ما حكم تسمية الولد بـ «عبد النبي أوعبد الرسول» ؟ رد حاسم من مفتى الجمهورية

رد الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، على سؤال حكم التسمية باسم "عبد الحليم"، وأفضل الأسماء التي يمكن أن يُسمى بها المسلمون أبناءهم.
وأوضح المفتي، أن التسمي بأسماء الله تبارك وتعالى، مثل "الحليم"، يندرج ضمن الأمور المحمودة، لعدة أسباب؛ أولها أنه يعكس رغبة المسلم في التأسي بأخلاق الله وصفاته، وثانيها أنه يُظهر أثرًا إيجابيًّا على سلوك الإنسان في المجتمع. مؤكداً أن خير الأسماء ما عُبِّد وحُمِّد.
وأشار المفتي، إلى أن الله تعالى يقول في كتابه العزيز: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا}، كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أن لله تسعة وتسعين اسمًا، من أحصاها دخل الجنة، مشيرا إلى أن التسمية بأسماء الله تحمل معاني البركة والتأسي بالخلق الإلهي، وأن من يُسمِّي أبناءه بهذه الأسماء يسعى لأن يرى أثرها في حياتهم وسلوكهم.
عدد أسماء الله الحسنى
وبين المفتي عدد أسماء الله الحسنى، وقال إن كمالات الله لا تُحصى، وهو ما يستدل عليه بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهم إني أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك...». وهذا يعني أن أسماء الله تعالى ليست محصورة في العدد الوارد في الحديث الشريف، لأن هناك أسماء خصَّ الله بها بعض خلقه، وأخرى استأثر بعلمها وحده.
وأوضح المفتي، أن المسلم ليس مطالبًا بحصر أسماء الله، وإنما بالعمل بمقتضاها والتخلق بآدابها، مشيرًا إلى أن البعض فسر الإحصاء في الحديث بالحفظ، والبعض الآخر قال إنه يشمل الثناء على الله بهذه الأسماء، والعمل وفق ما تدل عليه، وأن ذكرها والتعبد بها من أسباب الخير والبركة.
وفيما يتعلق بأفضل الأسماء التي يُمكن أن يُسمى بها المسلمون أبناءهم، استشهد مفتي الجمهورية بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "خير الأسماء ما عُبِّد وحُمِّد"، موضحًا أن ذلك يحمل إشارة إلى التبرك والتأسي، وليس معناه أن الأسماء الأخرى ليست ذات قيمة.
وقال: "عندما يُسمى الشخص بعبد الله، أو عبد الرحمن، أو عبد الحليم، فإن ذلك يعكس صدق العبودية لله، كما أن أسماء مثل محمد وأحمد ومحمود تحمل معاني الخير والبركة، وهي أسماء النبي صلى الله عليه وسلم".
وعن عدد أسماء النبي صلى الله عليه وسلم، أشار المفتي إلى أن النبي قال عن نفسه: «أنا أحمد، وأنا محمد، وأنا الماحي، وأنا العاقب، وأنا الحاشر»، موضحًا أن لكل اسم من هذه الأسماء دلالة ومعنًى خاصًّا، فالماحي يعني أن الله يمحو به الجاهلية، والعاقب يعني أنه لا نبي بعده، وأحمد تعني أنه يُحمد على أفعاله، ومحمد تعني أنه محمود لكثرة ما عُرف به من أخلاق عظيمة.
وعن التسمية باسم عبد النبي أو عبد الرسول، أكد المفتي، أنه لا حرج في ذلك، مشيرًا إلى أن من يتشددون في النهي عن هذه التسمية لم يدركوا المقصد الحقيقي منها، حيث إنها تُعبِّر عن محبة النبي وتوقيره، ولا يُقصد بها العبودية لغير الله.
وأضاف المفتى أن الإسلام ينظر إلى النوايا والمقاصد، وقد تعارف الناس على هذه الأسماء منذ القدم، فلا ينبغي التشدد فيها، ما دام أن القصد منها إظهار الحب والاحترام للنبي صلى الله عليه وسلم، مشيرا إلى أن اختيار الأسماء مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الآباء.