مستشار نفسي: النفس الأمّارة بالسوء أشد خطرًا على الإنسان من الشيطان (فيديو)

أكد الدكتور أحمد هارون، المستشار النفسي، أن النفس الأمّارة بالسوء تعد واحدة من أخطر التحديات التي يواجهها الإنسان في حياته، مشيرًا إلى أن العديد من الأشخاص يدركون تأثيرها السلبي عندما يُسألون عن أنفسهم، حيث يستشهدون بقوله تعالى:" إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ"، مما يعكس وعيهم بمدى سيطرتها على السلوك والتصرفات.

النفس العدو الخفي 

وخلال تقديم برنامجه "علمتني النفوس"، المذاع على قناة "صدى البلد"، أوضح «هارون» أن النفس قد تكون في مواجهة دائمة مع الإنسان، بل إنها في بعض الأحيان أكثر خطرًا عليه من الشيطان نفسه.

 واستشهد بقول الله تعالى:" إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا"، مبينًا أن الشيطان، رغم وساوسه، لا يعرف خبايا الإنسان بقدر ما تعرفها نفسه، فهي أكثر قدرة على التأثير فيه، لأنها تدرك نقاط ضعفه وقوته، وتعلم تمامًا كيف تؤثر عليه.

الصراع الداخلي

وأشار إلى أن الصراع الداخلي بين الإنسان ونفسه هو الأكثر تعقيدًا، لأنه ينبع من الداخل، ولا يأتي من مؤثر خارجي، مثل وسوسة الشيطان أو مغريات الحياة، مما يجعل مواجهته أكثر صعوبة، ويستلزم وعيًا ذاتيًا وإرادة قوية.

أربعة تحديات 

وأضاف المستشار النفسي، أن العديد من الصالحين والعلماء أقرّوا بأنهم ابتُلوا بأربع قوى رئيسية تؤثر على حياتهم: النفس، والدين، وإبليس، والهوى. وأن هذه القوى تجذب الإنسان بين الخير والشر، وبين الصواب والخطأ، وأن إدراك الإنسان لقدراته وإمكاناته يعد المفتاح الأساسي لمواجهة هذه التحديات والتغلب عليها.

التوازن النفسي

وأكد الدكتور أحمد هارون أن النفس، إن لم يتم تهذيبها والسيطرة عليها، قد تقود صاحبها إلى الانحراف والضياع، لذا فإن العمل على تزكيتها والارتقاء بها هو أحد أهم الواجبات التي ينبغي على الإنسان الالتزام بها لتحقيق التوازن النفسي والاستقرار الروحي.

مستويات النفس

وشدد الدكتور أحمد هارون على أن النفس ليست على درجة واحدة من التأثير، بل هناك مستويات أشد خطورة منها، مثل النفس اللوّامة والنفس المطمئنة، والتي يجب على الإنسان أن يسعى للوصول إليها من خلال تقوية إرادته وزيادة وعيه الذاتي. 

وأكد أن مواجهة النفس تحتاج إلى مجاهدة مستمرة، وإدراك حقيقي لنقاط الضعف، حتى يتمكن الإنسان من السيطرة عليها وتوجيهها نحو الخير، بدلًا من أن تكون سببًا في ضعفه وانهياره.