سوريا.. حرائق ضخمة تجتاح ريف اللاذقية وعمليات الإخلاء تتسارع

تواجه محافظة اللاذقية السورية موجة حرائق عنيفة أدت إلى إخلاء عدد من القرى بشكل كامل، وسط جهود مكثفة من السلطات لاحتواء النيران التي تتوسع بسرعة في ظل أحوال مناخية صعبة.

تصاعد ألسنة اللهب وانتشار الدخان الكثيف
وأظهرت لقطات من شمال ريف اللاذقية تصاعد ألسنة اللهب وانتشار الدخان الكثيف، بينما تبذل فرق الإطفاء جهودًا حثيثة للسيطرة على النيران والحد من انتشارها نحو التجمعات السكنية.
ووفقًا لمصادر ميدانية، امتدت ألسنة اللهب إلى قرى ومناطق مثل قسطل معاف، كسب، البسيط، بيت القصير، فرنلق، زغرين، وجبل التركمان، مما زاد من تعقيد الموقف الميداني وفرض تحديات إضافية على فرق الطوارئ.

محاولة لتعزيز الجهود المبذولة
وفي محاولة لتعزيز الجهود المبذولة، دفعت هيئة الدفاع المدني السوري بفرق إطفاء من محافظتي درعا والقنيطرة، للمشاركة في عمليات إخماد النيران المستعرة في قسطل معاف، وذلك منذ صباح الجمعة.
من جانبه، أكد وزير الداخلية السوري، أنس خطاب، أن عناصر قوى الأمن الداخلي يعملون جنبًا إلى جنب مع فرق الدفاع المدني منذ ساعات طويلة، من أجل السيطرة على النيران المشتعلة في الريف الشمالي لمحافظة اللاذقية.
حماية السكان من الخطر المتزايد
وفي منشور له عبر منصة "إكس"، شدد خطاب على أن الجهود الحالية تهدف إلى حماية السكان من الخطر المتزايد، خاصة مع اقتراب ألسنة اللهب من مناطق مأهولة بالسكان، وهو ما يضع على عاتق أجهزة الدولة مسؤولية كبيرة لحماية الأهالي ومنع توسع رقعة الحريق.
وتواصل فرق الطوارئ المشتركة من عدة وزارات ومحافظات العمل في ظل ظروف جوية قاسية تعرقل عمليات الإطفاء، من ارتفاع درجات الحرارة وهبوب الرياح الجافة، ما يسرّع في انتقال النيران إلى مناطق جديدة ويصعّب من مهمة السيطرة عليها.
ويزداد المشهد في ريف اللاذقية الشمالي تعقيدًا، فيما تُبذل جهود مضنية على الأرض للحد من الكارثة ومنع تفاقمها، في وقت تبقى فيه أعين السكان المترقبين معلقة بالأمل في أن تنجح فرق الإطفاء في حماية منازلهم وأرزاقهم من ألسنة اللهب.
هل يعود تفعيل اتفاق فك الاشتباك 1974 بين سوريا وإسرائيل؟
وفي سياق آخر، أعلنت وزارة الخارجية السورية، اليوم الجمعة، أن دمشق أبدت استعدادها للعودة إلى اتفاق فك الاشتباك مع إسرائيل، الموقع عام 1974، خلال اتصال هاتفي جمع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، بنظيره الأمريكي ماركو روبيو.
وأفاد بيان الخارجية السورية، بأن أسعد الشيباني أعرب عن تطلع بلاده للتعاون مع الولايات المتحدة من أجل تفعيل الاتفاق، في ظل الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الجنوب السوري، والتي كانت محورًا للنقاش بين الطرفين.
ويُعد اتفاق فك الاشتباك، الذي وُقّع في 31 مايو 1974 في جنيف، بإشراف أممي، أحد أبرز التفاهمات التي تم التوصل إليها بعد حرب أكتوبر.
لعبت الولايات المتحدة الأمريكية دور الوسيط الأساسي فيه، عبر جهود وزير خارجيتها آنذاك، هنري كيسنجر، الذي قاد وساطة مكوكية بين دمشق وتل أبيب.
ونص الاتفاق على فصل الاحتلال الإسرائيلي والقوات السورية في الجولان، وإنشاء منطقة عازلة تشرف عليها قوة الأمم المتحدة لمراقبة فضّ الاشتباك (UNDOF)، فضلًا عن تبادل الأسرى.