث النبي ﷺ: “لا طلاق ولا عتاق في إغلاق” (رواه أحمد وأبو داود)، وفسروا “الإغلاق” بأنه الغضب المفرط الذي يسلب الإنسان إدراكه.
3. الغضب المتوسط (بين الحالتين السابقتين):
• هنا يكون الغضب شديدًا لكنه لا يصل إلى فقدان كامل للوعي.
• اختلف العلماء في هذه الحالة:
• الحنفية والشافعية وجمهور الحنابلة قالوا بوقوع الطلاق.
• بينما ذهب بعض الحنابلة كالإمام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم إلى أن الطلاق لا يقع إذا غلب الغضب على الإنسان لدرجة عدم السيطرة على أقواله وأفعاله.

آراء العلماء في المسألة

• ابن تيمية وابن القيم: فرّقا بدقة بين درجات الغضب، وأكدا أن الطلاق لا يقع مع الغضب الشديد المصاحب لفقدان التحكم.
• الإمام الشافعي وأبو حنيفة ومالك (في المشهور عنهم): يرون أن الطلاق يقع ما دام الغضب لم يصل لحد فقدان العقل الكامل.
• الإمام أحمد (في رواية عنه): أشار إلى أن الطلاق لا يقع مع الغضب الشديد الذي يضعف القدرة على الوعي والإدراك.

تم نسخ الرابط