لمن لم يستطع الصيام يوم عاشوراء.. أعمال مستحبة لنيل الأجر والثواب

مع حلول يوم عاشوراء، العاشر من شهر الله المحرم، يتسابق المسلمون في أرجاء العالم إلى صيام هذا اليوم لما فيه من فضل عظيم، فقد ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال: “صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفّر السنة التي قبله” [رواه مسلم]. غير أن بعض المسلمين قد لا يستطيعون صيام هذا اليوم لأسباب صحية، أو ظروف عمل قاهرة، أو سفر، أو غيرها من الأعذار الشرعية. وهنا يبرز سؤال مهم: هل يمكن أن ينال المسلم أجر هذا اليوم دون أن يصومه؟ وما هي الأعمال التي يُستحب القيام بها في عاشوراء؟
الذكر والدعاء.. عبادة لا تتطلب جهداً
أولى الأعمال التي يُحث عليها في يوم عاشوراء هي الذكر والدعاء، فالله عز وجل يحب من عباده أن يذكروه في كل وقت، وخاصة في الأيام الفاضلة. ويُستحب الإكثار من قول “سبحان الله”، و”الحمد لله”، و”لا إله إلا الله”، و”الله أكبر”، إضافة إلى دعاء الاستغفار والتوبة. فالدعاء في يوم عاشوراء هو من الأعمال المحببة، خاصة أن هذا اليوم يحمل ذكرى نجاة نبي الله موسى وقومه من فرعون، وفيه مظاهر لعظمة التوكل على الله والاستغاثة به.
قراءة القرآن الكريم.. أجر مضاعف
من الأعمال التي تُستحب في يوم عاشوراء، خاصة لمن لم يتمكن من الصيام، قراءة القرآن الكريم، فكل حرف بحسنة، والحسنة بعشر أمثالها. ويمكن تخصيص وقت في هذا اليوم لتلاوة ما تيسر من القرآن، ومحاولة ختم جزء أو أكثر، نيةً في القرب من الله وطلبًا لمغفرته.
التوسعة على الأهل.. سُنّة مهجورة بأجر عظيم
من السنن التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم في يوم عاشوراء التوسعة على الأهل والعيال، أي إدخال الفرح عليهم، وتقديم شيء مميز لهم من طعام أو هدية. فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“من وسع على نفسه وأهله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته” [رواه البيهقي].
ورغم أن الحديث فيه خلاف من حيث الإسناد، إلا أن كثيرًا من العلماء عملوا به من باب فضائل الأعمال.
الإكثار من الصدقة وفعل الخير
من أعظم القربات التي يمكن القيام بها في يوم عاشوراء الصدقة، سواء بالمال أو الطعام أو الثياب، أو حتى بالكلمة الطيبة. ففتح باب الخير للناس في يومٍ عظّمه الله، هو من أسباب نيل الرحمة والمغفرة. ويمكن لمن لم يصم أن يُطعم صائمًا أو محتاجًا، فينال بذلك أجرًا مضاعفًا.
نية التوبة الصادقة
يوم عاشوراء يحمل في معانيه رسالة التوبة والنجاة، كما نجّى الله موسى عليه السلام من الطاغية فرعون. ولهذا يُستحب أن يكون يوم عاشوراء مناسبة لتجديد النية، والعزم على التوبة من الذنوب، وفتح صفحة جديدة مع الله، سواء من خلال صلاة ركعتين توبة، أو دعاء نابع من القلب، أو نية صادقة بعدم العودة إلى الخطايا