لماذا يكره العرب بعضهم؟ .. مأمون فندي يدق ناقوس الخطر

عبّر مأمون فندي مديرمعهد لندن للدراسات الاستراتيجية، في تغريدة له عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الإجتماعي "إكس" عن قلقه من تصاعد مشاعر الخوف أو الرفض تجاه الأجانب في مصر، وخصوصاً تجاه السودانيين والسوريين وغيرهم من الجنسيات العربية.
حيث كتب فندي: "أتابع بقلق خوف بعض المصريين من الأجانب ( السودانيون والسوريون وغيرهم ) وهذه نزعه تجعلني أفكر في مدى صحة العروبة والثقافة والواحده في وجه الرفض والكراهية الجديدة التي تقدم باسم الوطنية والحفاظ على الوطن، الأمر لا يخص مصر وحدها، فهي ظاهرة عابرة للحدود، تجعلني أطرح سؤالا يبدو غريبًا : لماذا يكره العرب بعضهم في الحياة ويعلنون حبهم على الورق ؟".
موضحًا رأيه في أن هذه النزعة ليست مجرد حالة عابرة، بل مؤشر على أزمة أعمق تتعلق بهوية "العروبة" ووحدة الثقافة العربية من خلال بعض المؤشرات وهيا كالتالي:-
1. تناقض بين الشعارات والواقع: العرب غالباً ما يتحدثون عن “الوحدة العربية” و”الأخوة” و”الانتماء المشترك”، لكن في الواقع، تُظهر الممارسات الحياتية عكس ذلك، حيث تنتشر الكراهية أو الرفض تجاه العرب من جنسيات أخرى.
2. الوطنية الزائفة؟ يشير إلى أن بعض هذه المشاعر السلبية تُغلف بمبررات وطنية، وكأن الدفاع عن الوطن يتطلب رفض الآخر، حتى لو كان عربياً.
3. ظاهرة عربية عامة: يوضح أن هذه ليست حالة خاصة بمصر فقط، بل موجودة في دول عربية أخرى أيضاً، ما يجعلها ظاهرة عامة تستحق التوقف عندها.
4. سؤال تأملي: في النهاية يطرح سؤالاً نقدياً: لماذا يعلن العرب حبهم لبعضهم في الخطاب الرسمي والإعلامي، لكن يكرهون بعضهم في التعامل اليومي؟
وبهذه التغريدة يدعو فندي إلى مراجعة الذات الثقافية والفكرية، ويشير إلى وجود خلل في القيم التي نرددها نظرياً مقابل ما نعيشه عملياً، وإذا تأملنا كلام مأمون فندي، نجد أنه يطرح مشكلة مركبة لها أبعاد نفسية، ثقافية، وسياسية:
1. أزمة الهوية والانتماء:
رغم إن العرب بيشاركون في أشياء كتير: لغة، دين، تاريخ مشترك، لكن لما يدخل “الآخر العربي” في المساحة المحلية، بيبدأ يُنظر له
كتهديد. لماذا؟ لأن الانتماء الوطني غالباً بيتغلب على الانتماء القومي.
وهذا في حد ذاته ليس عيبًا، لكن المشكلة عندما تتحول الوطنية إلى عزلة وعداء.
2. العربي كغريب:
إذا رجعنا للواقع، نجد إن في بعض المجتمعات، العربي الآخر يُعامل زي الأجنبي، مش كواحد من العائلة الثقافية أو القومية، ويحصل هذا في أسواق العمل، أو التعليم، أو حتى في المعاملة اليومية.
فمثلاً:
• السوري ممكن يُتهم بأخذ فرص العمل.
• السوداني يُنظر له أحياناً بدونية أو بتمييز.
• الفلسطيني يُحمَّل مسؤوليات سياسية أكبر من طاقته.
3. هل هي أزمة اقتصادية؟
البعض يمكنه القول: "الناس بتخاف من الأجانب لأنهم بيزاحموهم في لقمة العيش".
وهذا حقيقي جزئياً، لكن فندي يركز على إن الخوف تحول إلى كراهية مبررة بـ”الوطنية”، وهذا يعد تطور أخطر بكتير.
فمثلًا بدلًا من أن يقول الناس “إحنا مضغوطين اقتصادياً”، بيقولوا “لازم نحمي وطننا من الغرباء”، وكأن العربي الآخر أصبح خصم، ليس أخ.
4. الازدواجية الثقافية:
الذي يقوله مأمون فندي في آخر تغريدة يمكن أن يكون الأهم:
"لماذا يكره العرب بعضهم في الحياة ويعلنون حبهم على الورق؟"
فنحن دائمًا ما نتحدث عن"الأمة العربية"، "الصف العربي"، "التضامن العربي"، لكن هذه غالبًا شعارات موجودة في الكتب والخطابات السياسية.
إنماعلى أرض الواقع، لايوجد مؤسسات حقيقية بترسخ ده، ولا ثقافة يومية تعزز القبول والتعايش.
فهل العروبة مجرد خيال؟
هذا سؤال كبير… فندي يحاول أن يقول إننا محتاجين نراجع مفهوم العروبة نفسه، هل هو مشروع واقعي قائم على مصالح وتاريخ مشترك؟
أومجرد رومانسية سياسية فقدت معناها مع الوقت؟.