عالم أزهري: المرونة الشرعية تحسم الجدل حول زكاة الفطر مالا أو إطعام /فيديو

استضاف برنامج "صباح البلد" على قناة "صدى البلد" فضيلة الدكتور السيد النجم، عالم من علماء الأزهر الشريف ، في فقرة تناولت أحكام زكاة الفطر قبيل عيد الفطر المبارك.
وجاء اللقاء لتبديد اللبس حول الخلاف الدائر كل عام حول شكل إخراج الزكاة، سواء كانت عينًا (طعامًا) أو نقدًا، مع التأكيد على دورها في تحقيق التكافل الاجتماعي.
مقاصد زكاة الفطر:
أكد الدكتور النجم أن زكاة الفطر لها بعدان روحي واجتماعي، مستشهدًا بقوله تعالى في سورة التوبة: "خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا".
وأوضح أن الزكاة "تطهر مال الغني وتزيده بركةوتطهر نفس الفقير من مشاعر الحقد، وتحقق له الكفاية في يوم العيد، حيث تعزز أواصر المحبة بين أفراد المجتمع، مصداقًا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ كَمَثَلِ الْجَسَدِ الْوَاحِدِ".
الخلاف المعتاد كل عام “هل إخراج الطعام أم النقود؟”
أشار النجم إلى وجود مدرستين فقهيتين في هذه المسألة:
مدرسة النص: تلتزم بما ورد في الحديث عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم فرض زكاة الفطر "صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ بُرٍ".
مدرسة المقاصد: ترى أن المقصد الأساسي هو "إغناء الفقير" وبالتالي يجوز إخراج القيمة النقدية التي تمكنه من سد احتياجاته، خاصة في العصر الحديث حيث قد لا يحتاج إلى الطعام فقط، بل إلى أدوية أو ملابس أو مصاريف مدرسية.
رأي الأزهر ودار الإفتاء المصرية
وأوضح الدكتور النجم أن دار الإفتاء المصرية والأزهر الشريف يريان أن إخراج القيمة النقدية اليوم هو الأصلح مستندين إلى:
- واقع المعيشة: حيث قد يضطر الفقير لبيع الطعام بثمن أقل لشراء ما يحتاجه.
- أقوال العلماء: مثل الإمام البخاري الذي أشار إلى جواز إخراج القيمة، وكذلك بعض الصحابة والتابعين .
- المرونة الشرعية: بحيث لا يتحول الخلاف إلى فرقة، مؤكدًا أن "لا يُنْكَرُ الْمُخْتَلَفُ فِيهِ".
اختتم النجم حديثه بأهمية الحرص على مقصد الزكاة وهو إدخال الفرحة على الفقراء، وعدم تحويل المسألة إلى خلاف، فمن أخرج طعامًا فلا يُنكر على من أخرج نقودًا، والعكس صحيح، وشدد على الالتزام بقيمة الزكاة التي تعلنها الجهات الرسمية (كالأزهر) لضمان تحقيق الكفاية.