هل تصح الصلاة بدون خشوع؟.. علماء الأزهر ودار الإفتاء يوضحون الحكم

تُعد الصلاة عماد الدين وأول ما يُحاسَب عليه العبد يوم القيامة، وقد أمر الله تعالى بإقامتها والمحافظة عليها، مقرونة بالخشوع، فقال سبحانه:
“قد أفلح المؤمنون، الذين هم في صلاتهم خاشعون” [المؤمنون: 1-2].
لكن مع انشغال الناس وضغوط الحياة، يتساءل كثير من المسلمين: هل تصح الصلاة إذا أُديت دون خشوع؟ وهل الغفلة أثناء الصلاة تُبطلها؟ هذا السؤال تُجيب عنه المؤسسات الدينية والعلماء المتخصصون.
الصلاة تصح شرعًا.. ولكن!
أكدت دار الإفتاء المصرية، في بيان عبر موقعها الرسمي، أن الخشوع ليس ركنًا من أركان الصلاة، وبالتالي فإن الصلاة بدون خشوع صحيحة شرعًا ولا يجب إعادتها، ما دامت قد أُديت بأركانها وشروطها الظاهرة، كقراءة الفاتحة والركوع والسجود واستقبال القبلة والطهارة.
إلا أن الدار شددت على أن انعدام الخشوع يُنقص من أجر الصلاة ومكانتها عند الله، مستشهدة بقول النبي ﷺ:
“إن الرجل لينصرف من صلاته، وما كُتب له منها إلا عُشرها، تُسعها، ثُمنها… حتى قال: نُصفها” [رواه أبو داود].
أي أن الأجر الكامل لا يُنال إلا بالخشوع والحضور القلبي.
الخشوع.. سرّ القبول وميزان الإيمان
يقول الدكتور محمد علي، الأستاذ بجامعة الأزهر، إن الخشوع في الصلاة هو حضور القلب، وتوجه العقل والجوارح إلى الله دون تشتت، مضيفًا أن “الخشوع ليس فقط وقوف الجسد، بل سكون القلب وتعظيم المقام بين يدي الله”.
ويتابع:
“من يُصلي دون أن يعي ما يقول، أو يسرح في أمور الدنيا، فهو لم يؤدِّ الصلاة بروحها، وإن كان قد أداها بصورتها الظاهرة”.
ويؤكد الدكتور محمد أن الخشوع قابل للاكتساب والتدرج، ولا يُطلب من المسلم الكمال من البداية، بل عليه أن يسعى ويتدرّب، داعيًا إلى تقليل الملهيات، واستحضار عظمة الله، والتدبر في الآيات أثناء الصلاة.
خطوات عملية للخشوع
أوصت دار الإفتاء ومراكز الإرشاد الديني بعدد من الوسائل التي تُعين على الخشوع، منها:
• الوضوء بخشوع: فقد كان النبي ﷺ يقول: “من توضأ فأحسن الوضوء، خرجت خطاياه مع الماء”.
• التبكير إلى الصلاة: فالتهيئة النفسية قبل دخول الصلاة تُساعد على الخشوع.
• فهم ما يُقال في الصلاة: خاصة الفاتحة والأذكار، مما يُعزز الارتباط الروحي.
• تجنب الصلاة في أماكن الضوضاء أو أمام الشاشات.
• الإكثار من الدعاء في السجود، حيث يكون العبد أقرب إلى ربه