عاجل

ما فضل إطعام الطعام في الإسلام وهل لها شروط؟ الإفتاء توضح

اطعام الطعام
اطعام الطعام

 تبقى عبادة إطعام الطعام واحدة من أعظم العبادات التي دعا إليها الإسلام، وركيزة مهمة من ركائز التكافل الإنساني، لما لها من أثر عميق في تقوية الروابط بين الناس، ونشر المحبة، ومساعدة المحتاجين، وإدخال السرور على القلوب.

وقد أولى الإسلام هذه العبادة منزلة رفيعة، واعتبرها من علامات صدق الإيمان وحسن الخلق. فإطعام الطعام ليس مجرد عمل خيري، بل عبادة متكاملة الأركان، يتقرب بها العبد إلى ربه، وينال بها الأجر والثواب، ويحقق بها معنى الإنسانية الصادقة التي تتجلى في البذل والعطاء.

وقد ورد ذكر إطعام الطعام في القرآن الكريم في مواضع عديدة، منها قوله تعالى:
{ويطعمون الطعام على حبه مسكينًا ويتيما وأسيرا. إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكورًا} [الإنسان: 8-9].
وهي آية عظيمة تصف أهل الجنة، الذين جعلوا من إطعام الطعام وسيلة للتقرب إلى الله دون انتظار مقابل دنيوي.

كما جاء في الحديث الشريف، أن رسول الله ﷺ قال:
“يا أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام” [رواه الترمذي].
فالحديث جمع بين أربع صفات عظيمة، وجعل من إطعام الطعام طريقًا لدخول الجنة، مما يدل على عظم مكانته.

ولم تقتصر النصوص الشرعية على الحث العام، بل جاءت لتوضح أن إطعام الطعام من أعظم القربات، سواء أكان بإعداد الولائم، أو تقديم الطعام للفقراء والمساكين، أو حتى إهداء الجار والضيف، وهو ما يؤكده قول النبي ﷺ:
“أيما مؤمن أطعم مؤمنًا على جوع أطعمه الله من ثمار الجنة” [رواه الترمذي].

المقاصد من إطعام الطعام

من الناحية الاجتماعية، يحقق إطعام الطعام مقاصد عديدة، منها تقوية أواصر المحبة والتراحم، وكسر حدة الفقر والحاجة، وإشاعة روح المشاركة في المجتمع. كما أنه يُسهم في تخفيف معاناة الناس، خاصة من لا يجدون قوت يومهم، ويعزز قيم الجود والسخاء.

وتُعدّ مبادرات موائد الطعام، وإعداد وجبات للمحتاجين، أو حتى دعوة الأقارب والمعارف إلى وجبة طعام – مهما كانت بسيطة – من الأعمال التي حثت عليها الشريعة، لما فيها من أجر عظيم، وروح اجتماعية طيبة.

وفي ظل الحياة المعاصرة، تدعو المؤسسات الدينية، وعلى رأسها دار الإفتاء المصرية، إلى إحياء سنة إطعام الطعام، وعدم الاقتصار على الموسمية في فعل الخير، مشيرةً إلى أن هذه العبادة لا تحتاج إلى ثروة، بل إلى نية خالصة وقلب رحيم.

ومن هنا، تبقى عبادة إطعام الطعام عنوانًا للمحبة الصادقة، ووسيلة فاعلة لبناء مجتمع متراحم، وتذكيرًا دائمًا بأن أبسط الأفعال، قد تكون أعظمها أجرًا عند الله

تم نسخ الرابط