هامان.. من وزير فرعون إلى رمز للطغيان في القرآن الكريم

في سياق تاريخ الطغاة الذين وقفوا في وجه الحق، تأتي قصة هامان وزير فرعون، الذي كان له دور بارز في دعم الظلم والفساد في أرض مصر القديمة، والتي ورد ذكرها في القرآن الكريم في سورتي القصص وغافر.
كان هامان أحد أبرز الشخصيات التي تملّكت السلطة في عهد فرعون، وهو الذي لعب دورًا كبيرًا في مساندة فرعون في محاربة دعوة موسى عليه السلام. كان هامان يمثل إحدى القوى التي استمدّت قوتها من الفساد والطغيان، وسعى إلى محاربة دعوة التوحيد التي دعا إليها موسى عليه السلام. فقد كان فرعون وحاشيته في حالة من الرفض الشديد لأي دعوة للحق، وكانوا يشككون في رسائل الأنبياء ويمارسون اضطهادًا واسعًا ضد المؤمنين بالله.
دوره في معركة الحق والباطل
من أبرز المواقف التي وردت عن هامان في القرآن الكريم، هو موقفه الرافض لدعوة موسى عليه السلام. فعندما أظهر موسى عليه السلام معجزاته، وبدأ يدعو فرعون وقومه إلى عبادة الله وحده وترك ظلمهم، كان هامان في صف فرعون، مساندًا له في محاربة هذه الدعوة. فقد كان في نظره، أن أي تهديد لحكم فرعون يجب محاربته بأي ثمن، حتى وإن كان ذلك يعني محاربة الأنبياء واستهزاء بالآيات التي جاء بها موسى.
في قوله تعالى في سورة القصص: “وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا ٱلْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَٰهِ غَيْرِي”، كان هامان جزءًا من هذا النظام الطاغي الذي لم يقبل بأن يكون هناك قوة دينية غير فرعون في الأرض.
هامان في القرآن
القرآن الكريم يذكر هامان في عدة مواضع، أبرزها في سياق محاكمة فرعون لموسى عليه السلام. في سورة القصص، يقال: “وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَٰمَانُ بْنِ لِي صُرْحًا لَّعَلِّيٓ أَبلُغُ ٱلۡأَسْبَابَ” (القصص: 38)، حيث طلب فرعون من هامان أن يبني له صرحًا عظيمًا كي يصل إلى السماء ويطلع على إله موسى، وهو نوع من الاستكبار والغرور.
أما في سورة غافر، فيقول تعالى: “وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَٰمَانُ قِدۡرٍۢ مِّنَ ٱلطِّينِ لَّعَلَّنِيٓ أَبُلُغُ ٱلۡأَسْبَابَ” (غافر: 36)، في إشارة أخرى إلى محاولات فرعون وهامان للتشبث بقوة الأرض والسلطة دون التفكر في الحق.
نهاية الطغيان
كان مصير هامان وفرعون في النهاية هو الهلاك. ففي حين أن فرعون وهامان استمرا في الظلم والبطش، فإنهما لم ينجحا في مواجهة قوة الله عز وجل. فبينما كان فرعون يتمادى في طغيانه، هلك هو وقومه غرقًا في البحر بعد أن مرّ بهم موسى ومن آمن معه