مفتى الجمهورية : الاحتكار محرم شرعًا ويهدد التكافل الاجتماعي والعدل بين الناس

أكد الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، أن الاحتكار واستغلال حاجة الناس برفع الأسعار محرم شرعًا، مشيرًا إلى أنه سلوك مذموم يعكس ضعف الإيمان وقلة الخشية من الله.
جاء ذلك خلال إجابته على أحد الأسئلة حول حكم الاحتكار والتلاعب بالأسعار، إذ استدل بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «المحتكر ملعون»، موضحًا أن اللعنة تعني الطرد من رحمة الله تعالى، كما استشهد بالآية الكريمة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ}، في إشارة إلى تحريم الاحتكار واستغلال حاجة الناس.
الاحتكار يخالف مقاصد الشريعة
وأوضح مفتي الجمهورية، أن الاحتكار يتنافى مع مقاصد الشريعة الإسلامية، التي جاءت لحفظ النفس والمال والعرض، لافتًا إلى أن المحتكر لا يراعي حرمة الله ولا يضع في اعتباره ظروف المحتاجين، بل يستغل الأزمات لتحقيق مكاسب شخصية، مضيفا إن هذا السلوك قد يدفع بعض الفقراء إلى ارتكاب المحظورات بحثًا عن الرزق، مما يجعل المحتكر شريكًا في الإثم، وسنًّا لسُنة سيئة يتحمل وزرها ووزر من اتبعها.
الإسلام يحث على التكافل والتراحم
وأشار مفتي الجمهورية، إلى أن الإسلام يدعو إلى التكافل والتراحم وعدم استغلال حاجات الناس، مؤكدًا أن التلاعب بالأسعار ينافي تعاليم الدين الإسلامي، واستشهد بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه».
وشدد على أن الإسلام جاء لإقامة العدل ومحاربة الظلم والاستغلال، موضحًا أن المسلم الحقيقي هو من يتحلى بالأخلاق الكريمة، ويبتعد عن أكل أموال الناس بالباطل، ويحرص على نفع الآخرين كما يحرص على نفسه.
ودعا مفتي الجمهورية، التجار وأصحاب الأعمال إلى الالتزام بالقيم الإسلامية النبيلة، والتعامل بأمانة وصدق، وعدم استغلال الأزمات لتحقيق مكاسب غير مشروعة، مشيرًا إلى أن العدل في المعاملات المالية أحد أسباب البركة وزيادة الرزق.
في سياق آخر أكد مفتي الجمهورية، أن هناك ارتباطًا وثيقًا بين العقيدة التي يؤمن بها الإنسان، والشريعة التي يتعبد بها لله تعالى، ارتباطًا يستحيل معه تصور وجود إحداهما بمعزل عن الأخرى، موضحا أن هذا الارتباط يُحدّد من خلاله موقف الإنسان في علاقته بربه، وفي تعامله مع غيره من الناس.