ما حكم الالتفات أثناء الصلاة؟ دار الإفتاء توضح الحكم

في فتوى رسمية وردت عن دار الإفتاء المصرية حول حكم الالتفات أثناء الصلاة، أوضحت الدار أن الالتفات في الصلاة دون عذر يُعد من مكروهاتها، لما فيه من مخالفة لهدي النبي محمد ﷺ، وتشويش على الخشوع المطلوب في الصلاة، إلا أنه لا يؤدي إلى بطلانها ما دام لم يتحرك المصلي بجسده حركة تخرجه عن هيئة الصلاة أو يلتفت بجميع بدنه عن القبلة.
وأكدت الدار عبر صفحتها الرسمية أن الالتفات اليسير بالرأس أو بالعين أثناء الصلاة مكروه تنزيهيًا، أي يُستحب تركه لكنه لا يُفسد الصلاة، مستشهدة بقول النبي ﷺ: “هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد” (رواه البخاري). فالالتفات يُضعف حضور القلب، ويجعل العبد يغفل عن مناجاته لربه، وهو أحد مداخل الشيطان لتشتيت الخشوع.
ماذا يقول العلماء:
في بث مباشر عبر منصات التواصل الاجتماعي، أوضح الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن الالتفات في الصلاة على نوعين:
الأول، التفات بالرأس فقط: وهو أن يلتفت المصلي برأسه يمينًا أو يسارًا دون تحريك الجسد، وهذا مكروه لكنه لا يبطل الصلاة.
الثاني، التفات بالجسد أو الانحراف الكامل عن القبلة: وهذا يبطل الصلاة إذا انصرف المصلي عن اتجاه القبلة بشكل كلي.
وأضاف ممدوح: “الخشوع في الصلاة هو روحها، والالتفات فيها علامة على قلة التركيز، لكن لا يجوز أن نُشدد على الناس بالبطلان إلا إذا خرج عن القبلة فعلًا، أو غيّر هيئة الصلاة بشكل كبير”.
وأكدت دار الإفتاء أن العلماء اتفقوا على كراهة الالتفات في الصلاة دون سبب، واختلفوا في حكمه إن كان لعذر، مثل الخوف من خطر أو متابعة إمام في جماعة. ففي هذه الحالة لا يكون الالتفات مكروهًا، بل قد يكون جائزًا بل ومطلوبًا إذا اقتضته الضرورة.
وأشارت الدار إلى أن من الأسباب التي تدفع كثيرًا من الناس للالتفات في الصلاة، عدم استحضار عظمة الوقوف بين يدي الله، والانشغال بما يحيط بالمكان من مؤثرات. ولذلك، شددت على أهمية إعداد بيئة الصلاة بما يساعد على الخشوع، وتهدئة النفس قبل الدخول في الصلاة، ومحاولة تفريغ القلب من شواغل الدنيا.
وختمت دار الإفتاء فتواها بالتأكيد على أن الصلاة هي لحظة تفرغ تام للوقوف بين يدي الله، وعلى المسلم أن يسعى جاهدًا ليجعلها خالية من الحركة الزائدة أو الالتفات، لأنها مفتاح القبول وأساس النجاة، وأن المكروهات وإن لم تبطل الصلاة، فإنها تُنقص من أجرها وكمالها.