عاجل

محمد أصغر جزار في الغربية: بحلم بدراسة الطب البيطري وفتح سلسلة محلات على مستوى الجمهورية

المعلم محمد اصغر
المعلم محمد اصغر جزار فى الغربية

في إحدى الأسواق الشعبية بمحافظة الغربية، يقف محمد، ابن الخامسة عشرة عاما، وسط زحام الزبائن داخل محل والده لبيع اللحوم، مرتديًا مئزره الأبيض الملطخ ببعض آثار المهنة. هو ليس كأي فتى في عمره، بل معلم جزار شاب بدأ العمل منذ أن كان طفلًا في الثامنة، متسلحًا بحب المهنة والطموح الذي يمتد إلى ما هو أبعد من مجرد الوقوف خلف منضدة الجزارة.

محمد، الطالب بالصف الثالث الإعدادي، يتقن فنون الجزارة كأنه احترفها لعقود. لا يرى العمل في محل والده مجرد وظيفة مؤقتة أو عبئًا يُضاف إلى دراسته، بل هو شغف يسري في دمه، ورثه عن أجداده كما يقول. لكنه لا يكتفي بحمل إرث العائلة فقط، بل يطمح أيضًا إلى تحقيق ما لم يحققه غيره: أن يصبح طبيبًا بيطريًا وجزارًا في الوقت ذاته.

يقول محمد بفخر: "بحب المهنة لأنها في عيلتنا من زمان، وأبويا حببني فيها من صغري. بدأت أشتغل معاه وأنا عندي ٨ سنين، بس أنا عندي حلم أكبر.. عاوز أبقى دكتور بيطري علشان أفهم أكتر في جودة اللحوم وصحة الحيوانات، وفي نفس الوقت أطور شغلنا وأفتح فروع جزارة أبو نور في كل المحافظات."

وبينما يمارس عمله بحرفية، يروج محمد لعروض المحل، حيث يعلن بفخر عن أحدث عروضه: "٣ كيلو لحمة بألف جنيه". لا يتوقف عند مجرد البيع، بل يفكر في كيفية تطوير المهنة، ويدرس أساليب تحسين جودة اللحوم، وطرق العناية بالحيوانات قبل الذبح، مما يعكس فكره الطموح وإصراره على الربط بين العلم والممارسة العملية.

في سوق تهيمن عليه الأسماء الكبيرة وأصحاب الخبرة الطويلة، استطاع محمد أن يثبت نفسه كمعلم جزار رغم صغر سنه. يرى في مهنة الجزارة أكثر من مجرد تجارة، بل مسؤولية تجاه العملاء، وجودة اللحم، وحلم يمتد ليشمل الطب البيطري كوسيلة لتطوير هذه الصناعة.

محمد ليس مجرد صبي يساعد والده، بل نموذج للشباب الطموح الذي لا يخجل من العمل اليدوي، بل يعتنقه ويطوره، واضعًا نصب عينيه هدفًا واضحًا: أن يصبح صاحب أكبر سلسلة محلات جزارة في مصر، يحمل اسم عائلته، ويجمع بين أصالة المهنة والعلم الحديث في مجال الطب البيطري.

تم نسخ الرابط