عاجل

سياسية أمريكية: إغلاق مضيق هرمز يشعل أزمة طاقة ويدفع لمواجهة عسكرية..خاص

إيرينا تسوكرمان
إيرينا تسوكرمان

حذّرت  إيرينا تسوكرمان "عضو الحزب الجمهوري وخبيرة الأمن القومي الأمريكية" ، من أن أي خطوة إيرانية لإغلاق مضيق هرمز وسط تصاعد التوترات الإقليمية ستؤدي إلى شلل في إمدادات الطاقة العالمية وتفجّر أزمة اقتصادية وعسكرية غير مسبوقة.

وأضافت تسوكرمان في تصريحات خاصة لـ "نيوز رووم"، أن مضيق هرمز يمثل شريانًا حيويًا في سوق الطاقة العالمية، حيث يمر عبره يوميًا ما بين 17 إلى 18 مليون برميل من النفط الخام، ما يعادل حوالي 30% من صادرات النفط المنقولة بحرًا، إضافة إلى 20% من تجارة الغاز الطبيعي المسال، وأغلبها من دول الخليج العربي.

شلل اقتصادي وموجة تضخم عالمي

وأكدت تسوكرمان أن إغلاق المضيق، سواء عبر الألغام البحرية أو الهجمات الصاروخية أو الزوارق الهجومية، سيؤدي إلى حجز ما يفوق 12 مليون برميل من النفط يوميًا، وهو ما من شأنه أن يرفع أسعار النفط إلى مستويات قياسية تتراوح بين 150 و200 دولار للبرميل في غضون أيام. وحذّرت من أن ذلك سيفاقم التضخم العالمي ويزيد من الضغط على الأسواق والاقتصادات المتقدمة والناشئة على حد سواء.

وقالت إن الدول المستوردة للطاقة، مثل الهند التي تعتمد بنسبة 60% على نفط الخليج، وكذلك الصين واليابان وكوريا الجنوبية، ستواجه صدمات متزامنة في الإمدادات والأسعار، ما قد يؤدي إلى شلل صناعي وتراجع النمو.

دول الخليج في قلب العاصفة

أوضحت تسوكرمان أن دول الخليج العربي، وعلى رأسها السعودية والإمارات والكويت والعراق وقطر، ستكون الأكثر تضررًا، إذ أن نحو 90% من صادراتها النفطية والغازية تمر عبر المضيق. ورغم وجود بعض البدائل كخط أنابيب "شرق-غرب" السعودي وخط "حبشان-الفجيرة" الإماراتي، فإن طاقتهما لا تتجاوز 4 إلى 5 ملايين برميل يوميًا، وهو ما يترك أكثر من ثلثي الصادرات بلا منفذ.

وأضافت أن توقف الصادرات سيؤدي إلى انهيار في العائدات الحكومية، واضطرار تلك الدول إلى تقليص الإنفاق العام ومراجعة مشاريعها التنموية، ما قد يتسبب باضطرابات داخلية وموجات من عدم الاستقرار السياسي.

تداعيات جيوسياسية وعسكرة طرق التجارة

أكدت تسوكرمان أن السيناريو الأسوأ يكمن في الجمع بين التهديد الحوثي في البحر الأحمر وإغلاق مضيق هرمز من قبل إيران، ما سيحوّل الخليج إلى "مصيدة بحرية خانقة" تعجز من خلالها دول المنطقة عن تصدير نفطها وغازها عبر أي ممر بحري. ووصفت هذا الاحتمال بأنه تهديد وجودي لأمن الطاقة العالمي.

وأضافت أن أي إغلاق للمضيق سيستدعي ردًا عسكريًا دوليًا واسع النطاق، بقيادة الولايات المتحدة وحلفائها، يشمل تطهير الألغام، وتحييد الدفاعات الإيرانية، وتأمين خطوط الملاحة. كما توقعت أن تشهد السنوات اللاحقة زيادة كبيرة في عسكرة طرق التجارة، مع تحولات استراتيجية تشمل تعزيز الاستثمار في مصادر بديلة للطاقة مثل النفط الصخري الأمريكي، والتنقيب البحري، والطاقة المتجددة.

تغيير في النظام العالمي للطاقة

واختتمت تسوكرمان قولها:" إن إغلاق مضيق هرمز سيكون أكثر من مجرد أزمة نفطية؛ بل هو بمثابة لحظة فاصلة تهدد بنهاية مرحلة الاستقرار النسبي الذي ميز سوق الطاقة بعد الحرب الباردة، وتنذر بعصر جديد تتصدره المخاطر الجيوسياسية والتغيرات الجذرية في تحالفات الطاقة العالمية".

تم نسخ الرابط