يمين الطلاق.. هل يمكن الرجوع عنه؟ دار الإفتاء تجيب

في ظل تساؤلات كثيرة تتعلق بأحكام الطلاق، خاصة ما يرتبط بيمين الطلاق الذي يصدر في لحظات غضب أو تهديد، حسمت دار الإفتاء المصرية الجدل حول إمكانية الرجوع عن يمين الطلاق وما يترتب عليه من كفارة مؤكدةً على أهمية الفهم الدقيق لهذه المسائل الشرعية الحساسة التي تمس استقرار الأسرة والمجتمع.
يمين الطلاق
وأوضحت دار الإفتاء في بيان رسمي أن يمين الطلاق يختلف حكمه باختلاف نية الحالف وقت التلفظ به، مشيرة إلى أن اليمين إذا كان بغرض الحث أو المنع أو التأكيد، دون نية حقيقية لإيقاع الطلاق، فإنه لا يقع به طلاق فعلي، بل يعد يمينًا تجب فيه الكفارة فقط. أما إذا كان الشخص قد نوى الطلاق حقيقة، فهنا يقع الطلاق حسب الضوابط الشرعية.
وفيما يتعلق بكفارة يمين الطلاق في حالة عدم نية إيقاع الطلاق، أوضحت الدار أن الكفارة تكون ككفارة اليمين العادية، وهي: إطعام عشرة مساكين مما يتناسب مع قوت الإنسان وأهله، أو كسوتهم بما يسترهم في الصلاة، فإن لم يجد، فعليه صيام ثلاثة أيام متتابعة.
كما شددت الإفتاء على أن من أطلق لفظ الطلاق وهو غاضب بدرجات الغضب التي تذهب التمييز أو الإدراك، لا يقع طلاقه شرعًا. أما الغضب الخفيف الذي يبقى معه الوعي والإدراك، فلا يمنع وقوع الطلاق إذا تحققت شروطه. وفي كل الأحوال، نصحت الدار بالرجوع إلى العلماء المتخصصين لعرض كل حالة بالتفصيل، لتقديم الفتوى المناسبة بعيدًا عن الفتاوى العامة التي قد لا تنطبق على كل موقف.
واختتمت دار الإفتاء بيانها بالتأكيد على أن الحفاظ على الأسرة واستقرارها من مقاصد الشريعة الإسلامية، داعية الأزواج إلى التحلي بالحكمة والهدوء، وعدم التسرع في استخدام ألفاظ الطلاق التي قد تهدم البيوت بسبب لحظة انفعال.
شروط وقوع الطلاق وفقًا للشرع الإسلامي
أكدت دار الإفتاء المصرية وعلماء الشريعة أن الطلاق في الإسلام له ضوابط وشروط دقيقة لا بد من توافرها حتى يكون الطلاق صحيحًا وواقعًا شرعًا. وهذه الشروط تهدف إلى حماية الأسرة من الانهيار بسبب الطيش أو الغضب المفاجئ.
وجاءت الشروط الأساسية لوقوع الطلاق كالتالي:
1. صدور الطلاق من الزوج العاقل المكلف
يجب أن يكون الزوج هو من تلفظ بالطلاق، وأن يكون عاقلًا مدركًا لما يقول، فلا يقع طلاق المجنون أو من زال عقله بإغماء أو سكر شديد.
2. اختيارية الطلاق دون إكراه
يشترط أن يكون الزوج قد طلق باختياره، دون إكراه ملجئ. فإذا أُكره الإنسان على الطلاق إكراهًا حقيقيًا تهديدًا بالقتل أو الإيذاء، لا يقع الطلاق.
3. وضوح اللفظ أو نية الطلاق
إذا استخدم الزوج لفظًا صريحًا في الطلاق مثل “أنتِ طالق”، يقع الطلاق بمجرد التلفظ. أما إذا استخدم ألفاظًا تحتمل أكثر من معنى، فلابد من سؤال الزوج عن نيته وقت الكلام.
4. عدم وقوع الطلاق في حالة الغضب الشديد
في حالة الغضب الذي يفقد الإنسان وعيه أو تمييزه، لا يقع الطلاق. أما الغضب الخفيف أو المتوسط مع بقاء الإدراك، فإن الطلاق يقع.
5. عدم الحيض أو النفاس إذا كان الطلاق رجعيًا
في بعض المذاهب، يشترط ألا تكون الزوجة حائضًا أو نفساء وقت الطلاق، حفاظًا عليها من الضرر، خاصة إذا كان الطلاق رجعيًا.
6. الزواج قائم وقت الطلاق
لا بد أن تكون الزوجة في عصمة الزوج وقت التلفظ بالطلاق. فلو طلقها بعد انتهاء العدة دون تجديد عقد، لا يعتبر الطلاق صحيحً