في تصريح خاص لنيوز رووم..
رامي زهدي : الجمارك الأمريكية تهدد صادراتنا لكنها تفتح بابًا لأفريقيا
تعقيبًا على قرارا ترامب الأخيرة قال الدكتور رامي زهدي، خبير الشؤون الإفريقية، إن قرار الولايات المتحدة الأمريكية بفرض جمارك بنسبة 10% على الواردات المصرية يمثل تحديًا كبيرًا، لكنه في الوقت ذاته قد يحمل فرصة حقيقية لإعادة النظر في خريطة التصدير المصري وتنويع الأسواق، خاصة في اتجاه القارة الإفريقية وآسيا.
توقيت مفاجئ وتأثيرات واسعة
وأضاف زهدي في تصريح خاص لـ “ نيوز رووم ” ، أن التمهيد للقرارات الأمريكية كان واضحًا منذ فترة، إلا أن القرار جاء بشكل مفاجئ من حيث توقيته وتفاصيله النهائية، لافتًا إلى أن هذه الخطوة سيكون لها تأثيرات واسعة على عدد من القطاعات المصرية، وفي مقدمتها الزراعة والصناعة، خاصة أن السوق الأمريكي يُعد من أبرز الوجهات التصديرية للمنتجات المصرية، حيث بلغت صادرات الملابس والمنسوجات وحدها ما يزيد عن 1.1 مليار دولار في عام 2023، فضلًا عن صادرات زراعية رئيسية مثل البرتقال والعنب والبطاطس.
تهديد لحصة مصر في السوق الأمريكي
وأشار خبير الشؤون الإفريقية إلى أن زيادة التعريفات الجمركية ستؤدي إلى ارتفاع تكلفة المنتجات المصرية داخل السوق الأمريكي، وهو ما سينعكس على تنافسيتها مقارنة بمنتجات دول أخرى، ويُهدد بالتالي حصص مصر التصديرية في هذا السوق الحيوي، سواء بالنسبة للمصدرين المصريين أو لشركائهم من التجار والمستوردين الأمريكيين.
إفريقيا وآسيا بديل استراتيجي
وأكد زهدي أن التحديات الكبرى كثيرًا ما تُنتج الفرص الأهم، مشددًا على ضرورة تحويل هذا الموقف إلى فرصة لإعادة توجيه الصادرات المصرية نحو أسواق بديلة، في مقدمتها القارة الإفريقية والدول الآسيوية، التي تُظهر طلبًا متزايدًا على المنتجات الزراعية المصرية.
منتجات مصرية ذات قدرة تنافسية عالية
وأوضح رامي زهدي، أن مصر تمتلك ميزة تنافسية قوية في العديد من المحاصيل والمنتجات الزراعية مثل البطاطس، والعنب، والبصل، والرمان، والفراولة، والنباتات العطرية والطبية، والزهور، والحمضيات، فضلًا عن الخضروات والفواكه سواء الطازجة أو المجمدة أو المجففة أو المُصنّعة، مؤكدًا أن هذه المنتجات تحظى بقبول واسع في عدد كبير من الأسواق الإفريقية والآسيوية.
أرقام تصديرية مشجعة للأسواق البديلة
وكشف زهدي أن الصادرات الزراعية المصرية إلى إفريقيا بلغت نحو 63 مليون دولار في موسم 2022/2023، بينما تجاوزت الصادرات إلى الدول الآسيوية 367 مليون دولار، مشيرًا إلى وجود فرص كبيرة للنمو والتوسع في أسواق مثل الصين والهند وبنجلاديش، إلى جانب العديد من دول القارة الإفريقية.
التنويع ضرورة وليس رفاهية
وأضاف أن تنويع الأسواق لا يجب أن يكون بديلًا مؤقتًا عن السوق الأمريكي، بل يجب أن يمثل استراتيجية تصديرية طويلة المدى، تستند إلى فهم دقيق لاحتياجات كل سوق، ومتطلبات الجودة، وذوق المستهلك، بالإضافة إلى دراسة عميقة لجوانب النقل واللوجستيات، مؤكدًا أن السعر لم يعد العامل الوحيد في المنافسة العالمية.
أهمية الاتفاقيات التجارية الإفريقية
وشدد زهدي على أهمية تفعيل الاتفاقيات التجارية التي تربط مصر بدول القارة، وعلى رأسها اتفاقية الكوميسا واتفاقية التجارة الحرة القارية، موضحًا أن هذه الاتفاقيات تتيح مزايا جمركية وتفضيلية يمكن أن تسهم بشكل مباشر في دعم الحضور المصري داخل الأسواق الإفريقية.
دعم حقيقي للمصدرين والمزارعين
ودعا خبير الشئون الإفريقية الحكومة المصرية إلى تقديم الدعم الفني والمالي اللازم للمصدرين المصريين، لا سيما صغار ومتوسطي المزارعين، مطالبًا بتعزيز التعاون مع الخبراء المحليين والدوليين، وتطوير سلاسل الإنتاج والتوزيع، إلى جانب دعم القطاع الخاص وتشجيع الصناعات المرتبطة بالزراعة، مثل التصنيع الزراعي والحيواني، لما لها من قدرة على تحقيق قيمة مضافة وتعزيز تنافسية الصادرات المصرية.
هيكلة منظومة التصدير المصري
وأكد رامي زهدي في ختام تصريحاته أن قرار الولايات المتحدة بفرض الجمارك قد يكون صعبًا، لكنه يشكّل دافعًا مهمًا لإعادة هيكلة منظومة التصدير المصري، وتنويع الشراكات التجارية، وتقليل الاعتماد على سوق واحد. وأضاف أن حجم التصدير المصري – سواء للولايات المتحدة أو إفريقيا وآسيا – لا يزال أقل بكثير من الإمكانيات الحقيقية المتوفرة، وأقل مما ينبغي أن تكون عليه الصادرات من حيث الكم والتنوع، ما يستوجب تحركًا سريعًا واستراتيجية متكاملة لزيادة الحصة المصرية من التجارة العالمية.
