كم عدد الطلقات التي يملكها الرجل وما أنواعها ولماذا الثالثة بائنة؟

أجابت دار الإفتاء المصرية على سؤال حول عدد الطلقات التي يملكها الرجل على زوجته، وما هي مشروعية الطلاق ومتى تكون الزوجة محرمة على زوجها؟
وكشفت دار الإفتاء في فتواها ":أن للرجل على زوجته ثلاث طلقات فقط وفق الشريعة الإسلامية، بحيث يجوز له الرجوع بعد الطلقتين الأولى والثانية. أما الطلقة الثالثة فهي فاصلة ولا تحل الزوجة لزوجها إلا بعد زواجها بآخر زواجًا صحيحًا، وذلك وفقًا للنصوص الشرعية الواضحة من القرآن الكريم والسنة النبوية.
ماهو عدد الطلقات في الإسلام
استدلت دار الإفتاء المصرية على عدد الطلقات التي يملكها الرجل على زوجته بقول الله تعالى:﴿الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ﴾ [البقرة: 229]
وأشارت دار الإفتاء إلى أن الآية القرآنية تبين أن الطلاق الرجعي يتاح مرتين فقط، مع إمكانية الرجوع للزوجة في فترة العدة. أما الطلقة الثالثة، فقد قال الله تعالى بشأنها:﴿فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ﴾ [البقرة: 230].
الحكمة من التشريع الإسلامي للطلاق
أشارت دار الإفتاء إلى أن الإسلام شدد على حماية الأسرة واستقرارها، فلم يجعل الطلاق متاحًا بلا قيود. بل قيدهم والطلقتان الأولى والثانية تمنح الزوجين فرصة للتراجع والإصلاح، بينما تعد الطلقة الثالثة نهاية للعلاقة الزوجية بشكل نهائي، مؤكدة أن هذا التشريع يأتي لتجنب الظلم وممارسات الجاهلية، حيث كان الطلاق يستخدم للإضرار بالمرأة بلا قيود.
وقالت إن الشريعة الإسلامية تهدف إلى الحفاظ على كرامة المرأة ومنع استخدامها كوسيلة للانتقام أو الأذى، حيث كان الطلاق في الجاهلية يستخدم كأداة لإلحاق الضرر بالمرأة، فيطلق الزوج زوجته ثم يعيدها، ليطلقها مرة أخرى قبل انتهاء العدة، مما يجعلها تحت رحمة طلاقه المستمر. وقد جاء التشريع الإلهي لفرض حد معين يوقف هذا العبث ويضع حلًا مرضيًا للطرفين.
اتفاق العلماء على الحكم الشرعي في الطلاق
وأكدت دار الإفتاء إلي أن علماء الأمة أجمعوا على أن الطلاق الشرعي للرجل لا يتجاوز ثلاث طلقات، واستدلت بما روى الإمام عبدالرزاق عن النبي ﷺ أنه قال:"إِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ هي الطلقة الثالثة".
مشيرة إلى أن هذا النظام من الطلاق لا يعني التسهيل في إنهاء العلاقة الزوجية، بل هو من أجل إعطاء فرصة للإصلاح بين الزوجين. ولذلك، إذا كان الرجل قد طلق زوجته ثلاث مرات، فإنه لا يستطيع العودة إليها إلا إذا تزوجت من شخص آخر في نكاح صحيح.
لماذا تعتبر الطلقة الثالثة بائنة
أوضحت دار الإفتاء أن الطلقة الثالثة تعتبر "الطلاق النهائي" أو "الطلاق البائن" والذي يعني أن الزوجة لا تحل للزوج مرة أخرى إلا في حال تزوجت شخصًا آخر وتزوجته في عقد نكاح جديد. لافتة إلى أن ذلك يهدف إلى حماية حقوق المرأة من تكرار الطلاق الجزافي دون اعتبار لمشاعرها أو حقوقها.
وفي حال وقوع الطلقة الثالثة، يصبح الزواج غير ممكن إلا بعد إتمام هذه المرحلة بين الزوجة وزوج آخر، حيث تتنقل الزوجة إلى مرحلة جديدة تتيح لها إعادة تقييم حياتها العاطفية والاجتماعية.
أنواع الطلاق في الإسلام
أجمع علماء الدين على أن الطلاق ينقسم إلى ثلاث مراحل شرعية وهم "الطلقة الأولى وهي الطلقة التي يمكن للزوج بعدها إرجاع الزوجة في فترة العدة".
"الطلقة الثانية"، وتعتبر فرصة جديدة للرجوع بعد الطلاق، لكن الزوجين يكونان في وضع يحتاج إلى إجراء إصلاحات جادة".
"الطلقة الثالثة" هي الطلقة النهائية التي لا يمكن للزوج الرجوع فيها إلى زوجته إلا بعد أن تتزوج بآخر".
وأكد العلماء أن الطلاق ليس وسيلة تعسفية لإنهاء العلاقة، بل هو مخرج من وضع صعب إذا استحال التعايش بين الزوجين. دار الإفتاء في ختام فتواها، إلى أن الطلاق هو آخر الحلول في الشريعة الإسلامية ويجب أن يتم وفقًا للضوابط الشرعية التي تضمن حقوق جميع الأطراف.