رسالة دكتوراه بإعلام الأزهر توصي بمدونة سلوك لتغطية الهجمات الإرهابية.. تفاصيل
نوقشت بقسم الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام جامعة الأزهر، رسالة العالِمية (الدكتوراه) المقدمة من الباحث أحمد بركات أحمد موسى، المدرس المساعد بالكلية، ومدير المركز الإعلامي بمشيخة الأزهر، تحت عنوان: «تغطية الفضائيات الأمريكية للحوادث الإرهابية على دور العبادة في ضوء نظريات التحيُّز الإعلامي»، وأوصت لجنة المناقشة والحكم بمنح الباحث رسالة العالِمية (الدكتوراه) بتقدير مرتبة الشرف الأولى مع التوصية بالطبع والتبادل بين الجامعات المصرية والعربية.
وقد تشكلت لجنة المناقشة والحكم على الرسالة من كلٍّ من:
- الدكتور محمود عبد العاطي مسلم، أستاذ ورئيس قسم الإذاعة والتليفزيون بالكلية (مشرفًا).
الدكتور عرفة عامر، أستاذ الإذاعة والتليفزيون، والوكيل الأسبق لكلية الإعلام (مناقشًا داخليًّا).
الدكتورة الأميرة سماح فرج، أستاذ الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة، وعميدة كلية الإعلام جامعة سيناء (مناقشًا خارجيًّا).
وأكد الباحث أحمد بركات موسى، أنه قام بتحليل معالجة قناتي «CNN وفوكس نيوز» لحادث الهجوم على مسجدَين بمدينة كرايستشيرش بنيوزيلاندا، والذي وقع في ١٥ من مارس ٢٠١٩م، وراح ضحيته ٥١ شخصًا.
التغطية المتعلقة بالتوجهات الأيديولوجية والحزبية
وأوضح أن الدراسة خلصت إلى مجموعة من النتائج والتوصيات من أبرزها: تأثر التغطية الإخبارية المتعلقة بحادث نيوزيلندا في القناتين محل الدراسة، بالتوجهات الأيديولوجية والحزبية التي تتبنى كلُّ قناة نشرها وترويجها؛ وظهر ذلك من خلال تصنيف CNN للحادث كهجوم إرهابي منذ اللحظات الأولى، وإبراز الأبعاد الإنسانية في التغطية الإخبارية من خلال التركيز على القصص الإنسانية وتواجد الأطفال، واستضافة عديدٍ من الناجين وشهود العيان والضيوف المسلمين، وإرسال فريق ميداني لتكثيف التغطية الإخبارية.
كما توصَّلت الدراسة إلى توظيف CNN الحادث لمهاجمة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال فترة رئاسته الأولى، والمطالبة بإجراء تعديلات جوهرية على التعديل الثاني بدستور الولايات المتحدة المتعلق بحيازة الأسلحة وحملها، بالإضافة إلى الهجوم على جماعات تفوق العِرق الأبيض والقوميَّة البيضاء، وإبراز ارتباطها بالأحزاب اليمينية داخل الولايات المتحدة وأوروبا، وإرجاع السبب في تصاعد أنشطتها الإرهابية إلى الخطابات المتطرفة لبعض القادة السياسيين، إضافة إلى ضعف التعامل الأمني معها مقارنة بالجماعات الإرهابية الأخرى كداعش والقاعدة.
وأكَّد الباحث من خلال الدراسة، تجاهل قناة «فوكس نيوز» تصنيف الحادث بوصفه هجومًا إرهابيًّا، خلال التغطيات الأولى، وتركيزها على وصفه ب«حادث إطلاق نار جماعي داخل مسجدين»، على الرغم من توافر الأدلة والبراهين لتصنيفه بالإرهابي؛ من خلال تصريحات رئيسة الوزراء ومسئول الشرطة النيوزيلاندية، ومن خلال المذكرات التي نشرها منفذ الحادث، والفيديو الذي بثه على مواقع التواصل الاجتماعي أثناء قتل المصلين داخل المسجدين؛ حيث يأتي هذا التوجُّه متسقًا مع توجهات القناة في التعامل مع قضايا العنف والتمييز ضد المسلمين والمهاجرين.
وتوصَّلت الدراسة إلى توظيف «فوكس نيوز» الجزء الأكبر من تغطيتها للحادث للدفاع عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ووصفت محاولات الزَّجِّ باسمه في حادث كرايستشيرش ب«تكتيكات سياسية يسارية»؛ لتحقيق مكاسب حزبية، وإجراء تغييرات فيما يتعلق بالتعديل الثاني للدستور الأمريكي، كما قللت القناة من خطورة جماعات تفوق العرق الأبيض، وانتقدت المبالغة في تصويرها كتهديد للأمن القومي الأمريكي، وقامت القناة بتوظيف إطار «المسؤولية الاجتماعية» للتركيز على دور الأفراد في رفض أي ربط لمنفذ الحادث بالرئيس الأمريكي ترامب، والمبالغة في تداول هذه التصريحات على الأمن القومي للبلاد وتأثيراتها في خلق «فوضى عارمة» كالتي حدثت بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر.
وتوصل الباحث في نهاية رسالته من خلال تحليله إلى مدونة سلوك مهنية وأخلاقية لتغطية الحوادث الإرهابية التي تستهدف دور العبادة، ضمنت ٢٠ توصيةً عمليَّة ومعيارًا أخلاقيًّا لتحسين الممارسة الإعلامية والصحفية في تغطية الحوادث الإرهابية بشكل عام، وبخاصة التي تستهدف دور العبادة، حيث أوصت لجنة الحكم والمناقشة بضرورة تبني الهيئات والمجالس الإعلامية لهذه المدونة.
