عاجل

دارالإفتاء تحسم الجدل: يجوز إعطاء أموال الزكاة لغير المسلمين المحتاجين

دار الافتاء
دار الافتاء

 


تتجدد التساؤلات حول مدى جواز إعطاء أموال الزكاة لغير المسلمين. وبينما يعتقد البعض أن الزكاة تُمنح للمسلمين فقط، أكدت دار الإفتاء المصرية أن المساعدة تمتد إلى كل المحتاجين، بغض النظر عن ديانتهم، تحقيقًا لمقاصد الشريعة الإسلامية في التكافل والعدالة الاجتماعية.

دار الإفتاء: الزكاة تشمل غير المسلمين المحتاجين

 

حسمت دار الإفتاء المصرية الجدل حول هذه القضية، حيث أوضحت في بيان رسمي أن إعطاء أموال الزكاة لغير المسلمين المحتاجين أمر جائز شرعًا. وأشارت الدار إلى أن الشريعة الإسلامية تدعو إلى مساعدة الفقراء والمحتاجين دون تمييز، استنادًا إلى تفسير بعض الفقهاء لآية مصارف الزكاة، التي لم تحدد ديانة المستحقين.

موقف الفقهاء والتاريخ الإسلامي

 

أكدت دار الإفتاء أن هذا المبدأ كان معمولًا به في التاريخ الإسلامي، حيث خصص الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه جزءًا من أموال الزكاة لمساعدة الفقراء غير المسلمين، وهو ما تبنته مجموعة من كبار التابعين والفقهاء، مثل محمد بن سيرين والزهري وجابر بن زيد. كما أن الإمام زُفَر، أحد كبار فقهاء المذهب الحنفي، أيد هذا الرأي.

التكافل الاجتماعي في الإسلام

 

وأوضحت الإفتاء أن الإسلام يقوم على قيم الرحمة والتراحم، خاصة في أوقات الأزمات والكوارث، حيث يصبح دعم المحتاجين واجبًا إنسانيًا قبل أن يكون دينيًا. كما شددت على أن إعطاء غير المسلمين من أموال الزكاة يسهم في تحقيق السلم الاجتماعي والتعايش المشترك، ويعكس سماحة الإسلام في التعامل مع جميع أفراد المجتمع.

دعوة لمساعدة المحتاجين دون تمييز

في ختام بيانها، دعت دار الإفتاء إلى تعزيز قيم التضامن والتكافل، مؤكدة أن إعطاء أموال الزكاة لغير المسلمين المحتاجين لا يتعارض مع أحكام الشريعة الإسلامية، بل يعكس روحها الحقيقية التي تسعى إلى نشر الخير والعدالة بين جميع البشر.

مصارف الزكاة ورأي دار الإفتاء المصرية

 

حددت الشريعة الإسلامية ثمانية مصارف للزكاة، كما وردت في قوله تعالى:

“إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ” (التوبة: 60).

المصارف الثمانية للزكاة:
1. الفقراء: الذين لا يملكون ما يكفيهم لسد احتياجاتهم الأساسية.
2. المساكين: من لديهم دخل لكنه لا يكفيهم بشكل كامل.
3. العاملون عليها: الأشخاص المكلفون بجمع وتوزيع أموال الزكاة.
4. المؤلفة قلوبهم: الذين يراد تأليف قلوبهم للإسلام أو تثبيتهم عليه.
5. في الرقاب: تحرير الأرقاء والعبيد (لم يعد مطبقًا في العصر الحديث).
6. الغارمون: من تراكمت عليهم الديون ولا يستطيعون سدادها.
7. في سبيل الله: يشمل دعم الجهاد والدعوة الإسلامية، ووفقًا لبعض الفقهاء، قد يشمل المشاريع الخيرية والتعليمية.
8. ابن السبيل: المسافر المحتاج الذي انقطعت به السبل.

تم نسخ الرابط