عاجل

حالة جدل جديدة.. مسلسل “لام شمسية” ينتقد "التعليم المنزلي" وخبيرة تربوية تعترض.

لام شمسية
لام شمسية

التعليم المنزلي في مسلسل لام شمسية

أثار مسلسل “لام شمسية” حالة كبيرة من الجدل على السوشيال ميديا، وذلك لما تضمنه من قضايا حيوية ومهمة بالنسبة للكثير من الأشخاص، منها التعليم المنزلي وأثره على السلوك الإجتماعي للأطفال.

حيث علقت نيللي علي، مُحاضر في حقوق الأطفال، على مسلسل لام شمسية الذي يعرض ضمن دراما ٢٠٢٥، قائلة:" مسلسل لام شمسية هو عمل فني عظيم بجد، لكن بصراحة، الهجوم الصريح على التعليم المنزلي في المشهد اللي الإخصائي النفسي بيقول للطفل (إن التعليم في البيت معناه إنه مش هيعرف يكون صداقات ومش هيتعلم يتعامل اجتماعيًا, شيء حزين."


أضافت نيللي علي عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الأجتماعي الفيسبوك قائلة:"زعلت جدًا إن الرسالة المُقدمة عن التعليم المنزلي،  اتقدمت بالشكل ده، خصوصًا وإن في ناس كتير من اللي شاركوا في مسلسل لام شمسية أصحابي، وعارفين كويس إن الكلام ده مش حقيقي، علشان كده، حابة أشارك رأيي في اللي اتقال في المشهد ده."

كتبت في منشورها:"فكرة إن المدرسة هي أحسن مكان لتنشئة الطفل اجتماعيًا دي فكرة قديمة وضيقة جدًا، ومش بتعكس فهم حقيقي للطفولة، الحقيقة إن المدرسة غالبًا بتكون أكتر بيئة غير طبيعية الطفل ممكن يتحط فيها، ومش بتأهله إنه يشارك في مجتمع متنوع وديمقراطى فعلًا."، والتعليم المنزلي مناسب لعدد كبير من الحالات.

 

١٢ سببًا يثبتون أن المدرسة ليست المكان الأمثل للتفاعل الاجتماعي الحقيقي

 

1. تجميع غير طبيعي: في المدرسة، يُجبر الأطفال على التواجد مع ٣٠ طفلاً آخر في نفس العمر والمرحلة الدراسية، وهو سيناريو نادراً ما يحدث خارج أسوار المدرسة، في الحياة الواقعية، يتفاعل الإنسان مع أشخاص من أعمار وخلفيات متنوعة، مما يثري خبراته الاجتماعية، أما المدرسة فتعزل الطفل في فقاعة عمرية واحدة، مما يحدّ من تعرضه لتنوع حقيقي، لذلك التعليم المنزلي قد يكون الخيار الأفضل.

 

2. نقد فوكو: كما رأى الفيلسوف ميشيل فوكو، فإن المدارس تُصمم على غرار السجون والمصانع، بهيكل قائم على المراقبة والانضباط، الإبداع يُقمع، والفضول يُعاقب، والطاعة تُكافأ. هل هذه "تنشئة اجتماعية" أم ترويض؟ الطفل يتعلم الخضوع للسلطة، لا التفاعل الحر مع المجتمع، أما التعليم المنزلي قي بيئة آمنة.

 

3. نقص في التنوع: بالنسبة للعديد من الأطفال، المدرسة بيئة قاسية يعانون فيها من التنمر والتهميش تحت مبرر أنها "تجربة طبيعية"، لكن الدراسات تُظهر أن هذه التجارب تترك ندوباً نفسية طويلة الأمد، وتُضعف ثقة الطفل بنفسه وبالآخرين.

 

4. الطفل كمواطن: من منظور حقوق الطفل، الطفل ليس مشروع إنسان بالغ في المستقبل، هو كائن له حقوق الأن، التربية الأجتناعية الحقيقية لابد من أن تشمل مشاركة الطفل في إتخاذ القرار والتعبير عن رأيه، وهذا لا يحدث في المدارس بالشكل الكافي.

 

5. اللعب والتعلم الاجتماعي الحر: أغلب المهارات الاجتماعية تتكون من خلال اللعب الحر والتعامل في المجتمع، وليس من خلال حصص رياضيات وانجليزي، لكن اللعب في المدرسة يمنع أو يُعاقب عليه في بعض الأوقات.

 

6. الصداقات مقيدة ومراقبة: حتى الصداقات في المدرسة ليست طبيعية، الأطفال لا يكون امامهم اختيار " يقعدوا مع مين  أو إمتى، أو فين" لأن كل شئ له قانون وهذا يجعل  التفاعل بين الأطفال موجه ومحدود.

 

7. يقول علم اجتماع الطفولة إن الأطفال ليس سلبيين، لكنهم يشكلون عالمهم ويتفاعلوا معه، لكن المدرسة تعاملهم كأنهم يحتاجون التشكيل و الظبط و ليس كأنهم شركاء حقيقيين في الحياة.

 

8. التنمر وهيكل السلطة: المدرسة بالنسبة للكثير  من الأطفال بيئة قاسية، فيها تنمر واستبعاد وتصنيف مستمر، و هذه المشاكل  للأسف تعتبر “طبيعية” أو “جزء من النمو”، و هذا يضر الطفل نفسيًا واجتماعيًا.

 

9. المراقبة المستمرة: يصبح الطفل في المدرسة طوال الوقت تحت المراقبة من المدرسين، المشرفين، وحتى الكاميرات، ولا يوجد خصوصية، ولا حرية، و هذا  يؤثر  على تطوره النفسي وبناء ثقته في الناس.

 

10. قتل الاختلاف: المدرسة تركز على المعايير الموحدة، ولا تعطي  مساحة لاختلافات الشخصية، أو الخلفيات الثقافية، أو الاحتياجات المختلفة، الطفل المختلف يتوصف بالمشكلة" مش بيتفهم".

 

11. التنشئة الاجتماعية خارج المدرسة أغنى: في المجموعات المجتمعية، والتعليم المنزلي، والعلاقات العائلية، الطفل يتعرض لتنوع أكثر، و يكون لديه حرية إنه يتفاعل بطريقة إنسانية وطبيعية.

 

12. تجهيز الطفل لحياة الكبار..:"فين في الشغل أو الحياة هنطلب الإذن علشان نتكلم؟ أو نطلب نروح الحمام؟ أو نتعاقب علشان مقدرناش نقعد ساكتين 6 ساعات؟ المدرسة بتجهز الطفل للطاعة، مش للاستقلال والثقة بالنفس."


التنشئة الاجتماعية الحقيقية تعني التعايش مع الاختلاف، وليس التوحيد، إذا كنا نريد لأطفالنا أن يصبحوا بالغين أسوياء، فلنفتح لهم أبواب العالم الحقيقي، بدلاً من حبسهم في نظام لا يحترم فردانيتهم ولا يُعدهم للحياة خارج جدران الفصل .

تم نسخ الرابط