هل يسبب طعامك اليومي السرطان؟ دراسة علمية تدق ناقوس الخطر

في ظل تسارع وتيرة الحياة اليومية واعتماد الملايين حول العالم على الأطعمة الجاهزة والمعالجة، أطلقت دراسة طبية حديثة تحذيرًا صارخًا بشأن التأثيرات الصحية الخطيرة لبعض المواد الغذائية التي نتناولها بشكل روتيني، مؤكدة أن بعضها قد يرفع من خطر الإصابة بأمراض سرطانية مميتة.
وبحسب الدراسة، التي أجراها باحثون من معهد الصحة العالمية في فرنسا ونُشرت في مجلة Public Health Nutrition، فإن الأنظمة الغذائية التي تحتوي على نسب مرتفعة من الأطعمة المُصنّعة مثل اللحوم المحفوظة، الوجبات السريعة، الحلويات الصناعية، والمشروبات الغازية، ترتبط بزيادة احتمال الإصابة بسرطان القولون، والثدي، والبنكرياس، وحتى بعض أنواع سرطان الدم.
أطعمة "شائعة" لكنها خطيرة
تشير النتائج إلى أن بعض المواد التي تُستخدم في صناعة هذه الأطعمة، مثل المواد الحافظة، والنكهات الصناعية، والألوان الاصطناعية، تؤدي إلى تغيرات على المستوى الخلوي، قد تساهم في تحفيز الخلايا السرطانية أو تقليل قدرة الجسم على مقاومتها.

كما أوضحت الدراسة أن الاستهلاك المنتظم للوجبات الجاهزة يُقلل من كمية الألياف والفيتامينات والمعادن الضرورية، ويزيد من الدهون المشبعة، والسكر، والصوديوم، وهي عناصر تُشكل بيئة خصبة لتطور الأورام مع مرور الوقت.
تحذير من الإفراط ودعوة لتغيير نمط الحياة
الباحثون دعوا إلى اتخاذ خطوات فورية لتقليل الاعتماد على هذه الأطعمة، مشيرين إلى أن "الخطر لا يكمن في تناولها بين الحين والآخر، بل في الاعتياد اليومي عليها واستبدال الوجبات الصحية بها".

وشدد التقرير على أهمية العودة إلى النظام الغذائي التقليدي الغني بالخضروات والفواكه الطازجة، الحبوب الكاملة، الدهون الصحية، والابتعاد عن المنتجات المصنعة والمعلبة قدر الإمكان.
أرقام مثيرة للقلق
تأتي هذه الدراسة في وقت تتصاعد فيه معدلات الإصابة بالسرطان عالميًا، حيث تشير بيانات منظمة الصحة العالمية إلى أن السرطان يُعدّ من الأسباب الرئيسية للوفاة في العالم، مسجلًا أكثر من 10 ملايين حالة وفاة سنويًا، في وقت يُعتقد أن ما يقرب من ثلث هذه الحالات قد تكون مرتبطة بنمط الحياة، وخاصة النظام الغذائي.
دور التوعية والتثقيف
في ظل هذه التحذيرات، يرى خبراء التغذية والأطباء أن الحل لا يكمن فقط في فرض القيود على المنتجات الخطرة، بل أيضًا في تعزيز الوعي المجتمعي بخطورة بعض الخيارات الغذائية، وتوفير بدائل صحية وميسورة التكلفة للجميع، خاصة في المجتمعات التي تعاني من تدني الثقافة الغذائية أو ارتفاع أسعار الأغذية الصحية.