عاجل

هل يُحتسب الذكر من قيام الليل؟ وما العبادات الأخرى التي تشمله؟ الإفتاء توضح

الذكر
الذكر

يظن كثير من المسلمين أن قيام الليل لا يتحقق إلا بأداء الصلاة، لكن الحقيقة أن رحمة الله أوسع، وأبواب الطاعات متعددة. فقد بينت دار الإفتاء المصرية أن قيام الليل لا يقتصر فقط على الصلاة، بل يشمل سائر القربات التي يؤديها المسلم بعد صلاة العشاء وحتى طلوع الفجر، مثل الذكر وقراءة القرآن والدعاء والاستغفار.
ويأتي هذا التوضيح في ظل تزايد تساؤلات المسلمين عن أفضل الأعمال التي تدخل ضمن قيام الليل، خصوصًا لمن قد تحول ظروفه الصحية أو العملية دون أداء صلاة طويلة.

وأكدت دار الإفتاء أن الصلاة هي أفضل وأكمل ما يشتغل به العبد في قيام الليل، لكنها ليست العبادة الوحيدة التي تُحتسب في هذا الوقت المبارك. فمن لم يستطع الصلاة فله أن يحيي ليله بذكر الله تعالى، أو بقراءة القرآن الكريم، أو بالدعاء والاستغفار، وينال بذلك أجر قيام الليل، إذا أخلص النية لله تعالى.

الصلاة جوهر قيام الليل

وعن سؤال: (هل قيام الليل هو الصلاة فقط؟ وهل يجوز التسبيح والاستغفار وقراءة القرآن والدعاء من غير صلاة؟)، أوضحت دار الإفتاء أن الذكر وحده لا يعتبر قيام ليل كاملًا، لكنه عبادة مستقلة يُثاب عليها الإنسان بثواب الذكر. أما القيام الشرعي الكامل لليل فلا بد أن يتضمن الصلاة، لما فيها من قراءة للقرآن، وركوع وسجود، ودعاء واستغفار.

واستشهدت دار الإفتاء بما جاء عن شيخ الإسلام ابن تيمية، حيث قال: “إذا قام العبد من الليل فالقراءة له أفضل إن أطاقها، وإلا فليعمل ما يطيق، والصلاة أفضل من القراءة والذكر، ولهذا قال الله تعالى بعد تخفيف قيام الليل: {فاقرءوا ما تيسر من القرآن} [المزمل: 20].

وقت قيام الليل وأفضل الأعمال فيه

يبدأ قيام الليل شرعًا من بعد صلاة العشاء وحتى طلوع الفجر. وأفضل أوقاته هو الثلث الأخير من الليل، استنادًا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم:
“أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن” (رواه الحاكم والنسائي والترمذي وابن خزيمة).

ويشمل قيام الليل أداء سنة العشاء، وصلاة الشفع والوتر، وصلاة التهجد، وقراءة القرآن الكريم، والإكثار من الدعاء والاستغفار.

صور أخرى لقيام الليل
• العمل في خدمة الناس ليلًا: مثل الأطباء والممرضين والحراس الذين يسهرون على رعاية المرضى أو حفظ الأمن.
• الصدقة الخفية: مثل إخراج الصدقات ليلًا دون علم الناس.
• الاستغفار بالأسحار: قضاء آخر الليل بالاستغفار يعد من أعظم العبادات.

وقد وصف الله تعالى المؤمنين الصالحين بقوله في القرآن الكريم:
{كانوا قليلا من الليل ما يهجعون * وبالأسحار هم يستغفرون} [الذاريات: 17-18].

فضل قيام الليل

قيام الليل له مكانة عظيمة عند الله تعالى، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح أن الله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر، فينادي:
“من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟” (متفق عليه).

لذلك حث العلماء على اغتنام هذه اللحظات الفاضلة بالدعاء، والاستغفار، وطلب الحاجات، فهي من أوقات استجابة الدعاء.

بناءا على ما تم ذكره فإن :

الصلاة هي أساس قيام الليل وأفضله، لكنها ليست العمل الوحيد الذي يحسب للمؤمن في هذا الوقت المبارك. فكل عبادة يؤديها المسلم من صلاة، أو قراءة قرآن، أو ذكر، أو دعاء، أو صدقة، أو خدمة للناس، تدخل في باب قيام الليل، وينال بها الأجر والثواب العظيم إذا أخلص النية لله تعالى

تم نسخ الرابط