عاجل

حسنة مخفيه..سائق تاكسي بالمنيا يهب سيارته لنقل مرضى السرطان مجانا

أبطال المبادرة في
أبطال المبادرة في المنيا

وسط زحام الحياة، وتزايد الأعباء الاقتصادية على الجميع، تظهر بين الحين والآخر نماذج مشرقة تجدد الأمل وتُعيد للإنسانية رونقها، في محافظة المنيا، وتحديدًا بمدينة المنيا، تجسد مشهد إنساني مبهج بطلُه سائق تاكسي يدعى محمد عيد.

 قرر أن يجعل من سيارته الخاصة وسيلة لنقل مرضى الفشل الكلوي والسرطان مجّانًا إلى المستشفيات لتلقي العلاج، دون انتظار أي مقابل مادي، بادرته لم تأتِ صدفة، بل كانت بدافع إحساس عميق بالمسؤولية المجتمعية، ليفتح بابًا من أبواب الرحمة ويقدم نموذجًا فريدًا في العطاء وقت الشدة.

ابطال المبادرة في المنيا 
ابطال المبادرة في المنيا 

بداية الحكاية.. تاكسي يتحول إلى مركبة رحمة
 

محمد عيد، سائق تاكسي بسيط، لم يمتلك الكثير، لكن قلبه الكبير كان كافيًا ليمنحه مكانة خاصة في قلوب أهالي المدينة، قرر تخصيص سيارته الأجرة بشكل يومي لنقل المرضى المحتاجين وخاصة مرضى السرطان والفشل الكلوي، الذين يترددون على المستشفيات بصورة منتظمة ويواجهون صعوبات في التنقل، خاصة في ظل ارتفاع تكلفة المواصلات.

رفقاء الخير.. شباب يشاركونه المبادرة
لم يكن محمد وحده في رحلته النبيلة، بل انضم إليه شابان من أبناء المدينة، هما أحمد وعبد الرحمن، لمساعدته في تشغيل التاكسي بنظام الورديات، لضمان تغطية أكبر عدد ممكن من المرضى يوميًا، هؤلاء الشباب يتناوبون على القيادة في مشهد إنساني يعكس ترابط وتكاتف شباب المنيا لدعم المحتاجين دون انتظار مقابل.

ابطال المبادرة في المنيا 
ابطال المبادرة في المنيا 

رحلة إنسانية تبدأ من الألم وتنتهي بالأمل
يقول محمد: "فكرة المبادرة جاءت من قلبي كهدية لوالدي المتوفي، وأردت أن أُقدم شيئًا نافعًا للناس يكون صدقة جارية له، فاخترت أن أساعد المرضى المحتاجين"، وأوضح أن المبادرة تقوم على نقل المرضى بشكل يومي من منازلهم إلى المستشفيات المخصصة للعلاج الكيماوي أو جلسات الغسيل الكلوي، ثم إعادتهم إلى منازلهم بعد انتهاء مواعيد العلاج، دون تحصيل أي رسوم أو مقابل.

بلا دعاية.. عمل في الخفاء لوجه الله
 

يؤكد محمد أن هذه المبادرة لم تهدف للظهور أو الشهرة، بل كانت بدافع إنساني خالص، ووجهها لوجه الله تعالى فقط، دون انتظار شكر أو تقدير، "الناس بتدعيلنا، وده كفاية.. أنا سعيد كل ما بشوف راحة أهل المريض بعد ما نرجعه بيته من غير هم المواصلات"، يقول محمد بابتسامة ممزوجة بالرضا.

استمرار المبادرة ودعوات بالدعم
 

يأمل محمد أن تستمر مبادرته لأطول فترة ممكنة، بل ويفكر في توسيعها لتشمل عددًا أكبر من القرى والمراكز بالمحافظة، داعيًا أصحاب الخير إلى المساهمة في دعم الفكرة سواء بالمشاركة، أو التبرع، أو حتى نشرها بين المحتاجين.

"نفسي كل اللي يقدر يساعد يعمل كده، لأن في ناس كتير محتاجة ومش لاقية اللي يوقف جنبها"، يختم محمد حديثه، مُعبّرًا عن روح إنسانية تستحق أن تُحتذى.

صوت الناس.. دعوات وامتنان من المرضى وذويهم
 

المبادرة تركت أثرًا عميقًا في نفوس المرضى وذويهم، حيث عبّر الكثيرون عن امتنانهم لهذا التصرف الإنساني، مؤكدين أن محمد ورفاقه خففوا عنهم عبئًا نفسيًا وماديًا كبيرًا، أحد الأهالي قال: "الناس دي بتقدم اللي مش قادرين عليه.. بيجوا في عز الليل أو الصبح بدري من غير تذمر.. ربنا يكرمهم."

ختامًا.. قدوة تُلهم الجميع
 

تأتي مبادرة محمد عيد ورفاقه لتُذكرنا أن الخير لا يحتاج إلى ثروة، في وقت تتزايد فيه التحديات، بل إلى نية صافية وإرادة صادقة، قصته تصلح أن تكون درسًا ملهمًا في العطاء والمبادرة الفردية، ومثالًا يجب أن يُحتذى في ربوع الوطن.

تم نسخ الرابط