عاجل

هل نزف القليل من الدم يبطل الوضوء؟ دار الإفتاء توضح الحكم الشرعي

بطلان الوضوء
بطلان الوضوء

يعد الوضوء من شروط صحة الصلاة في الإسلام، حيث يترتب على بطلان الوضوء بطلان الصلاة. وقد يتساءل المسلمون عن حكم نزف الدم، سواء كان قليلاً أو كثيرًا، وهل يبطل الوضوء أم لا. وقد تناول الفقهاء هذه المسألة في كتبهم استنادًا إلى الأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، بالإضافة إلى الآراء المعاصرة التي تؤخذ من هيئات الفتوى، مثل دار الإفتاء المصرية.

الأدلة من القرآن الكريم

القرآن الكريم لم يذكر بشكل صريح نزف الدم وابطال الوضوء، لكنّه تحدث عن الطهارة بشكل عام. ففي قوله تعالى:
“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَىٰ الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَىٰ الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَىٰ الْكَعْبَيْنِ” (المائدة: 6).
هذه الآية تأمر المسلمين بالوضوء قبل الصلاة، وتستدعي عدم وجود أي حدث مفسد للوضوء لكي تتم الصلاة بشكل صحيح. وهو ما يثير السؤال حول تأثير نزف الدم على الوضوء، والذي يُعتبر حدثًا يُفسد الطهارة في الغالب.

الأدلة من السنة النبوية
• عن عبدالله بن عباس رضي الله عنه قال:
“من أحدث حدثًا فليتوضأ” (رواه البخاري).
هذا الحديث يشمل جميع الأحداث التي تفسد الوضوء، بما في ذلك نزف الدم، سواء كان قليلاً أو كثيرًا.
• حديث عائشة رضي الله عنها قالت:
“أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا وضوء إلا من حدث” (رواه مسلم).
يوضح هذا الحديث أن كل خروج للحدث، بما في ذلك نزيف الدم، يؤدي إلى بطلان الوضوء.

أدلة فقهية من المذاهب
• المذهب الحنفي:
في المذهب الحنفي، يُشترط أن يكون الحدث مفرطًا وكبيرًا لكي يبطل الوضوء. وبالتالي، نزيف الدم القليل أو الجرح الصغير لا يُبطل الوضوء، ما لم يكن النزيف مستمرًا أو مفرطًا.
• المذهب المالكي والشافعي:
في المذهبين المالكي والشافعي، يُعد أي نزيف من الدم، سواء كان قليلاً أو كثيرًا من أماكن مكشوفة مثل اليد أو الوجه، مفسدًا للوضوء ويستدعي إعادة الطهارة.

رأي دار الإفتاء المصرية

فيما يتعلق برأي دار الإفتاء المصرية، أكدت دار الإفتاء في العديد من فتاواها أن خروج الدم من الجسم يعتبر حدثًا مفسدًا للوضوء، سواء كان النزف قليلاً أو كثيرًا. وقد ورد في فتوى رسمية للدار:
“إن خروج الدم من الجسم يعتبر مفسدًا للوضوء، ولا فرق بين القليل والكثير، لأن ما يخرج من الإنسان يعد حدثًا مفسدًا للوضوء.”

وأكدت دار الإفتاء على ضرورة الوضوء عند نزف الدم، مشيرة إلى أنه في حال وجود حالات طارئة أو مرضية قد يكون النزيف بسيطًا ولا يستدعي إعادة الوضوء بشكل فوري إذا لم يستمر، لكن من الأفضل للمسلم إعادة الطهارة بشكل سريع لتجنب بطلان الصلاة.

الإجماع الفقهي

اتفق علماء المسلمين على أن نزف الدم يُعد حدثًا مفسدًا للوضوء. على الرغم من اختلاف المذاهب في تفاصيل الحكم حول النزف القليل، إلا أن الأكثرية متفقة على أنه بمجرد خروج الدم من الجسد، سواء كان بسيطًا أم لا، يجب على المسلم إعادة الوضوء قبل أداء الصلاة

تم نسخ الرابط