هل لمس المرأة ينقض الوضوء؟ دار الإفتاء توضح الحكم الشرعي

يُعدّ موضوع “هل لمس المرأة ينقض الوضوء؟” من القضايا الفقهية التي أثارت جدلاً واسعاً بين العلماء والفقهاء منذ قرون، وما زالت تثير تساؤلات المسلمين حتى يومنا هذا، خاصة في ظل التباين بين المذاهب الفقهية وتعدد الآراء والاجتهادات حول هذه المسألة.
فبينما يرى بعض العلماء أن مجرد لمس المرأة، سواء بشهوة أو بغير شهوة، ينقض الوضوء، يؤكد آخرون أن النية والشهوة هما الفيصل في هذا الحكم. وتعود جذور هذا الخلاف إلى تفسيرات مختلفة للآية القرآنية:
“أو لامستم النساء فلم تجدوا ماءً فتيمموا” [النساء: 43]، حيث اعتبر بعض الفقهاء أن “الملامسة” تعني اللمس الحسي، في حين فسرها آخرون على أنها كناية عن الجماع.
في المذهب الشافعي، يُعتبر لمس المرأة بدون حائل ناقضًا للوضوء، سواء كان بشهوة أو بدون، ما لم تكن من المحارم. أما في المذهب الحنفي، فلا يُنقض الوضوء باللمس إلا إذا اقترن بشهوة، وحتّى في هذه الحالة لا يكون اللمس ناقضًا قطعًا بل موضع خلاف. في حين يرى المالكية أن اللمس لا ينقض الوضوء إلا إذا كان بشهوة
وفي بيان رسمي، أوضحت دار الإفتاء المصرية أن الصحيح والراجح الذي تميل إليه هو أن “مجرد لمس المرأة لا ينقض الوضوء إلا إذا اقترن بشهوة وخرج منه شيء”، مستندة في ذلك إلى فتاوى كبار العلماء وتيسيرًا على الناس في عباداتهم.
الحدود بين المرأة والرجل في الإسلام:
1. مبدأ الحشمة والستر:
الإسلام يولي أهمية كبيرة للحياء والستر، ويأمر كلا الجنسين بغض البصر وحفظ الفروج، كما في قوله تعالى:
“قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم” (النور: 30).
2. الاختلاط المشروع والمقيد:
يسمح الإسلام بالاختلاط في حدود الشرع، مثل العمل، الدراسة، والتعاملات الضرورية، لكن مع الالتزام بضوابط الحشمة والآداب.
3. الابتعاد عن المواجهة والتلامس غير الضروري:
حرّم الإسلام اللمس غير الضروري بين الرجال والنساء الذين ليسوا محارم، حفاظاً على الطهارة والنقاء.
4. اللباس المحتشم:
على المرأة والرجل ارتداء الملابس التي تغطي العورة، وتجنب الزينة المفرطة التي قد تثير الفتنة.
5. الحديث بلباقة وبعيدة عن الاستفزاز:
أوصى النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالتحدث إلى الجنس الآخر بأسلوب محترم بعيد عن المزاح أو الكلام غير اللائق.
6. تحديد العلاقة بالضرورة الشرعية:
التفاعل بين الرجل والمرأة يجب أن يكون في إطار الضرورة، كالعمل، التعليم، أو المعاملات الشرعية، وليس للهو أو الترفيه.
7. الحفاظ على الحدود الشرعية في أماكن العبادة:
مثل المساجد، حيث يتم فصل أماكن الصلاة بين الرجال والنساء، للحفاظ على الخشوع والطهارة.
8. أهمية النية والتقوى:
الحفاظ على الحدود لا يقتصر على المظاهر فقط، بل يرتبط بالقلب والنية، فالتقوى تقي من تجاوز هذه الحدود.
9. الاستعانة بالعلماء والفتاوى في المواقف المعقدة:
في حالات معينة، يجب الرجوع للعلماء لفهم الحدود الشرعية بما يتناسب مع الواقع المعاصر