عاجل

وقوع الطلاق في حالة الغضب.. دار الافتاء توضح الحكم الشرعي

حكم وقوع الطلاق في
حكم وقوع الطلاق في حالة الغضب

 

يتساءل كثير من الناس عن حكم الطلاق في حالات الغضب الشديد، حيث يمر بعض الأزواج بلحظات عصبية ويقومون بإيقاع الطلاق أثناء انفعالهم. وتعد هذه المسألة من المسائل التي أثارت جدلاً بين العلماء، خاصة عند حدوث الطلاق في حالة الغضب. يعتقد البعض أنه في حال الغضب الشديد قد يفقد الشخص قدرته على التحكم في أقواله، فهل يقع الطلاق في هذه الحالة؟ دار الإفتاء تفسر هذا الموضوع بالتفصيل من خلال استعراض درجات الغضب وآراء العلماء.

درجات الغضب وحكم الطلاق فيها

قسّم الفقهاء الغضب إلى ثلاث حالات رئيسية، وكل حالة تختلف في حكم الطلاق على أساس درجة تأثير الغضب على وعي الزوج:
1. الغضب البسيط أو المعتدل:
• في هذه الحالة، يكون الشخص غاضبًا لكنه مدرك لما يقول.
• الطلاق في هذه الحالة يقع بالإجماع بين العلماء؛ لأن الزوج يعي تمامًا ما يقول ويقصده.
2. الغضب الشديد الذي يُذهب العقل تمامًا (يشبه الجنون أو الإغماء):
• في هذه الحالة، يفقد الزوج وعيه وإدراكه بشكل كامل.
• الطلاق في هذه الحالة لا يقع عند جمهور العلماء؛ لأن الزوج غير مكلف ولا يُعتد بكلامه.
• الدليل على ذلك هو حديث النبي ﷺ: “لا طلاق ولا عتاق في إغلاق” (رواه أحمد وأبو داود)، حيث فسر العلماء “الإغلاق” بأنه الغضب الشديد الذي يؤدي إلى فقدان الوعي.
3. الغضب المتوسط (بين الحالتين السابقتين):
• في هذه الحالة، يكون الشخص في حالة من الانفعال الشديد، لكن دون فقدان كامل للوعي.
• اختلف العلماء في هذه الحالة:
• الحنفية، الشافعية، والحنابلة (في قول لهم): يرون أن الطلاق يقع؛ لأن الزوج لا يزال مدركًا لما يقول.
• بعض الحنابلة، وابن تيمية، وابن القيم: رأوا أن الطلاق لا يقع إذا كان الغضب قد وصل إلى درجة جعلت الزوج غير قادر على التحكم في كلامه.

آراء العلماء في المسألة


1. الإمام ابن تيمية وابن القيم:
• ميزوا بين درجات الغضب وقالا: إذا وصل الغضب إلى فقدان العقل والإدراك، فالطلاق لا يقع.
• أما إذا كان الغضب شديدًا لكنه لا يُذهب العقل تمامًا، فالمسألة محل اجتهاد.
2. الإمام الشافعي وأبو حنيفة ومالك (في المشهور عنهم):
• يرون أن الطلاق يقع في جميع الحالات ما لم يفقد الزوج عقله تمامًا.
3. الإمام أحمد (في رواية عنه):
• رأى أن الطلاق لا يقع إذا كان الغضب شديدًا لدرجة فقدان العقل والإدراك.

حكم الطلاق في الإسلام

الطلاق في الإسلام هو إجراء قانوني ينهي عقد الزواج بين الزوجين وفقًا لأحكام الشريعة الإسلامية. وقد شرع الإسلام الطلاق كحل أخير في حال استحالة العشرة بين الزوجين، مع وضع ضوابط تمنع تعسف استخدامه.
1. أنواع الطلاق:
• الطلاق الرجعي: يمكن للزوج إرجاع زوجته خلال العدة دون عقد جديد.
• الطلاق البائن: ينقسم إلى نوعين:
• بينونة صغرى: لا يمكن للزوج إرجاع زوجته إلا بعقد جديد.
• بينونة كبرى: لا تحل الزوجة لزوجها إلا بعد أن تتزوج من رجل آخر ويدخل بها.
2. شروط الطلاق:
• يجب أن يكون الزوج عاقلاً وبالغًا ومختارًا.
• يجب أن يكون الطلاق بلفظ صريح أو كناية مع نية الطلاق.
• يجب أن تكون الزوجة في طهر لم يمسها فيه الزوج أو كانت حاملاً أو يائسة من الحيض.
3. الطلاق السُّني والبدعي:
• الطلاق السُّني: يقع وفق الأحكام الشرعية ويكون في طهر لم يمس الزوج زوجته فيه.
• الطلاق البدعي: مثل الطلاق في الحيض أو في طهر حصل فيه جماع، وهو محرم لكنه يقع عند جمهور العلماء.

 

تم نسخ الرابط