محلل سياسي: التاريخ يُعاد كتابته ونتنياهو يلعب دور تشرشل

أشار الدكتور مأمون فندي، مدير معهد لندن للدراسات الاستراتيجية، إلى أوجه الشبه اللافتة بين مواقف القوى السياسية الحالية تجاه الأحداث في الشرق الأوسط، وبين ما حدث قبيل دخول الولايات المتحدة الحرب العالمية الثانية.
تاريخ الحرب العالمية الثانية
وفي تغريدة عبر حسابه على منصة "إكس"، قال فندي: "كنت أستمع إلى محاضرة عن تاريخ الحرب العالمية الثانية، ولفت نظري صورتان: الأولى لتشرشل وهو يخاطب أحد مستشاريه قائلاً: 'لكي نكسب الحرب، لا بد أن نجرّ الأميركيين للتدخل.' أما الصورة الثانية، فهي لمؤتمر لجنة 'أميركا أولاً' (America First Committee) التي كانت ترفض التدخل في الحرب".
وأضاف: "اليوم، يكاد الموقف يتكرر: نتنياهو ومؤيدوه، ومواقف تيار MAGA، يقابلهم غياب شخصيات بحجم روزفلت وتشرشل".
وختم الدكتور مأمون فندي تغريدته بقوله: "المعركة كانت في أوروبا، واليوم في الشرق الأوسط، لكن ألاعيب السياسة لا تتغير".
محاولات الإبادة
سبق وأن نوه الدكتور مأمون فندي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة جورجتاون سابقًا ومدير معهد لندن للدراسات الاستراتيجية، إلى ما ستنتج عنه محاولات الإبادة من إسرائيل في غزة، من خلق جيل جديد لا يعرف سوى لغة العنف، مؤكدًا "الأطفال الذين نشأوا تحت الصمت والقصف، سينطقون لاحقًا بلغة أشد قسوة".
وكتب مأمون فندي على صفحته الشخصية عبر منصة "إكس": "قبل أن تحاوروا جيل ما بعد الإبادة: حاوروا "حماس" الآن، لو كان فرانز فانون بيننا اليوم، فهل كان سيرى “حماس” كحركة معتدلة، أقرب إلى “حزب الخضر” في ألمانيا، مقارنة بعنف الأجيال القادمة التي عاشت عامين من الإبادة المتواصلة في غزة؟
وتابع: "ما يجري في غزة يُظهر أن العنف لم يعد حادثًا عابرًا، بل بات زمنًا مؤسِّسًا لجيل جديد. فكما كتب فانون، الاستعمار لا يقتل الجسد فقط، بل يُعيد تشكيل الذات ويُنتج أجيالًا “تتنفّس الغضب”. في هذا الإطار، قد تبدو “حماس” لاحقًا كحركة إصلاحية مقارنةً بجيل وُلد من رماد الحرب".
وأضف مأمون، "حنّة آرنت تُحذّر من أن إغلاق الفضاء السياسي يحوّل العنف إلى اللغة الوحيدة الممكنة. الأطفال الذين نشأوا تحت الصمت والقصف، سينطقون لاحقًا بلغة أشد قسوة. أغامبين يصف البشر في هذا السياق بأنهم “حياة عارية”، وفرويد يحدّثنا عن التروما الجماعية التي تفعّل غريزة الموت، بينما يرى زيغمونت باومان أن غياب النظام الإنساني يُفضي إلى وحشية ممنهجة".