خبير سياسي: 3 أسباب دفعت ترامب لفرض الرسوم الجمركية /فيديو

قال الدكتور أشرف سنجر، خبير السياسات الدولية، إن فرض الرسوم الجمركية من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان خيارًا سهلًا لكنه يثير العديد من التساؤلات حول جدواه على المدى الطويل.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة كانت تمتلك مميزات نسبية في التجارة الدولية، خاصة في قطاعات مثل الصناعات العسكرية، التكنولوجية والطبية، ولكن مع التقدم الكبير الذي حققته دول مثل الصين وأوروبا في هذه الصناعات، شعر ترامب أن الولايات المتحدة بدأت تفقد هذه المزايا.
وأكد سنجر، خلال مداخلة على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن ترامب لجأ إلى السياسات الحمائية التقليدية في محاولة لتوطين الصناعات في أمريكا، مشيرًا إلى أن هذا قد يتسبب في ارتفاع الأسعار على المواطن الأمريكي في فترة الانتقال، حيث ستواجه السلع ارتفاعًا في أسعارها نتيجة لارتفاع تكاليف الإنتاج في الولايات المتحدة.
قرارات ترامب تهز التجارة العالمية
وأضاف أن مجلس الشيوخ الأمريكي تدخل لإيقاف الحرب التجارية مع كندا، خاصة أن حجم التبادل التجاري بين الولايات المتحدة وكندا لا يشكل تهديدًا كبيرًا، معتبرًا أن القرارات التي اتخذها ترامب قد هزت التجارة العالمية، وطرح تساؤلات حول ما إذا كانت هذه السياسات الاقتصادية ستنجح في تحقيق رفاهية للمواطن الأمريكي في المدى القصير، خصوصًا إذا كانت هناك زيادة كبيرة في الأسعار.
وأوضح أن ترامب اعتمد على القوة العسكرية للولايات المتحدة لتدعيم مصالحها الاقتصادية، وهو ما تجلى في فرض رسوم جمركية على الدول مثل الصين والاتحاد الأوروبي، كما لفت إلى أن هذه السياسات قد تكون انتقامية، خاصة في ضوء الحرب الروسية الأوكرانية، وقد تؤدي إلى تهديد العلاقات الأمريكية مع حلفائها التقليديين في أوروبا وكندا.
وفي سياق متصل، أكد الدكتور محمد أنيس، الخبير الاقتصادي أن الرسوم الجمركية المفروضة على الصين هو استهداف أمريكي مباشر للصين لمنع تحولها إلى قوى عظمى على اعتبار أنها القوى العظمى الصاعدة التي تنافس الولايات المتحدة الأمريكية.
وأوضح أنيس، خلال اتصالٍ هاتفيٍ على قناة اكسترا نيوز، اليوم الخميس، أن الاستهداف المباشر لصادرات الصين إلى الولايات المتحدة برفع قيمة الضرائب الجمركية المفروضة على المنتجات الصينية؛ يرجع لأن أكثر من 300 مليار دولار من العجز التجاري في الميزان التجاري الأمريكي لصالح الصين.
وأشار إلى ان الصين تمتلك قدرة صناعية كبيرة وفي المقابل الولايات المتحدة لديها قدرة استهلاكية كبيرة ما يعطي السوق الأمريكي القدرة على استيعاب الإنتاج الصناعي الصيني.
انخفاض الاستهلاك الأمريكي للمنتجات الصينية
ونوه على أن ارتفاع قيمة الضرائب الجمركية على الصين سيؤدي بالتبعية لارتفاع أسعار المنتجات الصينية في السوق الأمريكي وبالتالي سيؤثر على الاستهلاك الأمريكي لهذه المنتجات.
وذكر أن الصين تسعى لعدم التصعيد لغوياً وإنما تلجأ إلى الانفتاح على العالم والسوق العالمي، كإجراء مضاد لإجراءات الولايات المتحدة الحمائية الانعزالية، والذي يعتبر الحل الوحيد للصين للخروج من هذا المأزق الأمريكي.
وأردف أن هذه الإجراءات هي أدوات اقتصادية مسيسة تلجأ إليها الولايات المتحدة لتقويض الصين ومنع تحولها إلى قوى عظمى.
تفاوت النسب الجمركية المفروضة
وقال إن النسب الجمركية المتفاوتة التي فرضتها الولايات المتحدة تكشف عن نيتها الاستهدافية السياسية الاستراتيجية تجاه الصين وفي المقابل الاستهداف التجاري للاتحاد الأوروبي وكندا والمكسيك من خلال مزيد من المرونة في التعاملات التجارية بينهم.
ولفت إلى تأثير هذه الإجراءات على الدول النامية وأنه ستشهد هذه الدول اضطراباً اقتصادياً ستضح ملامحه من خلال ارتفاع مستويات التضخم وارتفاع نسبة البطالة وانخفاض معدلات النمو والناتج القومي في الدول النامية.