عاجل

لماذا لُقّبت أسماء بنت أبي بكر بـ”ذات النطاقين”؟.. قصة شجاعة وبطولة خالدة

اسماء بنت ابي بكر
اسماء بنت ابي بكر

في صفحات التاريخ الإسلامي، تتألق أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها كنموذج للمرأة المسلمة الشجاعة، صاحبة المواقف الثابتة، والمبادئ الراسخة، التي سطّرت دورًا بطوليًا في لحظة فارقة من حياة الدعوة.
وقد خلّدها التاريخ باسم “ذات النطاقين”، وهو لقب نبوي شريف لم يمنح لغيرها، ويُشير إلى قصة فريدة كشفت عن روح التضحية والإيمان، والمشاركة الفاعلة للمرأة في نصرة الإسلام، منذ أيامه الأولى.

 

 خلفية اللقب.. لحظة مفصلية في الهجرة النبوية


ترجع تسمية أسماء بنت أبي بكر بـ”ذات النطاقين” إلى ليلة الهجرة النبوية الشريفة، حين اختبأ النبي محمد ﷺ وصاحبه أبو بكر الصديق في غار ثور، فرارًا من كيد قريش وسعيها لمنع انطلاق الدعوة الإسلامية إلى المدينة المنورة.

وقد لعبت أسماء دورًا مهمًا وخطيرًا في تلك الليلة، حيث كانت تنقل إليهما الطعام والشراب، وتوافيهما بالأخبار دون أن تشعر بها قريش، وسط ملاحقة شديدة للمهاجرَين، وتضييق الخناق عليهما.

ولما أرادت أسماء أن تربط الطعام والماء الذي حملته لهما، لم تجد شيئًا سوى نطاقها، وهو شريط تُشد به الخصر. فقامت بشقه نصفين: جعلت أحدهما لحمل الطعام، والآخر لحمل الماء.

وعندما رآها النبي ﷺ على تلك الحال، قال لها:
“إن الله قد أبدلك بنطاقك هذا نطاقين في الجنة”،
ومن هنا جاءت تسميتها بـ*“ذات النطاقين”*.

 دار الإفتاء: موقف يُجسّد شجاعة المرأة المسلمة


أشادت دار الإفتاء المصرية أكثر من مرة بهذا الموقف التاريخي، مشيرة إلى أن لقب “ذات النطاقين” لم يكن مجرد مدح، بل هو وسام شرف يدل على الدور الريادي الذي لعبته المرأة في نصرة الدين منذ بدايته.

وأكدت الإفتاء أن هذا الموقف يبرز قيمة المبادرة النسائية في الإسلام، وثقة الرسول ﷺ بالمرأة المؤمنة، وهو ما يعكس أن النساء لم يكنّ متلقيات فقط للدين، بل شريكات في صنع لحظاته الكبرى.

 من هي أسماء بنت أبي بكر؟

هي أسماء بنت أبي بكر الصديق، أخت السيدة عائشة زوج النبي ﷺ، وزوجة الزبير بن العوام أحد العشرة المبشرين بالجنة.
وُلدت قبل الهجرة بـ27 عامًا، وعُرفت برجاحة عقلها، وقوة شخصيتها، وفصاحتها. عاصرت الإسلام منذ بواكيره، وتحملت الأذى في سبيله.

كما كانت من أوائل المهاجرات إلى المدينة، وأنجبت عبد الله بن الزبير، أول مولود للمهاجرين، والذي أصبح لاحقًا من أبرز القادة المسلمين.

وقد شهدت عهد النبي ﷺ والخلافة الراشدة، وعُرفت بحسن الرأي وصبرها على الشدائد، وتوفيت رضي الله عنها بعد مقتل ابنها عبد الله، عن عمرٍ ناهز المئة عام، دون أن تفقد بصرها أو عقلها

تم نسخ الرابط