ما مكان وقوف المرأة في صلاة الجماعة مع زوجها؟ الإفتاء توضح

أثارت مسألة مكان وقوف المرأة أثناء صلاة الجماعة مع زوجها داخل المنزل تساؤلات كثيرة بين المسلمين، خاصة في ظل حرص عدد كبير من الأزواج على إقامة الصلاة جماعة في البيوت، اقتداءً بسنة النبي ﷺ، وتعظيمًا لشعيرة الصلاة. وردًا على هذا التساؤل، أكدت دار الإفتاء المصرية أن الموضع الشرعي الصحيح لوقوف المرأة مع زوجها في صلاة الجماعة داخل المنزل هو أن تقف خلفه، لا بجواره، وذلك باتفاق الفقهاء من المذاهب الأربعة.
جاء في فتوى رسمية عبر الصفحة الرسمية لدار الإفتاء، أن صلاة المرأة خلف زوجها في البيت إذا كانت جماعة تُعدّ صحيحة، بشرط أن تقف المرأة خلف الرجل، لأن ترتيب الصفوف في صلاة الجماعة له أصول فقهية مستقرة، مستندة إلى سنة النبي صلى الله عليه وسلم وهدي أصحابه.
وأوضحت الدار أن وقوف المرأة بجانب الرجل في صف واحد داخل الصلاة يُخلّ بنظام الجماعة، ويُعدّ مخالفًا لما اتفق عليه جمهور العلماء، لما رُوي عن أنس رضي الله عنه قال: “صليت أنا ويتيمٌ في بيتنا خلف النبي ﷺ، وأمّي أم سليم خلفنا” (رواه البخاري). وهو دليل واضح على أن المرأة تُصلي خلف الذكور ولو كانت معهم في نفس المكان، حتى ولو كانوا محارمها.
وفي تعليق صوتي عبر البث المباشر على صفحة الإفتاء، أوضح الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية ، أن العبرة في صلاة الجماعة بالاقتداء الصحيح، والتنظيم الشرعي للصفوف. وأضاف: “المرأة لا تقف بجانب الرجل في الصلاة، حتى لو كان زوجها أو محرمها، لأن ذلك يُخلّ بمقام الإمامة، والموقف الجماعي الشرعي الذي نُقل إلينا من فعل النبي ﷺ وأصحابه”.
وأكد ممدوح أن العلماء مجمعون على هذه المسألة، فيقول الإمام النووي رحمه الله: “السنة أن يكون الرجال ثم الصبيان ثم النساء، ولا تُصلي المرأة بجانب الرجل في صف واحد” (شرح صحيح مسلم). وهو ما نصّ عليه أيضًا فقهاء المالكية والحنابلة والحنفية والشافعية في كتبهم.
دار الإفتاء شددت في ختام الفتوى على أن الحرص على الصلاة جماعة في البيوت عبادة عظيمة، لكنها لا تعني التهاون في أحكام الجماعة أو ترتيب الصفوف، فالتعبد لله لا يكون فقط بأداء الظاهر، بل أيضًا بمراعاة السنة والهدي النبوي في أدق التفاصيل.
وبناءا على ذلك:
إذا صلى الرجل مع زوجته جماعة في المنزل، فإن المرأة يجب أن تقف خلفه لا بجواره، وهذا هو الهدي النبوي الصحيح الذي أقرّه العلماء، وهو الأضبط للصلاة وأكمل في الاتباع، مع التأكيد على أن عدم مراعاة هذا الترتيب لا يبطل الصلاة، لكنه يُنقص من كمالها ويخالف السنة