عاجل

في ذكرى تأسيسه الـ1085.. تعرف على رحلة الجامع الأزهر عبر العصور

الجامع الأزهر
الجامع الأزهر

تحل اليوم  الذكرى الخامسة والثمانون بعد الألف علي تأسيس، الأزهر الشريف، الذي بدأ بناؤه في 24 جمادى الأولى 359 هـ/4 أبريل 970 م، وأقيمت أول صلاة جمعة فيه في 7 رمضان 361 هـ/21 يونيو 972م.

في التقرير التالي يستعرض موقع "نيوز روم" أهم المعلومات عن رحلة الجامع الأزهر عبر العصور.

منذ تأسيس الجامع الأزهر  عام 1171م علي يد جوهر الصقلي، حظي باهتمام الفاطميين وفي مقدمتهم المعز لدين الله والحاكم بأمر الله الذي بقي من عمارته للجامع باب خشبي ضخم، وكان أول من أوقف الأوقاف على الجامع الأزهر بموجب وقفية تدل على مقدار المخصصات المالية التي خصصتها الدولة للإنفاق على الجامع من أجل القيام برسالته، والآمر بأحكام الله، الذي كان قد بقي من أعماله منبر خشبي دمر خلال التفجير الذي حدث بمتحف الفن الإسلامي بالقاهرة عام 2014م.

ومع قضاء الناصر صلاح الدين عام 1193م على الدولة الفاطمية - الإسماعيلية المذهب - أغلق الجامع الأزهر الشريف لمحاربة المذهب الشيعي، وتم إعادة فتحه مرة أخرى، عندما أمر الملك الظاهر بيبرس بإعادة صلاة الجمعة إلى الجامع الأزهر يوم الجمعة 18من ربيع الأول سنة 1267م، بعد انقطاعها مدة تقارب مائة عام، ومنذ هذا التاريخ والأزهر في قلب المصريين حكامًا وشعبًا، ويشاركهم في ذلك المسلمون في كل بقاع الأرض ممن يبحثوا عن الوسطية ورقي العلوم الدينية والتعايش.

الأزهر في عصر المماليك

وفي عصر دولة المماليك الجراكسة استحدث منصب ناظر الأزهر لتولي شئون رعاية الجامع، واسند هذا المنصب إلي الأمراء وحاجب الحجاب، ومن هؤلاء النظار من وصل إلي منصب السلطان كالظاهر جقمق، ويعد السلطان الظاهر برقوق أول من استحدث مرسوما لتنظيم أموال مجاوري الأزهر ممن مات دون وارث شرعي، وأثبت ذلك في نقش كتابي على يسار الداخل من باب المزينين المؤرخ بسنة (784 هـ/ 1382 م)، بحيث تؤول أمواله إلي الجامع الأزهر؛ كذلك أنشأ الأمير جوهر القنقبائي خازندار الأشرف برسباي مدرسة سنة 1440م عند الطرف الشرقي للجامع الأزهر.

الأزهر 
الأزهر 

في حين أنشأ السلطان الأشرف قايتباي مدخلا يعد من أروع المداخل المعمارية على مستوي العالم، وأمر بإنشاء رواق للطلبة الأتراك، وتجديد رواق الطلبة المغاربة، وأمر الخواجة مصطفي بن محمود بن رستم الرومي بتجديد عمارة الجامع كله في سنة 1494م، وإقامة مئذنة ما تزال باقية، ومع قرب نهاية دولة المماليك أمر السلطان الأشرف قنصوه الغوري بإقامة مئذنة ذات رأسين تميز واجهة الجامع الأزهر الشريف.

ومع دخول الحكم العثماني إلي مصر، بدأت مرحلة جديدة من تاريخ الأزهر الشريف. وكان الأزهر الشريف قد حصن اللغة العربية ومدرسة الوسطية وشعلة الوطنية خلال فترة الحكم العثماني لمصر، كذا عندما طرق الفرنسيون بقيادة نابليون بونابرت أبواب مصر محتلين كان للأزهر دوره التاريخي والنضالي.

الأزهر الشريف محط أنظار الأوروبيين

وقد كان الأزهر محط أنظار الأوروبيين، ففي سنة 1820م وضع باسكال كوست أول رسم لتخطيط الجامع الأزهر؛ حيث استطاع التحايل على شيخ الجامع ودخل الجامع وألقى نظرة عامة عليه من الداخل، ورسم بعض التفاصيل، وخاصة تفاصيل باب المزينين، وفي أواخر عهد محمد علي سنة 1842م، زارت مصر السيدة صوفيا لين بول أخت المستشرق إدوارد لين بول، وسجلت مشاهداتها في مصر، ومنها مشاهدتها للجامع الأزهر الذي زارته، كذلك قدم لنا الرحالة بيرتون الذي زار مصر سنة 1853م، في أواخر عهد عباس حلمي باشا الأول وصفًا للجامع الأزهر والحياة فيه، وفي سنة 1855م نشر جيرو دي برانجي تخطيطًا آخر للجامع من الداخل وصورة للصحن الغربي.

افتتاح الرواق سنة 1898

كما كان الجامع محط اهتمام حكام أسرة محمد علي، فقد قام الخديو إسماعيل بتجديد باب الصعايدة الكبير مع ما فوقه من المكتب بمباشرة ناظر الأوقاف أدهم باشا ناظر الأوقاف سنة 1865م. وأمر الخديوي عباس حلمي الثاني بتشييد الرواق العباسي، والذي يقع عند طرف الواجهة الشمالية الغربية، حيث قام  بافتتاح الرواق في حفل مهيب في 18 مارس سنة 1898م. وفي سنة 1931م في عهد الملك أحمد فؤاد الأول أزيلت المباني التي كانت تحجب الجامع الأزهر من ناحيته الغربية البحرية إلى حده البحري، فصار بينه وبين باب المشهد الحسيني رحبة متسعة، كما أصلح الجناح الغربي البحري لرواق الحنفية وفتح له بابًا آخر وسد بابه الذي كان محتجبًا بكتلة المباني.

مساحة الجامع الأزهر

وفي عهد الرئيس جمال عبد الناصر تم انشاء الواجهة المطلة على شارع الأزهر سنة 1970م، وقام رئيس باكستان السابق ضياء الحق بإهداء الجامع سجادا حديثا من نوع المحاريب. وفي سنة 1998م قامت شركة المقاولون العرب بتدعيم الأروقة التي أضافها عبد الرحمن كتخدا، وعمل أساسات للجدران بعمق 20م، لحماية الجامع من تأثيرات النفق الذي تم شقه تحت شارع الأزهر. ومع تلك الإضافات والعمارات بلغت مساحة الجامع الأزهر الحالية 11500 م2 تقريبًا أي 2.75 فدان تقريبًا.

تم نسخ الرابط