عاجل

هل إخراج الزكاة نقدًا بدعة؟.. الإفتاء توضح الحكم وموقف النبي الكريم

دار الإفتاء المصرية
دار الإفتاء المصرية

أجابت دار الإفتاء المصرية على سؤال حول حكم إخراج الزكاة نقدًا استنادًا للسنة النبوية.

وأوضحت أن إخراج الزكاة نقدًا أمرٌ أقرَّه الرسول صلى الله عليه وسلم، واستندت في ذلك إلى حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه حين بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن، حيث أمره بأخذ الزكاة من الأغنياء وردِّها على الفقراء، وكان معاذ يأخذ القيمة بدلًا من الأعيان عند الحاجة.

أدلة جواز إخراج الزكاة نقدًا

أكدت دار الإفتاء أن عدداً من الصحابة والتابعين عملوا بهذا الأمر، وهو ما يدل على جواز إخراج الزكاة بالقيمة، مستندين إلى الاختلاف في مقدار الزكاة تبعًا للأصناف، حيث أن النبي صلى الله عليه وسلم غاير بين المقدار الواجب من الأصناف المختلفة، فجعل من التمر والشعير صاعًا، ومن البر نصف صاع، وهو ما يدل على اعتبار القيمة الاقتصادية لهذه الأصناف في تحديد مقدار الزكاة، حيث كان البر أثمن من غيره في زمن النبي صلى الله عليه وسلم.

قاعدة "الترك ليس بحجة"

أوضحت دار الإفتاء أن ترك النبي صلى الله عليه وسلم لشيءٍ ما لا يعني عدم جواز فعله، وهو ما يؤكده علماء الأصول بقولهم: "الترك ليس بحجة"، أي أن ما لم يفعله النبي ليس بالضرورة ممنوعًا، خصوصًا إذا ثبتت المصلحة فيه أو ورد دليل عام يجيزه.

موقف الفقهاء من إخراج الزكاة نقدًا

أشارت دار الإفتاء إلى أن جمهور الفقهاء من الحنفية وبعض المالكية والشافعية والحنابلة أجازوا إخراج الزكاة نقدًا عند الحاجة، بينما رأى آخرون التقيُّد بإخراجها من عين الأصناف المذكورة في النصوص الشرعية.

الهدف من إخراج الزكاة

أكدت دار الإفتاء، أن إخراج الزكاة يهدف إلى تحقيق مصلحة الفقراء، وفي بعض الأحيان يكون إخراجها نقدًا أنفع لهم من إخراجها على هيئة طعام أو سلع، ما يجعل العمل برأي القائلين بجواز إخراج القيمة أمرًا يتوافق مع روح الشريعة ومقاصدها.

وأشارت إلى أن إخراج الزكاة نقدًا ليس بدعة، بل هو اجتهاد مشروع أقرَّه الرسول صلى الله عليه وسلم وعمل به الصحابة والتابعون، تحقيقًا لمصلحة المسلمين.

تم نسخ الرابط