خبير علاقات دولية: إغلاق مضيق هرمز سيناريو كارثي يهدد استقرار الشرق الأوسط

حذر الدكتور أحمد سيد أحمد "خبير الشؤون الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية" ، من التداعيات الكارثية المحتملة في حال أقدمت إيران على إغلاق مضيق هرمز، مؤكدًا أن الخطوة ستكون بمثابة إعلان حرب شاملة قد تطيح باستقرار منطقة الخليج العربي والاقتصاد العالمي على حد سواء.
ارتفاع أسعار النفط: التأثير المباشر على الاقتصاد العالمي
وأوضح الخبير في تصريحات خاصة لـ “ نيوز رووم” ، أن مضيق هرمز يُعد شريانًا حيويًا، حيث تمر من خلاله نحو 20% من تجارة النفط العالمية ، معظمها من دول الخليج العربي ، مشيرًا إلى أن أي إغلاق لهذا الممر البحري سيؤدي حتمًا إلى ارتفاع حاد في أسعار النفط قد يتجاوز 100 وربما 120 دولارًا للبرميل ، الأمر الذي سيضاعف من أزمة الطاقة عالميًا.
أزمة الطاقة العالمية وصعوبات الشحن
وأشار إلى أن هذه التطورات تأتي في وقت لم يتعافَ فيه العالم بعد من تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، فضلًا عن تأثيرات حرب غزة وتغير طرق الملاحة العالمية ، خاصة بعد تحوّل العديد من السفن إلى طريق رأس الرجاء الصالح بديلًا عن قناة السويس ، مما أدى إلى ارتفاع تكاليف الشحن وسلاسل الإمداد.
إيران: بين الخسائر الاقتصادية وفقدان الحلفاء
ولفت دكتور أحمد ، إلى أن إقدام إيران على خطوة إغلاق المضيق لن يقتصر تأثيره على الاقتصاد العالمي فحسب، بل سينعكس سلبًا أيضًا على الاقتصاد الإيراني نفسه، الذي يعتمد في الأساس على صادرات النفط. كما سيؤدي ذلك – بحسب قوله – إلى فقدان إيران لتفهم وتعاطف حلفائها، وفي مقدمتهم الصين ودول آسيوية أخرى تعتمد على استقرار الملاحة في الخليج.
إغلاق مضيق هرمز: الخيار الأخير لإيران؟
ويرى الخبير أن إيران لن تلجأ إلى هذه الخطوة إلا كخيار أخير، نظرًا لما ستمثله من تصعيد خطير قد يدفع الولايات المتحدة للتدخل العسكري المباشر، وهو ما من شأنه أن يوسع رقعة الصراع ويعيد إلى الأذهان مشاهد الحروب الكبرى في المنطقة كالحرب العراقية الإيرانية، وحرب الخليج الأولى والثانية، بكل ما حملته من خسائر اقتصادية وإنسانية جسيمة.
السيناريو القادم: حرب شاملة أم تصعيد محدود؟
واختتم تصريحه بالتأكيد على أن مسار التصعيد الحالي مرهون برد الفعل الإيراني، فإذا اقتصرت طهران على استهداف إسرائيل فقط فقد تبقى المواجهة محدودة، أما إذا امتدت الهجمات إلى المصالح الأمريكية فسيكون العالم أمام حرب إقليمية شاملة لا تُحمد عقباها.