مناهجه التعليمية ساهمت في استقرار المجتمعات
في ذكرى تأسيسه| الأزهر بنظر العالم: منارة الوسطية ومركز لنشر التسامح والسلام

تحل اليوم الذكرى الخامسة والثمانون بعد الألف علي تأسيس، الأزهر الشريف، والذي بدأ بناؤه في 24 جمادى الأولى 359 هـ/4 أبريل 970 م، وأقيمت أول صلاة جمعة فيه في 7 رمضان 361 هـ/21 يونيو 972م، وفي هذا السياق، يرصد موقع "نيوز روم" أبرز ما قيل عن دور الأزهر من قِبَل شخصيات بارزة حول العالم.
الأزهر روح العالم
قال زهيري مصراوي، مستشار رئيس إندونيسيا لشؤون الشرق الأوسط وسفير بلاده في تونس :"درست في الأزهر الشريف، وأعتز بكوني أزهري المنبع، فالإسلام الأزهري هو روح العالم، وطلبة الأزهر قبل استقلال بلادي قدموا لنا الكثير من الدعم العلمي والفكري."
وأكد أن العلاقة بين مصر وإندونيسيا تمتد لعقود طويلة، مشيرًا إلى أن "مصراوي" اسم شائع في بلاده، مما يعكس الاعتزاز الكبير بالدور الذي لعبته مصر في دعم استقلال إندونيسيا.
وأشار إلى أنه تتلمذ على يد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب والدكتور حمدي زقزوق، ما أثرى تجربته العلمية والفكرية.
الأزهر يؤدي دورًا محوريًا في نشر الوسطية والاعتدال
أوضح السيد إبراهيم جامباي، عضو لجنة الشخصيات البارزة بالآلية الأفريقية، أن الأزهر الشريف يؤدي دورًا محوريًا في نشر الوسطية والاعتدال، سواء عبر تأهيل الأئمة من مختلف الدول، أو من خلال دعم الدول في مواجهة أزماتها.

وأضاف أن جولات الإمام الأكبر إلى الدول الأفريقية، وجهود الأزهر في القارة كان لها تأثير بالغ في الحد من انتشار الفكر المتطرف، وحماية الشباب من الوقوع في فخ الجماعات المتطرفة، مؤكداً أن زيارته للأزهر الشريف كانت فرصة حقيقية لفهم استراتيجيات مكافحة التطرف في دول العالم الإسلامي، لما يمتلكه الأزهر من خبرة كبيرة فى مجال المواجهة الفكرية للجماعات الإرهابية.
دعم الأزهر للعلاقات الدولية
من جانبه، أشار اللواء محمد الغباشي، مساعد رئيس حزب حماة الوطن، إلى أن مؤسسة الأزهر الشريف أسهمت بشكل كبير في تعزيز العلاقات بين مصر والدول العربية من خلال استقباله آلاف الطلاب الوافدين، وإتاحة الفرصة لهم لدراسة العلوم الإسلامية في أروقة جامعته العريقة، مؤكداً أن هذا يعمق العلاقة بين مصر والدول الأخرى.
أما لسان موكوفه لامبار، وزير المياه والغابات والصيد بجمهورية أفريقيا الوسطى، فقد أكد تطلع بلاده إلى دور أكبر للأزهر في دعم الاستقرار والسلام لجميع المواطنين، معربًا عن امتنان بلاده لما قدمه الأزهر من جهود في المصالحة الوطنية هناك، وإرسال قوافل إغاثية وسلام، التي قدمت المساعدات لدعم أبناء أفريقيا الوسطى.

من جانبه، أكد سامح شكري، وزير الخارجية السابق، أن الأزهر يقوم بدور مهم في مكافحة الأفكار المتطرفة التي تشوه حقيقة الدين الإسلامي، وشدد شكري على أن الأزهر الشريف يعد أهم أدوات القوة الناعمة لمصر على المستوى الدولي، حيث يقوم بإرسال المبعوثين إلي مختلف دول العالم كما يستقبل سنويًا آلاف الطلاب الوافدين لنقل الفكر الإسلامي الصحيح إلى بلدانهم.
تعزيز التعاون مع أفريقيا
وفي السياق ذاته، أعرب النائب طارق رضوان، رئيس لجنة الشؤون الأفريقية بمجلس النواب، عن تقديره لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، لاهتمامه بالقارة الأفريقية، مشيرًا إلى أن تشكيل لجنة مختصة بالشؤون الأفريقية داخل الأزهر يعكس حرص المؤسسة على تعزيز الروابط مع دول القارة وعلمائها.
على صعيد آخر، قال القس جيري كيباربارا، رئيس مجلس كنائس أفريقيا، إن الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب يبذل جهودًا كبيرة من أجل ترسيخ ثقافة التعايش السلمي والحوار بين الأديان، وهو من الشخصيات الرائدة عالميًا في نشر قيم التسامح والسلام، التى تسعى لتقديم الصورة الحقيقية لرجل الدين الحكيم الذى يبذل جهداً مضنياً لإحلال السلام فى العالم أجمع.

أما السفير محمد حاجي حمزة، سفير تنزانيا بالقاهرة، فقد أكد أن منهج الأزهر الشريف التعددي، لم يقتصر تأثيره على مصر فقط، بل امتد ليشمل أفريقيا بأكملها، حيث ساهمت مناهجه التعليمية في استقرار المجتمعات، كما لعب دورًا حيويًا في نشر الإسلام الوسطي عبر مبعوثيه في القارة، إلى جانب استقباله للطلاب الأفارقة للدراسة بالأزهر.